29‏/09‏/2016

هل سمعتم من يذكر الدجال على المنابر آنفًا؟!!

#المسيح_الدجال
هل سمعتم من يذكر الدجال على المنابر آنفًا؟!! . 
عن الصعب بن جثامة، قال: إني سمعت رسول الله ﷺ يقول: «لا يخرج الدجال حتى يذهل الناس عن ذكره، وحتى تترك الأئمة ذكره على المنابر». 
[زوائد الإمام أحمد، وصحح إسناده الهيثمي في: «مجمع الزوائد» (7/ 335)، وقال: «رواه عبدالله بن أحمد من رواية بقية عن صفوان بن عمرو، وهي صحيحة كما قال ابن معين، وبقَّيةُ رجالهِ ثقات»، وصححه الألباني في: «قصة المسيح الدجال ونزول عيسى عليه الصلاة والسلام» (ص30)]. 
_________________ 
قال الشيخ الألباني -رحمه الله- معلقًا على هذا الحديث (ص31 - 38): ولقد صدق هذا الخبر على أئمة المساجد، فتركوا ذكر الدجال على المنابر وهم خاصة الناس؛ فماذا يكون حال عامتهم؟! وإذا كان الله تبارك وتعالى قد جعل بحكمته لكل شيء سبباً؛ فلست أشك أن سبب هذا الإهمال لذكره - مع اهتمام الرسول ﷺ أشد الاهتمام في التحذير من فتنته؛ كما ستراه فيما يأتي في أول قصته -إنما هو تشكيك بعض الخاصة في الأحاديث الواردة فيه؛ تارة في ثبوتها وعدم ورودها بطريق التواتر -زعموا- وتارة في دلالتها كما تقدم بيانه، فكان من الواجب أن يقوم أهل العلم بواجبهم؛ فيبينوا للأمة ما حدثهم به رسول الله ﷺ من فتنة الدجال وقتل عيسى عليه الصلاة والسلام إياه؛ بنفس الطريق التي تتلقى الأمة به عن النبي ﷺ كل ما يتعلق بدينها- من عقائد وعبادات ومعاملات وأخلاق وغيرها، ألا وهو الحديث النبوي - وبذلك يقضى على السبب المشار إليه، ويعود الناس فيذكرون الدجال وفتنته، فيتخذون الأسباب لاتقائها، فلا يغترون بأضاليله وتحاريفه التي لا يصدق بإمكان وقوعها من مِثله إلا المؤمن - الذي لا يرتاب أدنى ارتياب فيما جاء من أنواع الفتن، {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [القصص: 68].

 فإذا علم المؤمن بذلك وآمن به؛ اتخذ الأسباب التي تعصمه من فتنته؛ وهي:  

أولاً: الاستعاذة بالله تعلى من شر فتنته، والإكثار منها؛ لا سيما في التشهد الأخير في الصلاة فقد قال رسول الله ﷺ: «إذا فرغ أحدكم من التشهد الآخر؛ فليستعذ بالله من أربع، يقول: اللهم! إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر فتنة المسيح الدجال»(1). وثبت في «الصحيحين» وغيرهما عن جمع من الصحابة -منهم عائشة -رضي الله عنها-: أن النبي ﷺ كان يستعيذ من فتنته. بل إنه أمر بالاستعاذة من أمراً عاماً؛ كما في حديث زيد بن ثابت قال: بينما النبي ﷺ في حائط لبني النجار على بغلة له -ونحن معه- إذ حادت به فكادت تلقيه، وإذا أَقْبُرُ ستة أو خمسة أو أربعة، فقال: «من يعرف أصحاب هذه الأقبر؟» فقال رجل: أنا. قال: «فمتى مات هؤلاء؟» قال: ماتوا في الإشراك (وفي رواية: في الجاهلية). فقال: «إن هذه الأمة تبتلى في قبورها، فلولا أن لا تدافنوا؛ لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه»، ثم أقبل علينا بوجهه فقال: «تعوذوا بالله من عذاب النار». قالوا: نعوذ بالله من عذاب النار. فقال: «تعوّذوا بالله من عذاب القبر».قالوا: نعوذ بالله من عذاب القبر». قال: «تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن».قالوا: نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منه وما بطن. قال: «تعوذوا بالله من فتنة الدجال». قالوا: نعوذ بالله من فتنة الدجال(2).  

ثانياً: أن يحفظ عشر آيات من أول سورة (الكهف) فقد قال ﷺ: «من حفظ عشر آيات من أول سورة (الكهف)؛ عصم من [فتنة] الدجال». رواه مسلم وغيره عن أبي الدرداء(3). 

 ثالثا: أن يبتعد عنه، ولا يتعرض له؛ إلا إن كان يعلم من نفسه أن لن يضره لثقته بربه، ومعرفته بعلاماته التي وصفه النبي ﷺ بها؛ لقوله -عليه الصلاة والسلام-: «من سمع بالدجال فلينأ عنه، فوالله؛ إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه: مما يبعث به من الشبهات». أخرجه أحمد وغيره، عن عمران بن حصين(4).  

رابعًا: أن يسكن مكة والمدينة، فإنهما حرمان آمنان منه؛ لقوله ﷺ: «يجئ الدجال فيطأ الأرض إلا مكة والمدينة، فيأتى المدينة؛ فيجد بكل نقب من نقابها صفوفاً من الملائكة». أخرجه الشيخان وغيرهما عن أنس بن مالك -رضى الله عنه-(5). 
 ومثلهما المسجد الأقصى والطور؛ كما يأتى فى الفقرة (24 - السياق).

 واعلم أن هذه البلاد المقدسة إنما جعلها الله عصمة من الدجال لمن سكنها وهو مؤمن ملتزم بما يجب عليه من الحقوق والواجبات تجاه ربها، وإلا فمجرد استيطانها - وهو بعيد فى حياته عن التأدب بآداب المؤمن فيها - فَمِمَّا لا يجعله فى عصمة منه، فسيأتى فى الفقرة (25 - أبو أمامة، 30 - السياق) أن الدجال -عليه لعائن الله- حين يأتى المدينة النبوية وتمنعه الملائكة من دخولها؛ ترجف بأهلها ثلاث رجفات، فلا يبقى فيها منافق ولا منافقة إلا خرج إليه. فهؤلاء المنافقون والمنافقات -وقد يكون نفاقهم عمليّاً- لم يَعْصِمْهُمْ من الدجال سكنهم فى المدينة النبوية؛ بل خرجوا إليه، وصاروا من أتباعه كاليهود! وعلى العكس من ذلك؛ فمن كان فيها منالمؤمنين الصادقين فى إيمانهم؛ فهم مع كونهم فى عصمة من فتنته؛ فقد يخرج إليه بعضهم متحدياً وينادى فى وجهه: هذا هو الدجَّال الذى كان رسول الله ﷺ يحدثنا حديثه ... كما سيأتى فى الفقرة (31 - السياق). 

فالعبرة إذن بالإيمان والعمل الصالح، فذلك هو السبب الأكبر فى النجاة، وأما السكن فى دار الهجرة وغيرها؛ فهو سبب ثانوى، فمن لم يأخد بالسبب الأكبر؛ لم يفده تمسكه بالسبب الأصغر، وقد أشار إلى هذا النبى ﷺ بقوله للذى سأله عن الهجرة: «ويحك! إن شان الهجرة لشديد! فهل لك من إبل؟». قال: «فهل تؤتى صدقتها؟» قال: نعم. قال: «فاعمل من وراء البحار، فإن الله لن يترك من عملك شيئاً»(6). 

وما أحسن ما روى الإمام مالك فى «الموطأ» (2/ 235) عن يحيى بن سعيد: «أن أبا الدرداء كتب إلى سلمان الفارسى: أن هلمَّ إلى الأرض المقدسة. (يعنى: الشام). فكتب إليه سلمان: إن الأرض لا تقدس أحداً، وإنما يقدسُ الإنسانَ عملُهُ». وصدق الله العظيم إذ يقول: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [التوبة: 105]. 

من أجل ذلك؛ لا يجوز للمسلمين اليوم أن يتركوا العمل للإسلام وإقامة دولته على وجه الأرض؛ انتظاراً لخروج المهدى ونزول عيسى -عليهما الصلاة والسلام-؛ يأْساً منهم؛ أو توهماً أن ذلك غير ممكن قبلهما ّ فإن هذا توهم باطل، ويأس عاطل، فإن الله تعالى أو رسوله ﷺ لم يخبرنا أن لا عودة للإسلام ولا سلطان له على وجه الارض إلا فى زمانهما، فمن الجائز أن يتحقق ذلك قبلهما إذا أخذ المسلمون بالإسباب الموجبة لذلك؛ لقوله تعالى: {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد: 7]، وقوله: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحج: 40]. 

ولقد كان هذا التوهم من أقوى الأسباب التى حملت بعض الأساتذة المرشدين والكُتّاب المعاصرين على إنكار أحاديث المهدى وعيسى -عليهما السلام-، -على كثرتها وتواترها- لما رأوا أنها عند المتوهمين مدعاة للتواكل عليها وترك العمل لعز الإسلام من أجلها! فأخطؤوا فى ذلك أشد الخطأ من وجهين: 

 الأول: أنَّهم أقروهم على هذا التوهم؛ على اعتبار أن مصدره تلك الأحاديث المشار إليها؛ وإلا لم يبادروا إلى إنكارها!  

والآخر: أنهم لم يعرفوا كيف ينبغى عليهم أن يعالجوا التوهم المذكور؟ وذلك بإثبات الأحاديث، وإبطال المفاهيم الخاطئة من حولها، وما مثلهم فى ذلك إلا كمثل من أنكر عقيدة الإيمان بالقدر خيره وشره؛ لأن بعض المؤمنين به فهموا منه أن لازمه الجبر، وأن المكلَّف لا كسب له ولا اختيار، ولما كان هذا الفهم باطلاً بداهة ساعروا إلى إنكاره، ولكنهم أنكروا مَعَهُ القدر أيضا؛ لتوهمهم -أيضاً مع المتوهمين- أنه يعنى الجبر، فوافقهم فى خطئهم فى التوهم المذكور، ثم زادوا عليه خطأ آخر -فراراً من الأول- وهو إنكارهم القدر نفسه! فلولا أنهم شاركوهم فى فهمهم منه الجبر لما أنكروه! وهذا هو عين ما صنعه البعض المشار إليه من الأساتذة والكُتّاب؛ فإنهم لما رأوا تواكل المسلمين -إلا قليلاً منهم- على أحاديث المهدى وعيسى؛ بادروا إلى إنكارها لتخليصهم بزعمهم من التواكل المذكور! فلم يصنعوا شيئاً؛ لأنهم لم يستطيعوا تخليصهم بذلك من جهة؛ ولا هم كانوا على هدى فى إنكارهم للأحاديث الصحيحة من جهة أخرى. 

والحقيقة أن هؤلاء المنكرين -الذين يفهمون من هذه الأحاديث ما لا تدك عليه من التواكل المزعوم، ولذلك يبادرون إلى إنكارها تخلّصاً منه- قد جمعوا بين المصيبتين: الضلال فى الفهم، والكفر بالنص! ولكنهم عرفوا أن الفهم المذكور ضلالة فى نفسه، فأنكروه بأنكار النص الذى فهموا ذلك منه! 

وعكس ذلك العامة؛ فآمنوا بالنص مع الفهم المذكور، فمع كل من الفريقين هدى وضلالة، والحق الأخذ بهدى كل منهما، ونبذ الضلال الذى عندهما؛ وذلك بالإيمان بالنص دون ذلك الفهم الخاطئ. 

وما مثل هؤلاء وهؤلاء إلا كمثل المعتزلة من جهة؛ والمشبَّهة من جهة أخرى، فإن الأولين تأولوا آيات وأحاديث الصفات بتآويل باطلة أودت بهم إلى إنكار الصفات الإلهية، وما حملهم على ذلك إلا فرارهم من التشبيه الذى وقع فيه المشبَّهة أن المعتزلة أنفسهم شاركوا المشبَّهة فى فهم التشبيه من آيات الالصفات، ولكنهم افترقوا عنهم بإنكار التشبيه بطريق التأويل الذى هو باطل أيضاً؛ كالتشبيه لما لزم منه من إنكار الصفات الإلهية، وأما المشبِّهة فلم يقعوا فى هذا الباطل، ولكنهم ثبتوا على التشبيه، والحق الجمع بين صواب هؤلاء وهؤلاء، ورد باطل هؤلاء وهؤلاء: وذلك بالإثبات والتنزيه، كما قال الله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11].

وكذلك أقول من أحاديث نزول عيسى عليه السلام وغيرها؛ فإن الواجب فيها إنما هو الإيمان بها، وردّ ما توهمه المتوهمون منها؛ من ترك العمل والاستعداد الذى يجب القيام به فى كل زمان ومكان، وبذلك نكون قد جمعنا بين صواب هؤلاء وهؤلاء، وردننا باطل هؤلاء وهؤلاء. والله المستعان. 
________________ 
(1) انظر «صفة الصلاة» (ص199 - الطبعة السابعة). 
(2) أخرجه مسلم (8/ 161)،وأحمد (5/ 190). 
(3) رواه مسلم وغيره، وفي رواية له «آخر الكهف» وهي شاذة؛ كما حققته في «الصحية» رقم (2651).ويشهد للرواية الأولى حديث النواس الآتي في الفقرة (5) -تخريج فقرات القصة، وحديث أبي أمامة في الفقرة (14). 
(4) وهو مخرج في «المشكاة» (5488)، ورواه حنبل أيضاً في «الفتن» (ق46/ 2). 
(5) وهو مخرّج فى «الصحيحة» (2457). 
(6) أخرجه البخارى (7/ 207 - فتح)، ومسلم (6/ 28)،وأبو داود (1/ 388)، والنسائي (2/ 182)، وأحمد (3/ 64).

04‏/09‏/2016

(الرد على زعم الدكتور محمد نوح القضاة مبيت النبي ﷺ ليلة في قرية السخنة الأردنية!)

(الرد على زعم الدكتور محمد نوح القضاة مبيت النبي ﷺ ليلة في قرية السخنة الأردنية!)
طلع علينا الدكتور القضاة بتقليعة جديدة وبفرية لم يأت بها قبله أحد! إذ يقول الدكتور في إحدى خطاباته الحماسية!:
"هل تعرفون لماذا اخترت الزرقاء؟ وماذا فيها؟ فيها السخنة، حيث نام رسول الله ﷺ ليلة فيها، ويوجد بها الشجرة التي استظل بها رسول الله ﷺ، وبها أثر من رسول الله ﷺ".انتهى.
فأقول مستعينًا بالله وبه أتأيَّد:
الكلام الذي ذكره الدكتور لا أصل له من الصحة ولا يستند إلى أي معلومة تاريخية أو متعلقة بالسيرة المطهرة -ألبتة-، بل هو مجرد تحليل أراد الدكتور أن يقنع نفسه أولًا ويقنع الناس ثانيًا أنه يؤدي إلى النتيجة التي ذكرها، إذ لا يعتبر دليلا يمكن أن يستند إليه أي باحث مهما صغر حجمه أو كبر لإثبات حدث تاريخي مرَّ عليه خمسة عشر قرنًا من الزمان بشخوصه وأماكنه وأحداثه!
ولأدخل في صلب البحث فإن المصادر التاريخية والمتعلقة بالسيرة النبوية المطهرة لم تذكر من قريب ولا من بعيد مبيت النبي ﷺ في مدينة الزرقاء فضلًا عن أن تذكر قرية السخنة فيها، وقرية السخنة لم تذكر في أي مصدر تاريخي يتعلق بالسيرة أو في سرد البلدان والقرى في الحواضر الإسلامية والرومية، فهذا ياقوت الحموي صاحب كتاب (معجم البلدان) وهو من أوسع المراجع في البلدان والقرى والبوادي، لم يذكر فيه (السخنة) إلا في موضع واحد حيث يقول: معجم البلدان (3/ 196): سُخْنَةُ: بضم أوّله، وسكون ثانيه ثمّ نون، بلفظ تأنيث السّخن وهو الحارّ: بلدة في بريّة الشام بين تدمر وعرض وأرك يسكنها قوم من العرب، وعلى التحديد بين أرك وعرض. انتهى.

فأين هي تدمر الشام من سخنة الزرقاء؟!!

علمًا أن ياقوت الحموي يفصل في البلدان والأماكن ويذكر شيئًا من الأحداث فيها فكيف يترك حدثًا كهذا ولو إشارة في ترجمته للزرقاء المدينة إذ يقول: معجم البلدان (3/ 137): الزّرْقاء: بلفظ تأنيث الأزرق: موضع بالشام بناحية معان، وهو نهر عظيم في شعارى ودحال كثيرة، وهي أرض شبيب التّبّعي الحميري، وفيه سباع كثيرة مذكورة بالضراوة، وهو نهر يصبّ في الغور. انتهى.

قلت: وقصر شبيب هذا ما زال قائمًا إلى يومنا هذا، والنهر جفت منابعه، وعاد قفرًا لا حياة فيه!

طبعًا بما أن الدكتور لا يمكن أن يسعفة نص من كتاب تاريخ ولا كتاب سيرة فإنه راح يفسر إثباته المزعوم لنوم الرسول ﷺ في السخنة بتفسير ساذج وإن شئت فقل ممجوج، قال فيه -كما نقلته عنه صحيفة عمّون في اتصال هاتفي جرى بينهما-:
إأن القوافل المتجهة إلى الشام لا بد وأن تقف في محطات إجبارية -كذا قال!- للاستراحة والتزود والعناية بالدواب... إلخ  ومن ضمن هذه المحطات كانت قرية السخنة حيث نزل النبي ﷺ مع عمه أبي طالب وبات ليلة في السخنة!!
هذا ما استدل به الدكتور سامحه الله، ولا أدري هل يظن الناس أغبياء لتمشي عليهم مثل هذه الحجة الباهرة؟!
ولعل الدكتور لم يتنبه إلى أن هذا التحليل يمكن إنزاله على جميع المدن والقرى والبوادي والحواضر على مسافة 2000 كيلو متر من مكة إلى الشام وكل قرية يكون قد بات بها ﷺ، وقس على ذلك..!
إلا أن الرجل أكد تأكيدا جازما للحدث ولا يُعلم كتاب في التاريخ الإسلامي ذكر قرية السخنة، بل إن ياقوت الحموي في معجم البلدان وهو من أعظم المعاجم في وصف المدن والحواضر لم يذكر السخنة إلى في موضع واحد كما تقدم آنفًا.. فأين هي النصوص الدالة على ما زعمه الدكتور، والله -عز وجل- يقول: {قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين}!

فالذي أعتقده أن الدكتور قد جازف مجازفة كبيرة وخطيرة في نسبته حدثًا لا وجود له تاريخيًّا ولا يمكن حتى إثباته إلا في مخيلته ومخيلة من يؤيده نتيجة تحليلات افتعلها غير قائمة على أي دليل صحيح أو نقل صريح..

فعلى الدكتور وأمثاله أن يكفُّوا عن الاستهتار بعقول الناس وعلى المؤيدين له من الدكاترة ومن لف لفهم أن يكفوا أيضًا عن التأييد بالباطل وبعماية تامة من غير نظر ولا اعتراف بمجازفة الدكتور فإن المؤيِّد للباطل أسوأ من المُبطل ذاته، لأنه اقترف جرمين: جرمًا بحق نفسه إذ أتبعها هواها، وجرمًا في زيادته تضليل الناس بتأييده للباطل والتخرصات، ولعل الدكتو يراجع نفسه ويتوب عن هذه الفرية والتي تتعلق بذات النبي ﷺ، فإنه القائل في الحديث المتواتر عنه: "من كذب عليَّ متعمدًا فليتبوَّأ مقعده من النار"، وهو القائل -أيضًا-: "من حدث عني بحديث وهو يُرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين"!
والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا نبي الصدق والحق والرحمة محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه والتابعين..
وكتب: أبو موسى أحمد بن عيَّاش الغرايبة
1 / 12 / 1437
والحمد لله رب العالمين

19‏/07‏/2016

تحزيب السلف للقرآن

#‏تحزيب_السلف_للقرآن‬
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبة والتابعين، أما بعد:
أخرج البخاري في صحيحه برقم: (5054) عن عبدالله بن عمرو، قال: قال رسول الله ﷺ: «اقرإ القرآن في شهر» قلت: إني أجد قوة، حتى قال: «فاقرأه في سبع ولا تزد على ذلك».
وقد روي عن الصحابة أنهم كانوا يحزبون المصحف إلى سبعة أجزاء والأثر فيه ضعف كما قال الشيخ الألباني، وهو ما أخرجه أبو داود في سننه برقم: (1393) عن أوس بن حذيفة قال: سألت أصحاب رسول الله ﷺ كيف يحزبون القرآن، قالوا: «ثلاث، وخمس، وسبع، وتسع، وإحدى عشرة، وثلاث عشرة، وحزب المفصل وحده».
قال شيخ الإسلام -قدس الله روحه- في مجموع الفتاوى (13/ 409) معلقًا على حديث أوس بن حذيفة:
«وهذا الحديث يوافق معنى حديث عبدالله بن عمرو في أن المسنون كان عندهم قراءته في سبع؛ ولهذا جعلوه سبعة أحزاب ولم يجعلوه ثلاثة ولا خمسة وفيه أنهم حزبوه بالسور وهذا معلوم بالتواتر» اهـ.
وهذا التحزيب بالسور الذي ورد في أثر أوس وذكره شيخ الإسلام وذكر أنه نُقل بالتواتر يكون على النحو التالي لمن أراد أن يختم في سبعة أيام:
1- من أول سورة الفاتحة إلى ختم سورة النساء. (من ص1، إلى ص106).
2- من أول سورة المائدة إلى ختم سورة التوبة. (من ص106، إلى ص207).
3- من أول سورة يونس إلى ختم سورة النحل. (من ص208، إلى ص281).
4- من أول سورة الإسراء إلى ختم سورة الفرقان. (من ص282، إلى ص366).
5- من أول سورة الشعراء إلى ختم سورة يس. (من ص367، إلى ص445).
6- من أول سورة الصافات إلى ختم سورة الحجرات. (من ص446، إلى ص517).
7- من أول سورة ق إلى ختم سورة الناس. (من ص518، إلى ص604).

وهذا هو التحزيب الأفضل لثبوته عن أصحاب النبي ﷺ.
وقد سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء السؤال التالي من الفتوى رقم (2450):
السؤال:
هل يجوز تحزيب القرآن يعني: عند تلاوته؛ لما في ذلك من تغيير لأقواله تعالى ومنه الزيادة والنقصان، وهذا ما شهدناه في بعض مناطق المغرب العربي -أقول- هل يجوز ذلك؟

الجواب:
لا نعلم شيئا يدل على التحزيب المثبت على هوامش المصاحف التي بيد الناس اليوم، والوارد عن الصحابة رضي الله عنهم في ذلك ما رواه أوس بن حذيفة قال: (سألت أصحاب رسول الله ﷺ: كيف يحزبون القرآن؟ فقالوا: ثلاث وخمس وسبع وتسع وإحدى عشرة وثلات عشرة وحزب المفصل وحده، وبأنه ثلاث: البقرة وآل عمران والنساء، وخمس: المائدة والأنعام والأعراف والأنفال وبراءة، وسبع: يونس وهود ويوسف والرعد وإبراهيم والحجر والنحل، وتسع: الإسراء والكهف ومريم وطه والأنبياء والحج والمؤمنون والنور والفرقان، وإحدى عشرة: الشعراء والنمل والقصص والعنكبوت والروم ولقمان وألم السجدة والأحزاب وسبأ وفاطر ويس، وثلاث عشرة: الصافات وص والزمر وغافر وحم السجدة وحم عسق والزخرف والدخان والجاثية والأحقاف والقتال والفتح والحجرات، ثم بعد ذلك حزب المفصل وأوله ق) .
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس
عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز.

قال أبو موسى غفر الله له: وهذا التحزيب بالسور والختم بسبع لو التزمه طالب علم موفق لكان يختم في السنة خمسين مرة! وهو مما يعينه على حفظه في مدة يسيرة ولو أنك قرأت كتابًا خمسين مرة لجرت ألفاظه على لسانك عند أدنى استحضار، فلا تبخل على نفسك بهذا الخير العظيم فالحرف بعشر حسنات وهذا الإدمان للقراءة خير من كل كتاب في الدنيا لأنه كتاب ربك وفيه كلامه المبارك وهو حبل الله الذي بينك وبينه إلى يوم القيامة، والله الموفق لا رب سواه ولا معبود حق غيره!
أحمد
14 / 10 / 1437هـ

18‏/07‏/2016

بعد الحدث التركي!

#‏بعد_الحدث_التركي‬
قال رسول الله ﷺ: " لزوال الدنيا جميعاً أهون على الله -تبارك وتعالى- من دم امرئ مسلم يسفك بغير حق"، أو قال: "يقتل بغير حق". صححه الألباني.
المؤمن الحق لا يفرق بين دم ودم، فالمسلم التركي والصيني والروسي والعربي وغيرهم له ذات الحكم في الشرع من كونه دمًا حرامًا، فمن يفرق بين دم مسلم ودم مسلم آخر منكوس الفطرة والعقل، ومصاب بداء خطير؛ لأن النبي ﷺ قال: "إن دماءكم وأموالكم ... عليكم حرام" الحديث ولم يفرق ﷺ بين عربي وأعجمي ولا بين أسود وأحمر!
فالحمد لله على أن هدانا للإسلام.

الأصل في الشريعة الإسلامية ومنهجها الأصيل أنها لا تتلون ولا تتغير -في أصولها وثوابتها العامة- بحسب الجنس والعرق بل تعامل الجميع بمعيار واحد في الأصول وبحسب ما تقتضيه مصلحة الكل لا مصلحة الفرد او الرهط، وعليه لما تأمر الشريعة بطاعة الحاكم المسلم وتنهى عن الخروج عليه ولو بالكلمة فهي لا تصرف هذا الأصل لحاكم دون غيره، فإذا ثبت إسلام الحاكم ثبت له حكم الطاعة بالمعروف ونُهي عن الخروج عليه ولو بالكلمة، أما من يس على الإسلام منهم فلا سمع له ولا طاعة إلا إن كان متغلبًا فيدارى ويُتَّقى شره حفظًا للدماء والأموال والأعراض، وهذا أصل لا يختلف فيه من عرف الدين الصحيح.
انقسمت الأمة وتفرقت بعد القرون الثلاثة المفضلة وقد أخبر بذلك النبي ﷺ وبيَّن أنها تنقسم إلى فرق عديدة ليست على منهاج النبوة وأن الأمر سيكون فيه أثرة وتبديل وتغيير ينكره المؤمنون، فأمر ﷺ بالصبر على جور الولاة وعلى استئثارهم بالدنيا ونهى عن الخروج عليهم بالسيف وبغيره، وبين ﷺ للأمة أن عليها ما حُمِّلت وعلى الولاة ما حُمِّلوا.. فقبل أهل المنهج الصحيح هذا الأمر من نبيهم ﷺ واعتقدوه وتدينوا به عبر العصور المديدة من التاريخ الإسلامي وكانوا العقبة الكؤود في وجه الفرق التي تريد سفك الدماء وتقويض الدول ولو على حساب أبناء جلدتها، فوقفت الفرقة الناجية بسلاحها الذي لا ينبو -الكتاب والسنة- في وجه الفرق الإسلامية وفي وجه مخططاتها.. وما زالت إلى يومنا هذا تنافح وتذود عن المنهج النبوي الذي صلحت به الدنيا وساد الإسلام بسبب التمسك به أصقاع الدنيا حتى ذلت فارس والروم وإفريقية!
خرجت فرق كثيرة على مر التاريخ الإسلامي وكان شعارها الانقلاب على السلطة وتولي الحكم بدلًا عنها ثم تخرج من المُنقلبة أخرى فتخرج على الخارجة وهكذا دواليك!
والعلماء الربانيون ينهون عن هذا العبث الذي ليس فيه إلا سفك الدماء وتطميع الأعداء في بلاد المسلمين واستباحة بيضتهم، إلا أنهم يأبون إلا الخوض في بحار الدم والأشلاء، والله المستعان.
وكان هذا جميعه قبل شيوع وسائل الإعلام الحديثة فقد كانت معرفة مذاهب الرجال وتوجهاتهم وتناقضاتهم أمرًا من الصعوبة بمكان، وأما اليوم فقد تبدَّا للجميع الخبر وأصبح جمع المعلومات بضغطة زر!
فمن السهل معرفة المتلون ومعرفة الثابت لمن أراد أن يُعمل عقله ولا يسلِّمه لحزب أو جماعة!

ابتليت الأمة الإسلامية منذ مئة عام بجماعة اعتبرت أن المجتمعات ليست من الإسلام في شيء ووضعت لنفسها أصولًا وثوابت اعتبرت من لم يلتزمها فلا حظ له في الإسلام فإما معنا وإما ضدنا!
وكبرت الجماعة وأنشأت لها دورًا وجعلت من شعارها الذي تصطاد به الناس قولهم: (الإسلام هو الحل)، فبادر الناس إلى الالتحاق بهذه الجماعة وحدانًا وزرافات حُبًّا في الإسلام وإرادة لنصره وإعلاء كلمته، في ظل انتشار للمنكرات في بعض البلاد، مع استغلال للحدث وركوب للموجة من قبل هذه الجماعة ما صوَّر الأمر للجهلة بأنها حرب بين الإسلام والكفر!
فغرق في بحر الفتن أقوام كثير من غير معرفة لدعوة الإسلام الصافية الأصيلة القائمة على العلم والتوحيد..
وقد اتخذت الجماعة دعاة ولمَّعتهم وصدَّرتهم وقدَّمتهم للأمة على أنهم هم العلماء الواجب اتباع أقوالهم والصدور عن آرائهم!
وقد كان.. والله المستعان.

استطاع الدعاة المُلَمَّعون أن يأسروا قلوب الناس بأسلوبهم الخطابي التثويري وبقصصهم وأصبحوا مخولين بشيطنة دولة ما ورفع دولة أخرى وهذا بحسب التوجه العام للجماعة وبحسب محطاتها وإعانتها من قبل تلك الدول لتولي مقاليد الحكم بأي وسيلة كانت ولو على أشلاء الناس!
فاستطاعوا أن يُثوِّروا الناس في عدة بلدان عربية وقامت الثورات وهُدمت بيع وصوامع يذكر فيها اسم الله، باسم نصرة الدين وهزيمة العلمانيين أعداء الملة والدين!
ثم شاء الله أن تتسلم الجماعة الحكم في مصر الكنانة -حرسها الله-، وفرح من فرح بذلك النصر المؤزر! وانتظر الناس تطبيق الشريعة وإزالة المنكرات وتحقيق الوعود التي لهجت بها الجماعة في أرض مصر.. إلا أنه لم يحصل شيء من ذلك وخاب ظن المؤيدين!
بل حصل أن دنس الرافضة بمباركة الجماعة أرض مصر ورفع أحمدي نجاد الصفوي علامة النصر من الأزهر!!
إذن كانت الشعارات والكلمات الرنانة وانتفاخ الأوداج حيلة لجلب دعم العامة للوصول إلى الزعامة!
ولكن الله قدر أن زالت دولتهم في عام واحد بعد أن انكشف للمخدوعين كذب هذه الجماعة، وأخذ الدعاة المدعومون باستجلاب الأعذار (الدولة العميقة، الشبيحة، البلطجية، المؤامرة، الدولة الفلانية، والدعم الفلاني...إلخ).

أنشئت قنوات وإذاعات فاحت بالتكفير والتخوين والاتهام بالعمالة للحكام وللعلماء، ووصفوهم بأبشع الأوصاف، واستغلوا -وما زالوا- الفساد المالي الموجود في الكثير من الدول فداعبوا مشاعر الناس بهذا الوتر الحساس، فالناس في ضائقة شديدة وفقر منتشر وهناك فساد متمثل بسرقة أموال الدول من قبل بعض المتنفذين.. إلخ.
طبعًا مع عدم حكم بالشريعة في غالب الدول الإسلامية، فوصفوا الحكام بالكفر والردة بغير الضوابط التي جعلها العلماء لإنزال الأحكام من ثبوت شروط وانتفاء موانع، ووصفوا من لا يكفر الحكام بالمرجئة وغلاة الطاعة ووصموهم بالانبطاح تحت أقدام الحكام، ولاعقي أحذيتهم!
نعم هذا هو الحال ..

تركيا.. كانت لاعبًا محوريًا بالنسبة للجماعة ودعاتها، وهي دولة علمانية تنص في دستورها غير القابل للتعديل أو حتى اقتراح التعديل! أن الدولة علمانية=(لا إسلامية)، بخلاف دولنا الإسلامية فتنص دساتيرها على أن دين الدولة الإسلام. (احفظ هذه النقطة)!
قامت الحكومة التركية بمداعبة جماعة الإخوان ودعمها واستضافة الهاربين من أفرادها والاحتفال بدعاتها حتى تمكن حُبها من شغاف قلوبهم مع ما يرونه فيها من منكرات لا يوجد عشرها في بلادهم التي يحرضون على خرابها!
بيوت دعارة مرخصة، وخمارات بالآلاف، وعُري، وزنا، وخنا، تصوف وحدة الوجود، زواج مثليين... إلى غير ذلك من المنكرات التي يعرفها الناس والتي لا يعرفونها!
وبعض هذه المنكرات موجودة في بلدان دعاة الجماعة وبعضها غير موجود وبعضها ظاهر وبعضها خفي، مع فساد لا تخلوا منه أمة من الأمم طالما هناك حب للمال وغفلة عن الآخرة.. فماذا كان موقف هؤلاء الدعاة؟

ماذا كان موقف دعاة السلفيين من علماء وطلبة علم على الأحداث التركية، وما هو موقفهم من حكوماتهم في بلدانهم؟
وماذا كان موقف دعاة الإخوان وأبواقهم على الأحداث التركية، وما هو موقفهم من حكوماتهم في بلدانهم؟
موقفان يجب على كل صادق مع نفسه أن يتأملهما جيدًا ليُعلم المحق مِن المبطل، والمصلح من المفسد..
موقف السلفيين علماء ودعاة كان موقف ثبات على الأصول والمنهج النبوي الأصيل فلم يتلونوا ولم يداهنوا رغم أن بعض بلدانهم ضد الحكومة التركية وضد توجهاتها، وكثير منها في معركة سياسية معها، فكان لسان الشرع هو الحاكم على ردود أفعال العلماء والدعاة السلفيين، ومعرفة فقه الأولويات هو سيد الموقف لديهم فما كانوا ليفرحوا بانقلاب يقوده أعداء الملة والدين ولا أن يسوغوه فتركيا -بصرف النظر عن حكومتها- دولة مسلمة غالبية سكانها مسلمون ينتمون للأمة المحمدية فبيننا وبينهم رحم الإسلام التي جمعت الفرقاء واحتوتهم، فكيف يفرح مسلم لترويع ولا أقول قتل مسلم آخر ولو كان من أوضع الناس وأكثرهم معصية؟!!
السلفيون أعملوا نصوص الشرع في طاعة الحاكم والنهي عن الخروج عليه في بلدانهم ومع حكوماتهم، وفي بلدان غيرهم ومع حكوماتها، فنهوا أولئك كما نهوا أهلهم وعشيرتهم لأن الأصل واحد هو عصمة الدم المسلم.

تُرى ماذا كان موقف دعاة الإخوان؟
لمز دعاة الإخوان الدعاةَ السلفيين بغلاة الطاعة وبمرجئة الحُكام تنفيرًا عنهم وتزهيدًا فيما يحملونه من المنهج السلفي القائم على العلم والرحمة، فأجلبوا بخيلهم ورجلهم على حكوماتهم وأظهروا كل نقيصة ودفنوا كل مليحة، وثوروا أبناء قومهم على جيوشهم وأزبدوا وأرعدوا حتى ملئوا الدنيا صياحا وعويلًا وتخوينًا للأمة حكومات وشعوبًا، وحملوها جريرة ما قاموا هُم به من تثوير الناس وإخراجهم على حكوماتهم حتى دُمرت البلاد وذُبحت العباد! بحُجَّة عدم حكمهم بما أنزل الله، وتعطيل الشريعة ونبذ الحدود!
وفي المقابل عظموا تركيا وحكومتها وأظهروها بمظهر قشيب حتى ليظن القارئ والسامع أنهم يتكلمون عن دولة ابن الخطاب أو دولة عمر بن عبدالعزيز!
صوِّر الأمر أنه نصر للإسلام والمسلمين، وأن تركيا هي المثال الذي يجب أن تكون عليه دولنا الإسلامية، ولم يجدوا بُدًّا من تعظيم سلطان تركيا وإظهاره بمظهر الحاكم المؤمن المسلم الزاهد العابد القارئ للقرآن!!
هذا الاحتفال بتركيا وتصويرها بصورة دولة الإسلام الوحيدة صاحبه إغماض متعمَّد لكل رزية فعلتها دولة الترك ففي حين كانوا يُكفرون حكام بلادهم لأجل التطبيع مع يهود، ما نبزوا ببنت شفة عن التطبيع الكامل بين تركيا ودولة يهود!
وفي حين كانوا يزندقون الدول التي تقف ضد الثورة السورية أخرست ألسنتهم عن عرض التعاون الكامل من قبل الترك مع دولى الأسد!
أشبعونا نياحة ولطمًا على انتهاك حرمات الله من بيع الخمر في الخمارات والملاهي الليلية والتعري في بلادنا ولم نسمع أي شيء مقابل ما يوجد في دولة الترك من منكرات تفوق بلادنا بمراحل!
كانوا يستهزؤون بطاعة السلفيين لحكوماتهم في غير معصية، وأصبحوا يطالبون بالطاعة ويحرمون الخروج على تركيا، بل ذهب أح دعاتهم يطالب السلفيين بأحاديث السمع والطاعة لأجل الانقلاب الذي حصل في تركيا!!

تأمل أخي القارئ ولا تتعجل، فوالله إن هذا هو الواقع المرير .. واقع من لعب باسم الدين على عقول الناس وقلب الحق باطلًا والباطل حقًّا!
بعد هذا السرد الذي ذكرته، وبصرف النظر عمن يوافقني فيه ممن يخالفني، أقول مستخلصًا بعض الأمور:
غالب الحكومات التي شعوبها مسلمون يحكمون بغير ما أنزل الله من الأحكام الوضعية وغيرها، ولهذا الأمر ظروفه وأسبابه المعروفة تاريخيًا لكل دارس، ومن ضمن هذه الحكومات الحكومة التركية -سددها الله للحق- فلماذا يعاملها دعاة الإخوان وكأنها القائمة بأمر الله، والحامية لحمى الشريعة؟!
حقيقة أنا في حيرة شديدة وعند المقارنة والنظر أجد:
- حكومات عربية لا تحكم بالشريعة وليس في دساتيرها أنها دولة علمانية بل تنص على أن دين الدولة الإسلام، وعندها وزارات للأوقاف والإفتاء وتحكم الشريعة في الأحوال الشخصية وفي التعزيرات لا الحدود، الدعاة يطالبون بإسقاط أنظمتها ويظهرون سيئاتها ويضخمونها، ويتهمونها بالموالاة لليهود والأمريكان والشرق والغرب ومحاربة الإسلام وأهله، ويطلقون عليها وصف الطاغوتية!
- الحكومة التركية لا تحكم بالشريعة كذلك بل ينص دستورها على العلمانية ويمنع من تقديم طلب لتعديل الدستور حتى! والحياة المدنية فيها قائمة على العلمانية الخالصة في المعاملات والأحوال الشخصية حتى أنها لا تعتبر الزنا جنحة يعاقب عليها القانون، الدعاة يحتفلون بها وينصرونها ويعلون من شأنها ويدعون لاستقرارها وأمنها، ويصفونها بالإسلامية!
أليس من العدل والعقل أن يعامل الجميع سواء بسواء؟!
لماذا هذا التناقض البغيض؟!

السلفيون لا يكفرون الناس جُزافًا ولا يُلقون الأحكام بحسب التوجهات الحزبية ولا بحسب من يدفع أكثر؛ لأن الغرض من الدعوة هو إخراج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، بالدعوة إلى التوحيد الخالص، ومناصحة الولاة بالطريقة الشرعية ليُحكِّموا شرع الله في الناس، وأما الأرض وحُكمها فهو بيد الرب -تبارك وتعالى- يورثه من يشاء من عباده..
ولسان حال الحزبيين من المتأسلمين، نريد إخراج الناس من طاعة من لا يحكم بالشريعة إلى طاعة من لا يحكم بالشريعة!!
وهذا بحد ذاته حكم بغير ما أنزل الله، فهل عند الإخوان المسلمين ودعاتهم من يستطيع نقد جماعته لأنها لا تعير التوحيد أي اهتمام بل تعتبره مفرقًا للأمة، وهم إنما يريدون دعوتها للتوحيد ولكن تحت راية الحزب لا غير!

السلفيون يحبون لتركيا ولغيرها أن يصلح الله أحوالها وأن يعم الشرع أرجاء المعمورة ولكن يريدون شرع محمد بن عبدالله ﷺ لا شرع غيره من الأحزاب التي تدعي انحصار دعوة الله فيها!
بل السلفيون يحبون الخير لكل الناس مسلمهم وكافرهم يهوديهم ونصرانيهم ومجوسيهم ووثنيهم، وهذا الخير متمثل بالدعوة إلى توحيد الإله الذي لأجله خلق الله السماوات والأرض والجن والإنس، ولا يعني الرد والنقد للجماعات الإسلامية أننا نكفرها أو نحكم عليها بالردة معاذ الله من ذلك، ولكن هذا من واجب النصيحة المأمور به شرعًا.. إلا أنك ترى من المنسوب للإسلام حربًا عليك وتجهيلًا لك ولدعوتك، ووصمًا لك بأوصاف التنفير والتشنيع لكي لا يسمع منك الناس ولكي لا تنفر الناس عن هذه الأحزاب ولتبقى الغشاوة.. وتجدهم يتلطفون بكل مخالف لهم ويعتبرونه خلافًا فكريًا محتملًا إلا إذا جاء من جهة السلفيين فهو خلاف غير سائغ ولا يمكن القبول به ولا يجوز السكوت عنه!
وعند الله تجتمع الخصوم، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون!
والسلام.
13/ 10 / 1437هـ
أحمد

25‏/06‏/2016

#‏تأمل_يا_رعاك_الله‬!

#‏تأمل_يا_رعاك_الله‬!
لا فرق بين (داعش) و(جبهة النصرة=تنظيم القاعدة) إلا في أمور منها: داعش أعلنت دولة الخلافة، والنصرة تراها متعجلة في ذلك ويجب الانتظار حتى التمكين!
- داعش يرون الحكومات الإسلامية مرتدة عن دين الله ولا يجوز العمل معها أو التعاون معها بحال والحرب معهم مفتوحة، والنصرة ترى أنه لا بأس بالاستعانة بالكافر!
- داعش تعدم المرتدين بالذبح والتفجير وغيره من الوسائل، بينما النصرة ترى الإعدام للمرتدين بالسلاح!
- داعش هددت بلاد الحرمين الشريفين وتوعدت بغزوات فيها وبإعادة فتحها الفتح الإسلامي، والنصرة قالت الدور عليكم يا آل سعود لكن صبرًا ريثما نتخلص من بشار وزمرته!
- داعش تفردت بالأوامر وكفرت النصرة وطالبتهم بالمبايعة وإلا فهم مرتدون، والنصرة مبايعة للظواهري ظاهرًا وباطنًا فكيف تنقض بيعتها لأميرها، وتبايع أمير داعش؛ فلهذا شنت القاعدة حربها الكلامية على التنظيم الشرس!
- الحزبيون والقطبيون منهم على وجه الخصوص يمدحون جبهة النصرة الآن لأمرين: الأول أنها في مواجهة مع جيش الأسد -أهلكه الله-، والثاني أنها في مواجهة مع تنظيم داعش -قطع الله قرنه-، فيمررون على السذج أن هذا التنظيم -أعني النصرة- هو إسلامي معتدل ويحارب هؤلاء القرامطة، وهو في حرب مفتوحة مع النظام الأسدي، فأي نقد له غير مقبول وصاحبه مرجئ من غلاة الطاعة للطواغيت!!
- يعني بعبارة أخرى: استخدم دعاة الثورات القطبيون أسلوب: {فأثابهم غمًّا بغمٍّ} مع الناس، فلما لم تجف جروح الناس من تفجيرات القاعدة في الرياض وفي كثير من البلدان الإسلامية ولم ينسى أهالي المقتولين غِيلة قتلة أبنائهم باسم الدين؛ استغلوا وحشية تنظيم داعش وإبارته للأرواح وتفننه في القتل والتمثيل، في تهوين أفعال القاعدة وأوليائها، فأنسى الناس غم القاعدة غمَّ داعش!!
- داعش توزع كتب سيد قطب وتُدرسها في المدارس الخاصة بهم إن بقي هناك مدارس، والنصرة توزع منشورات فيها اقتباسات من كلام سيد قطب المصري، فأي فرق بينهما؟!
على قولة المخلوع لا رده الله: (اختلاف آليات يعني ميكانيزمات!!)!

- تكاد لا تفرق بين أفراد داعش وأفراد النصرة، بل يصف هؤلاء هؤلاء بإخواننا -وإن بغوا عليهم!- اللهم إلا ما صار إليه التنظيم الإرهابي (داعش) من الجنوح إلى زيٍّ موحد في الآونة الأخيرة، يقلدون الدول التي يكفرونها وهي إسلامية!!
- لا تخدعنك يا عبدالله حُمرة أنوف دعاة الصحوة في بكائهم على جنودنا الذين قضوا في الأعمال الإرهابية الجبانة الخسيسة، فهم إنما ينكرون طريقة القتل، فقط أما أصول الفكر فواحدة، بل أزيدك من الشعر بيتًا أن هذه التنظيمات المقاتلة ترى هؤلاء الدعاة (مُرجئةً!!)، -إي والله! صدقني..
يرفل في القصور والذهب والفضة، ويستنكر جهاد المجاهدين!! -زعموا-..
وإن كنت تقول: هذا تحامل على الدعاة فسأقول لك: قد حباك الله بعقل وتعرف تقرأ وتفهم ما تسمع؟
إذن انظر مواقف هؤلاء الدعاة مع الحكام قبل الثورات وبعدها، فإن فهمك الله ستعي ما أقول.

- يهون الكثيرون من تحذير السلفيين من سيد قطب وكتاباته، ويصفون السلفيين بالسطحيين وعديمي الفهم وأنهم دعاة فُرقة وتشتيت، وأنه يمكن أخذ ما عند ابن قطب من البيان الساحر وترك ما وقع فيه من مخالفات -على تأويلات باردة سمجة لطوام الرجل!-، ولكن أثبت الواقع -والذي يدعون فهمه- أن السلفيين هم دعاة الحق وهم أكثر الناس بصرًا بنتيجة كتابات سيد قطب المدمرة، حتى قتل الابن أباه وأمه وأخاه!
- خرج علينا ابن لادن في العقدين الماضيين.. ثري .. ذو لحية.. مجاهد.. وخطيب مفوَّه.. قاتل السوفييت بسلاح أمريكا الكافرة!
ثم لما قضى الله أمرًا كان مفعولًا، قُدم على أنه مثال للمتجرد من الدنيا والمال والثروة والجاه والملتحق بساحات الوغى، فأخذ يتدخل في سياسات الدول ويصفها بالعميلة للغرب، وفي بعض خطاباته قد وصفها بالطواغيت الذين يجب التخلص منهم قبل غيرهم، ففكر وقدر فقتل كيف قدر!
تفجيرات للمستأمنين وللنساء والأطفال ورجال الأمن القابعين تحت لهيب الشمس يتلون كتاب الله ويصلون.. لم؟!
يزعم أنه يجاهد في سبيل الله وهو مجاهد في سبيل الشيطان!
استحوذ عليه فأنساه ما سمعه في بلده السعودية من قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حرمة دماء المسلمين والمستأمنين والمعاهدين!

- بدأ الدعاة الذين قاتلوا في افغانستان ومنهم (عايض القرني) وكثيرون ممن ضرب بكلام العلماء الحائط من أمثال: سعيد بن مسفر، وسفر الحوالي، والدويش، ومحمد القرني، وعوض القرني، والقائمة طويلة..
بدأ كل هؤلاء ينكرون على الحكام علانية ويكتبون الخطابات ويعملون الندوات حتى ملؤوا عقول الشباب بالحقد والحنق والغيظ على حكامهم فتقرر عند هؤلاء أن هذه الطبقة من الحكام لا يريدون الإسلام ولا يريدون أهله فهم -في ضمائر هؤلاء- مرتدون بولايتهم لأمريكا والغرب الكافر، ولا يمكن قتالهم لأنهم أهل تمكين وقوة وجيش يحميهم فمن أمكنه الهجرة فليهاجر إلى ساحات الجهاد: أفغانستان.. الشيشان.. وغيرها
فتم ما حُرِّض من أجله.. وذهب الشباب إلى حتوفهم وُحدانًا وزرافات..!

- جوانتنامو..
أخذ الشباب المتحمس وذاقوا لهيب التعذيب بأبشع ما يمكن أن يُفعل في التاريخ، وهؤلاء المساكين ظنوا أنهم تحت راية تحميهم، وأنهم لا بُد منصورون، فبعضهم راجع نفسه وعرف أنه إنما يتبع سرابًا لا حقيقة له وأن هذه التنظيمات مخترقة وموجهة حيث يريد الرُّبَّان!
وكما قيل: لا الإسلام نصروا ولا الكفر كسروا!
وإنا لله وإنا إليه راجعون!

- هدأت الأمور قليلًا.. جاءت حرب الخليج فكأنما أخذ الدعاة حقنة منشطة فهاجوا وماجوا، بلاد الحرمين تُدنس بالأجنبي، لا يجوز الاستعانة بالكافر.. هبوا لجهاد أمريكا في العراق.. استنفروا الشباب.. حذر العلماء من هذا المسار، لا تُهلكوا أنفسكم.. دعوا الأمر لأهله من السياسيين.. العلماء لا يفقهون الواقع، العلماء يخذلون عن الجهاد.. كل هذا والشباب كأنه في {بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ۚ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا ۗ }!
بلاد الإسلام تهجم عليها أمريكا.. الجهاد ذروة سنام الإسلام.. فورة الشباب.. تحريض الدعاة..
وقعت الواقعة!
ذهب الشباب وطحنتهم رحى الحرب وسقطت بغداد الرشيد في أيدي الرافضة.. ولا حول ولا قوة إلا بالله!

- هدأت الأصوات.. وبدأ بعض الدعاة يسترجع المواقف ويحسب النتائج .. لم يحصل شيء!
تزداد الأمور سوءًا والأمة ضعيفة.. يجب تهدءة الشباب.. اصبروا يا شباب لا تستعجلوا عليكم بالدعاء...
قامت الثورات في البلدان العربية!
عادت جرثومة الحزبية إلى العمل، وعدنا من جديد تثوير وتأليب وإسقاط حكومات ثم اندلاع الحرب بين أبناء الوطن الواح، ثم استنفار إلى الجهاد في أرض الشام وليبيا والعراق.. والضحية الشباب المتحمس المسكين.. لا معه علم يعصمه من شبه الدعاة ولعبهم بمشاعره، ولا هو بالرجل الرشيد الذي يقيس الأمور بمقياس العقل والشرع الصحيح..فترملت نساء وثُكلت أمهات وكُلِم آباء ويُتِّم أبناء وبنات وأطبق الحزن على بيوتات المسلمين، فإنا لله وإنا إليه راجعون!

- من أسوأ نتائج هذه الأحداث على أهل الإيمان والصلاح، تسلط العلمانيين وأضرابهم على دين الله جملة، حتى طعنوا في القرآن والحديث والسلف والخلف، ووصموا كل ما هو ديني بالإرهاب والوهابية والانغلاق والتخلف والرجعية!
وهؤلاء الحمقى دعاة وأتباعًا عندهم سجية (دون كي شوتية!) تعرفون الدون كي شوت؟
من كان من مواليد السبعينيات يعرفه، من كثرة قراءته للروايات اختل عقله وظن أنه مخلص العالم من الطغيان فأخذ رمحه النابي وحصانه الهزيل وخادمه السمين وافتعل حربًا مع طواحين الهواء ذات الجدران الإسمنتية والمراوح الخشبية، فما رجع من معركة إلا بالخيبة والثبور!
وهؤلاء الدعاة ظنوا أن حماستهم ومعسول كلامهم في خطبهم سيعيد للإسلام مجده الغابر، فحاربوا بسيف نابٍ ودرع مخرق فما أحسنوا ولا أتوا بخير.. ولله الأمر من قبل ومن بعد!

- لا يجني من يركُل عش الدبابير إلى الوخز والألم!
كان أهل البدع على شتى مذاهبهم يستحييون من الهجوم على الدعوة السلفية ويحاولون أن يخفوا حنق قلوبهم وغيظ نفوسهم عنها بمعسول الكلام وبالمداراة أحيانًا أخرى، وباستجلاب الفتاوى على أسئلة ماكرة لأهل العلم.. حتى وقعت الواقعة وسقطت دول وحكومات وظهرت أفراخ تنظيم القاعدة وما شاكله، فقام أهل البدع يضربون الدعوة السلفية -القائمة على الكتاب والسنة الصحيحة بفهم السلف والتي تدعوا إلى الأمن والإيمان وتحرم الخروج على السلطان وتشنع على من يسفك الدم الحرام- عن قوس واحدة ضربة رجل واحد ليفنوها وينفروا عنها ولكن هيهات! إنها دعوة الله الخالصة والتي لأجلها خلق الخلق؛ إنها دعوة التوحيد...
فبدأ أعداء الدعوة بوصفها ووصف دعاتها وعلمائها بأبشع الأوصاف:
غلاة الطاعة..
مرجئة العصر..
علماء البلاط..
الوهابية..
الأصولية..
واشترك مع هذا السيل العرم من البدع وأهلها الإعلام الحزبي، والإعلام الفسقي (إن جاز التعبير!)..
فأولئك ينفرون الناس عنهم لأنهم يحذرون الناس من ضلالاتهم وتكفيرهم للناس، وأولئك يشوهون سيرتهم لكي تروج بضاعتهم القائمة على الفسق ومعصية الرحمن على ضعاف النفوس!
ويستخدمون في ذلك شتى الوسائل، بتر النصوص ونزع السياقات، وحمل الكلام على خلاف المراد... حتى ظن الناس أن هذه الدعوة غولٌ يريد أن يفتك بالناس ويرجعهم إلى العصور الأولى!
نعم نريد أن نرجع الناس إلى العصور الأولى.. ولا شك.. لكن ليس إرجاعنا إلا إرجاعًا متعلقًا بالعقيدة والفقه في دين الله، لا إرجاعًا ماديًا دنيويًّا .. كلا!
ولكن أهل البدع وأهل الفسق لا يتقون الله ولا يرقبون في مؤمن إلًّا ولا ذمة.. فالله حسبنا وهو نعم المولى ونعم النصير.. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون!

- أكتب هذه الخواطر وأنا مهموم البال ضائق النفس!
غلامان سفيهان أحمقان قاما اليوم بجريمة شنعاء، وبلية دهماء فقتلا أمهما وطعنا أباهما وأخاهما!!
يا لله كم هي شناعة هذا العمل!
ووالله إن البهيمة لتشمئز من هذا الفعل، أي فكر وأي شرع وأي فطرة تقر هؤلاء على فعلهما، وقبلهما ذاك الداعشي الذي قتل أخاه!
إن الأفكار المنحرفة والكتابات التحريضية من أخطر ما يتعرض له أبناؤنا في بلاد الإسلام اليوم، فهي بدأت تحرف لا أقول عقول الشباب بل فطرهم الإنسانية، ومن هنا على كل جاهل أن يعلم أن كتابات سيد قطب من أخطر الكتابات على الشباب الجاهل، فهي تدعوا إلى المفاصلة الشعورية واعتزال الأمة برُمَّتها واستحضار المشهد القتالي الأول بين أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- وبين مشركي قريش، وهذا الربط الوجداني خطير أيما خطورة، وطبعًا لا تجده إلا في كتب سيد قطب! لأنه إنما يغذي في عقول هؤلاء السفهاء أنهم هم نواة الدعوة الإسلامية وهم من على كاهله نشرها في البلدان التي حكم عليها سيد قطب بالردة العامة، ولا أقول بلداننا العربية وإنما البشرية جمعاء!!
فمطلوب من هذه العُصبة المؤمنة أن تعتزل معابد الجاهلية وتبدأ العمل على نشر الدين من جديد وتتسلح بكافة الأسلحة المتاحة وأن تزيل وتذلل كل عقبة أمام المد الإسلامي القطبي! ولو كلف هذا الرجل منهم قتل أمه وأبيه وصاحبته وبنيه!
فاللهم سلم سلم!

- أسأل الله أن يحفظ بلادنا من الفتن وأن يهدي ضال المسلمين، وأن يبصر الولاة بأمر دينهم الحق، وأن يعينهم على حفظ أمن وإيمان شعوبهم، وأن يهدينا وإياهم سواء السبيل، وأن يرزقهم البطانة الصالحة التي تدلهم على الخير وتعينهم عليه، وأسأله تعالى أن يرفع لواء السنة الغراء والملة الحنيفية السمحة، وأن يقمع البدع وأهلها وأن يجيرنا من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يقينا وإياكم من شر الأشرار وكيد الفجار وشر طوارق الليل والنهار.. إنه ولي ذلك والقادر عليه..
وأعتذر عن الإطالة وكثرة المنشورات، فالعذر عند كرام الناس مقبول..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وكتب: أبو موسى أحمد بن عياش بن موسى ليلة العشرين من رمضان المبارك سنة سبع وثلاثين.. والحمد لله رب العالمين.

20‏/06‏/2016

انفصام حزبي!

#‏انفصام_حزبي‬!
تستنكر المحافل الحزبية (المتأسلمة) اعتقال بعض رموزها ودعاتها من قبل الأجهزة الأمنية -وفقها الله لمزيد رشاد- واصفين هذا الصنيع بالاعتداء على حرية الرأي والتعبير والمواثيق الدولية والعهد الدولي لحقوق الإنسان!
ويصفون صنيع الأجهزة الأمنية بأنه يمثل استهدافًا لجميع القوى الوطنية مما سيتسبب في زيادة الاحتقان في الشارع الأردني وسيشكل ردود أفعال معاكسة ترفض جميع أشكال الظلم!!
نعم.. هكذا يتم تصوير الأمر بصورة فيها من التهديد والوعيد بثورة على ما يسمى الظلم والاستبداد، فينخدع السُّذج والغوغاء بهذا ويصرفون عن سبب الاعتقال الأصلي.. أسلوب حزبي خبيث مكشوف تتميز به الجماعة الحزبية الضالة التي تأكل باسم الدين والقيم والأخلاق.. والمجتمع الدولي!!
طيب.. إن كنتم أيها الكَذبة تنادون بحرية التعبير والرأي فلم ترفعون عقيرتكم إذا فعلت الدولة أو من ينتمي إليها ما يراه -من وجهة نظره على الأقل- فيه مصلحة للبلد؟!
لماذا لا تكون هذه حرية تعبير ورأي يكفلها الدستور والمواثيق الدولية؟!
الانفصام الحزبي!
أيهما في نظر الجماعة الحزبية الضالة أشد فتكًا في المجتمع والعقول.. المعاصي والفساد الدنيوي الذي لا ينكر وجوده إلا أحمق، أم الخطر التكفيري والذي يدافع عنه هؤلاء الحزبيون؟
أيهما أخطر، الذي يدافع عن تنظيم القاعدة (جبهة النصرة)، ويهون من خطر داعش ويعتبره أمرًا بعيدًا عنا في الأردن أم جاهل سرق سيارة أو فاسد روج لفساده؟

الفساد المتعلق بالسرقة والخمور وغيرها كلها أمور منكرة في العقل والدين جميعًا، وحتى الذين يزنون ويسكرون ويسرقون يعلمون قبح فعالهم وإن استمرؤوها ردحًا من الزمن، ولا أظن أحدًا من أهل المعاصي لو نوصح إلا ورأيت عليه حسرة وندمًا على ما اقترف، وهذا أمر معروف لا يخفى على أحد صغيرًا أو كبيرًا..
أما الفساد المتعلق بالعقيدة والدين فهذا الذي لا يمكن توقع عواقبه إلى أي حد ومدًى ستصل.. ولنضرب مثالًا على ذلك:
شاب صاحب معاصي كثيرة.. أراد أن يتوب فسمع أحد (الدعاة!) يقول: اتركوكم من (إخواننا!) -كذا- في (جبهة النصرة، و...)، فإنهم يبذلون جهدهم ويجاهدون، وداعش لا تشكل علينا خطرًا بل الخطر من أولئك الذين يسرقون السيارات ويبتزون الناس ويسرقون أموال الدولة ويفعلون ويفعلون.. إلخ.. فماذا سيكون تأثير مثل هذا الكلام على ذلك الشاب؟
لنرى..
سيرى أن خطر السرقة وغيرها أخطر وأعظم من أي خطر آخر..
سيرى -أيضًا- أن هذه المنكرات التي يفعلها البعض مناقضة للدين الذي يعلمه إياه الدعاة فينظر بعين المغاير لأبناء شعبه، فهو يصلي وكثير غيره لا يصلي، وهو متدين وغالب الناس أهل معاصي، وهو يحب الله ورسوله وغيره يسب الله ورسوله، هو ملتحي وغيره حليق، يتهكم الناس على أهل الدين والصلاح ويعظمون ويبجلون أهل المعاصي والفساد!!
كل هذا في جانب علاقة ذاك الشاب بمجتمعة..
ننتقل إلى الفضاء الخارجي..
ما هذه الجماعات التي تقاتل في سوريا .. نعم إنها جماعات (إسلامية) طيب جميل وهل عند هؤلاء ما عند بني قومي من هذه المنكرات؟ لا لا يوجد ألبتة.. هااا جيد جيد!
يفكر الشاب مليًّا ويبدأ بالبحث عن أعمال هذه الجماعات والتي قال له داعيته الوسيم ذا اللسان المعسول إن خطر هؤلاء ليس بأعظم من خطر أهل بلدك.. ويبحث ويبحث مع غياب المرشد الشرعي الصحيح فيعتنق أفكارهم شيئًا فشيئًا حتى تستحكم في عقله ووجدانه جميع أفكارهم بلاد لا تحكم بالشريعة.. معاصي منتشرة.. ربا، خمر، زنا، تبرج، سفور.... الشريعة، الحكم بما أنزل الله، إقامة الحدود، الجهاد في سبيل الله، سبي ومال، وجنات النعيم!!
يختلط الحق والباطل على الشاب الساذج فلا يدري ما يفعل...
وأترك لكم نتيجة هذه الأفكار والتوجيهات من أناس لا يقيمون لدماء الناس وزنًا ولا يعملون القواعد الشرعية القائمة على درء المفاسد وجلب المصالح، وعلى التفريق بين ما يكون معصية لا توجب كفرًا وبين ما هو كفر بواح!!
والله الهادي سواء السبيل.
وكتب: أبو موسى أحمد الغرايبة
10/ رمضان/ 1437هـ

تأمل لحال طوائف وأحزاب اتخذت من الإسلام أو من محاربته شعارًا لها!



(خواطر  كتبتها منذ عام مضى فيها تأمل لحال طوائف وأحزاب اتخذت من الإسلام أو من محاربته شعارًا لها!)
إن من أخطر ما يهدد الأمم ويعمل على تقويض أركانها، هم الدخلاء عليها مِن أعدائها، فإذا عاون هؤلاء الدخلاء أبناء الأمة كان عملهم كعمل تلك الحشرة المتناهية في الصغر والتي تكون في الخشب فتظل تنخر فيه والأمة تظنه يعمل لأجلها ولنهضتها؛ فما تلبث الأمة حتى تكتشف أن ابنها هذا الذي عَمِلَ عَمَلَ تلك الحشرة وبمعونة مِن الدخلاء من أعدائها قد قوض أركانها وخلخل قواعدها فانهدمت على رؤوس أبنائها!!
أفكر مليَّا في أولئك الذين يريدون تحوير الدين بحسب عقولهم المظلمة، والتي يسمُّونها مستنيرةً -زورًا وكذبًا!- ولمَّا أتمعن في المحاور التي يبتنون عليها بنيانهم المُهلهلَ الهاوي القائم لا على نور الوحي والرسالة المُحمَّدية ولا على منهاج أهل العلم سلفًا وخلفًا أجدها تتمثل فيما يلي:
1- الاعتماد على القرآن -بزعمهم- لأن القرآن نصٌّ قطعي الدلالة قطعي الثبوت!
وهذا الوصف -قطعي الدلالة والثبوت- حقٌّ لا مرية فيه ولا ريب، ولكن كما قيل: كلمة حق أريد بها باطل! فإنهم يرومون من وراء هذه القرآنية في الاستدلال تعطيل السنَّة المشرفة الشارحة لهذا القرآن والمُبيِّنة لمعانيه وأحكامه.
لماذا؟
2- لأن في السُّنَّة ما يهدم مشروعهم التنويري = العلماني الإسلامي!
ولأن في السُّنَّة والحديث والآثار تقييدًا لشطحات عقولهم الكليلة والتي تبتغي التحرر من كل قيد فلذلك تجدهم كثيرًا ما يلوكون -وفي كل محفل- مسائل تتعلق بالمرأة واضطهادها وبحرية الاعتقاد ومدنية الدول وعدم التلازم بين الدين والدولة... إلخ الاسطوانة المشروخة التي يدورون في فلكها المستدير!
وهؤلاء القرآنيون الجدد حاولت أن أقف على منبع أفكارهم التي يرتوون منها، وهي على تناقضها وكثرتها أفكار لا يشعر القاري لها أنها تصب في بوتقة البناء والإصلاح كما يزعم أصحابها، ولكنها تعمل عمل المسحاة فتأخذ من الشريعة جزءً فجزءً حتى تسمله عن بكرة أبيه فلا يدري المتدين بدينهم الجديد أيهودي هو أم نصراني أم مجوسي أم إسلامي!!
... وبعد الدراسة والدرس وجدت أن أول من بدأ بمحاولة جعل الإسلام إسلامَين أحدهما (مستنير) والآخر (ظلامي رجعي متخلف)، هم أولئك الذين جاؤوا من الشرق الفارسي راكبين في عربة يجرُّها برذون من براذين فارس والتي لا يستقر على ظهرها من يركبها -أعني البراذين-، لأنك إذا نظرت إلى راكب البرذون رأيته يتراقص يمنة ويسرة لطبيعة في هذه البراذين كونها هجين غير أصيل!
والبرذون الذي عنيته هو (جمال الدين الأفغاني -كذبًا- الإيراني -حقيقة-)، قدَّمه البعض على أنه السراج المنير الذي أضاء للأمَّة قبس الهداية إلى ما فاتها وضيعته في قرونها الأولى، وفك أقفال العقول وأنار لها الدرب لتحلِّق عاليًا في سماء الزندقة ومسخ الشريعة باسم التجديد الديني ومراجعة الفقه والنصوص الشرعية وعدم موافقتها للعقل كما يزعم الكاذبون، أو لكونها غير إنسانية بالمرة لأنها تحث على إراقة الدماء وتقييد الحريات ولجم الأفواه وتطبق على العقول!
فكان ما كان!
وإذا بتلك العربة التي يجرها ذاك البرذون الإيراني فيها لفيف من الأساتذة وللأسف سائرهم من مصر الكنانة (أم العجائب)!
ومن ألمع الأسماء في عربة البرذون المازندراني هذا هو من يحلوا لهم تسميته بالإمام محمد عبده! وقد كان لمحمد عبده هذا أكبر الأثر في تلميع ونشر أفكار الأفغاني وتبنيها والصولة بها على ثوابت الدين ومحاولة زعزعتها وحرف الناس عنها، واسمع إليه كيف يغلو بسائق عربة الفكر الحداثي في رسالة أرسلها إليه يقول في بعضها:
اقتباس: «ليتني كنت أعلم ماذا أكتب لك، وأنت تعلم ما في نفسي كما تعلم ما في نفسك، صنعتنا بيدك وافضت على موادنا صورها الكمالية وانشأتنا في أحسن تقويم، فيك عرفنا أنفسنا، وبك عرفناك، وبك عرفنا العالم أجمعين، فعلمك بنا كما لا يخفاك علم من طريق الموجب، وهو علمك بذاتك، وثقتك بقدرتك وإرادتك، فعنك صدرنا وإليك إليك المآب.
أوتيت من لدنك حكمة أقلب بها القلوب واعقل العقول، واتصرف بها في خواطر النفوس، ومنحت منك عزمة أتعتع بها الثواب، وأذل بها شوامخ الصعاب، وأصدع بها حم المشاكل، واثبت بها في الحق للحق حتى يرضى الحق، وكنت أظن قدرتي بقدرتك غير محدودة، ومكنتي لا مبتوتة، ولا مقدورة، فإذا أنا من الأيام كل يوم في شأن جديد» انتهى الاقتباس.

(...لا تقطع رأس الدين إلا بسيف الدين (!
هذا هو المنهج الذي يسير عليه دُعاة تجديد الإسلام وعلمنته، وهم ما يسمى اليوم بـ: (مفكر إسلامي)!
لا تقطع رأس الدين إلا بسيف الدين كلمة قالها الأفغاني في محاورة مع أحد المستشرقين الفرنسيين ويدعى: (رينان)، نقلها عنه مستشرق آخر يدعى: (إيلي كدوري)، وقد حكم كدوري على الأفغاني بالإلحاد لأجل تلك العبارة!
إذن.. خير ما يمكن أن يُهدم به بنيان الدين المتين في ضمائر الناس هو الدين نفسه، كما تقول العرب: (لا يَفُلُّ الحديدَ إلا الحديدُ)!
- الحجاب= تخلف وانغلاق وتقييد لعقل المرأة، والقرآن ليس فيه أمر بهذا الحجاب الذي نراه اليوم!
- الحُكم= إنساني محض لا علاقة لله به ولا يجوز لأحد أن يحتكر مفهوم الدين ويعاقب الناس على مخالفته!
- العقيدة= لا إكراه في الدين، ولكل أحد أن يعتقد ما يشاء وينشر عقيدته ويبثها من غير أن يكون لأحد سلطة عليه فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر!
- فهم النص الشرعي= كل أحد له أن يفهم النص كما شاء ولا عبرة بأقوال الفقهاء ولا ما يُسمى الإجماع، فكل هذا تأويلات لها ظروف معينة وأثرت عليها أحوال سياسية، وتدخلت السلطة لتستجلبها لصالحها!
محاور عدّة ينطلق منها راكبو عربة البرذون، ليطبقوا قاعدته الذهبية ومنهجه المتين: (لا تقطع رأس الدين إلا بسيف الدين)!
ومحمد عبده أحد من يسير على سَنن سائقه وشيخه، واسمع له ما يقول لشيخه الأفغاني كما ينقل ذلك عنه (كدوري):
اقتباس: «يقول الشيخ محمد عبده في رسالة لأستاذه بتاريخ 8 شعبان سنة 1300 هـ : (نحن الآن على سنتك القويمة: (لا تقطع رأس الدين إلا بسيف الدين)، ولهذا لو رأيتنا لرأيت زهادا عبادا ركعا سجدا لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ...) نقلًا عن: (منهج المدرسة العقلية في التفسير ص161)» انتهى الاقتباس.
...  نعم لقد سار -ويسير- على سنن البرذون الإيراني أمَّة من الكُتَّاب وما يسمَّى (مفكرون إسلاميون) يهدمون الدين من داخله ويعملون عمل سوس الخشب الذي لا يلاحظه الناس إلا وقد نخر لبَّ الأمة فقوَّض بنيانها؛ ذلك أن الأمر جلل ويعلم هؤلاء الطلبة النجباء أن الهجمة ستكون عليهم شرسة لو أفصحوا بما يريدونه لهذا الدين، وَلَعَلَت أصوات العلماء وطلبة العلم في تمزيق النسيج الذي يبتغون حياكته للأمة لتلبسه شعار الذّلّة والصغار، ولكنهم يخفونه تارة ويظهرونه تارة على استحياء وقد يكون من غير استحياء يزامنه القُحَّة أحيانًا، وهذا يحدث في ندوات يحضرها أصحاب الشهوات من مفكرين ومفكرات، حاسرين ومتبرجات وقد يندس بينهم بعض أصحاب العمائم المستديرة!
إلا أن بضاعتهم ولله الحمد لا تروج على عامة الناس لأن ما يقولونه أشبه بالهرطقات والطلاسم التي لا تعيها عقول العامة لا لأنهم لا يعقلون بل لأنها تخالف صريح الدين الذي يعتمد في انتشاره على الفطرة السوية للناس، وإن كانوا متلبسين بالمعاصي والفسوق والانقطاع إلى الملاهي والشهوات!
وقد أمعنت النظر في هؤلاء فما وجدت واحدًا منهم إلا وله صلة بطائفة ادَّعت (الأخوة) الدينية، وتبنت (الإسلام) البرذوني وجعلته لها منهجًا تسير عليه.. فإما أن يكون معهم فلم يقسموا له من الرغيف كِسرة فنظر لنفسه مائدة أخرى، وأخذ يبثُّ سمومه في الناس.. وإما يكون منهم وينتسب إليهم ويتحزب لجماعتهم، ولكنه يدعي الحيادية والتنوير والنقد للثوابت بحجة إعادة النظر في الفقه ليواكب الواقع!
وإما تجده خارج إطار هذه الزمرة إلا أن أفكاره موافقة لأفكارها فتجده لا ينفك أن يكون حليفًا لها مسايرًا لمحطاتها!
وإما تجده على النقيض من منهجها يحاربها لا لأنها تختلف معه في المنهج ولكن لكونها تتسمى بالإسلامية!
جماعات وأحزاب اتخذت من الدين شعارًا، ومن الحُكم غاية لها وهدفًا لا هوادة في الوصول إليه واستعمال كل وسيلة تبررها الغاية المنشودة!!

لماذا يُحذر السلفيون من كل من يُجيز إثارة القلاقل في البلاد الإسلامية؟

  #تصحيح_المفاهيم #زَغَلُ_التَّمييع لماذا يُحذر السلفيون من كل من يُجيز إثارة القلاقل في البلاد الإسلامية؟ لما جاء هذا الدين بالنور ال...