25/06/2016

#‏تأمل_يا_رعاك_الله‬!

#‏تأمل_يا_رعاك_الله‬!
لا فرق بين (داعش) و(جبهة النصرة=تنظيم القاعدة) إلا في أمور منها: داعش أعلنت دولة الخلافة، والنصرة تراها متعجلة في ذلك ويجب الانتظار حتى التمكين!
- داعش يرون الحكومات الإسلامية مرتدة عن دين الله ولا يجوز العمل معها أو التعاون معها بحال والحرب معهم مفتوحة، والنصرة ترى أنه لا بأس بالاستعانة بالكافر!
- داعش تعدم المرتدين بالذبح والتفجير وغيره من الوسائل، بينما النصرة ترى الإعدام للمرتدين بالسلاح!
- داعش هددت بلاد الحرمين الشريفين وتوعدت بغزوات فيها وبإعادة فتحها الفتح الإسلامي، والنصرة قالت الدور عليكم يا آل سعود لكن صبرًا ريثما نتخلص من بشار وزمرته!
- داعش تفردت بالأوامر وكفرت النصرة وطالبتهم بالمبايعة وإلا فهم مرتدون، والنصرة مبايعة للظواهري ظاهرًا وباطنًا فكيف تنقض بيعتها لأميرها، وتبايع أمير داعش؛ فلهذا شنت القاعدة حربها الكلامية على التنظيم الشرس!
- الحزبيون والقطبيون منهم على وجه الخصوص يمدحون جبهة النصرة الآن لأمرين: الأول أنها في مواجهة مع جيش الأسد -أهلكه الله-، والثاني أنها في مواجهة مع تنظيم داعش -قطع الله قرنه-، فيمررون على السذج أن هذا التنظيم -أعني النصرة- هو إسلامي معتدل ويحارب هؤلاء القرامطة، وهو في حرب مفتوحة مع النظام الأسدي، فأي نقد له غير مقبول وصاحبه مرجئ من غلاة الطاعة للطواغيت!!
- يعني بعبارة أخرى: استخدم دعاة الثورات القطبيون أسلوب: {فأثابهم غمًّا بغمٍّ} مع الناس، فلما لم تجف جروح الناس من تفجيرات القاعدة في الرياض وفي كثير من البلدان الإسلامية ولم ينسى أهالي المقتولين غِيلة قتلة أبنائهم باسم الدين؛ استغلوا وحشية تنظيم داعش وإبارته للأرواح وتفننه في القتل والتمثيل، في تهوين أفعال القاعدة وأوليائها، فأنسى الناس غم القاعدة غمَّ داعش!!
- داعش توزع كتب سيد قطب وتُدرسها في المدارس الخاصة بهم إن بقي هناك مدارس، والنصرة توزع منشورات فيها اقتباسات من كلام سيد قطب المصري، فأي فرق بينهما؟!
على قولة المخلوع لا رده الله: (اختلاف آليات يعني ميكانيزمات!!)!

- تكاد لا تفرق بين أفراد داعش وأفراد النصرة، بل يصف هؤلاء هؤلاء بإخواننا -وإن بغوا عليهم!- اللهم إلا ما صار إليه التنظيم الإرهابي (داعش) من الجنوح إلى زيٍّ موحد في الآونة الأخيرة، يقلدون الدول التي يكفرونها وهي إسلامية!!
- لا تخدعنك يا عبدالله حُمرة أنوف دعاة الصحوة في بكائهم على جنودنا الذين قضوا في الأعمال الإرهابية الجبانة الخسيسة، فهم إنما ينكرون طريقة القتل، فقط أما أصول الفكر فواحدة، بل أزيدك من الشعر بيتًا أن هذه التنظيمات المقاتلة ترى هؤلاء الدعاة (مُرجئةً!!)، -إي والله! صدقني..
يرفل في القصور والذهب والفضة، ويستنكر جهاد المجاهدين!! -زعموا-..
وإن كنت تقول: هذا تحامل على الدعاة فسأقول لك: قد حباك الله بعقل وتعرف تقرأ وتفهم ما تسمع؟
إذن انظر مواقف هؤلاء الدعاة مع الحكام قبل الثورات وبعدها، فإن فهمك الله ستعي ما أقول.

- يهون الكثيرون من تحذير السلفيين من سيد قطب وكتاباته، ويصفون السلفيين بالسطحيين وعديمي الفهم وأنهم دعاة فُرقة وتشتيت، وأنه يمكن أخذ ما عند ابن قطب من البيان الساحر وترك ما وقع فيه من مخالفات -على تأويلات باردة سمجة لطوام الرجل!-، ولكن أثبت الواقع -والذي يدعون فهمه- أن السلفيين هم دعاة الحق وهم أكثر الناس بصرًا بنتيجة كتابات سيد قطب المدمرة، حتى قتل الابن أباه وأمه وأخاه!
- خرج علينا ابن لادن في العقدين الماضيين.. ثري .. ذو لحية.. مجاهد.. وخطيب مفوَّه.. قاتل السوفييت بسلاح أمريكا الكافرة!
ثم لما قضى الله أمرًا كان مفعولًا، قُدم على أنه مثال للمتجرد من الدنيا والمال والثروة والجاه والملتحق بساحات الوغى، فأخذ يتدخل في سياسات الدول ويصفها بالعميلة للغرب، وفي بعض خطاباته قد وصفها بالطواغيت الذين يجب التخلص منهم قبل غيرهم، ففكر وقدر فقتل كيف قدر!
تفجيرات للمستأمنين وللنساء والأطفال ورجال الأمن القابعين تحت لهيب الشمس يتلون كتاب الله ويصلون.. لم؟!
يزعم أنه يجاهد في سبيل الله وهو مجاهد في سبيل الشيطان!
استحوذ عليه فأنساه ما سمعه في بلده السعودية من قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حرمة دماء المسلمين والمستأمنين والمعاهدين!

- بدأ الدعاة الذين قاتلوا في افغانستان ومنهم (عايض القرني) وكثيرون ممن ضرب بكلام العلماء الحائط من أمثال: سعيد بن مسفر، وسفر الحوالي، والدويش، ومحمد القرني، وعوض القرني، والقائمة طويلة..
بدأ كل هؤلاء ينكرون على الحكام علانية ويكتبون الخطابات ويعملون الندوات حتى ملؤوا عقول الشباب بالحقد والحنق والغيظ على حكامهم فتقرر عند هؤلاء أن هذه الطبقة من الحكام لا يريدون الإسلام ولا يريدون أهله فهم -في ضمائر هؤلاء- مرتدون بولايتهم لأمريكا والغرب الكافر، ولا يمكن قتالهم لأنهم أهل تمكين وقوة وجيش يحميهم فمن أمكنه الهجرة فليهاجر إلى ساحات الجهاد: أفغانستان.. الشيشان.. وغيرها
فتم ما حُرِّض من أجله.. وذهب الشباب إلى حتوفهم وُحدانًا وزرافات..!

- جوانتنامو..
أخذ الشباب المتحمس وذاقوا لهيب التعذيب بأبشع ما يمكن أن يُفعل في التاريخ، وهؤلاء المساكين ظنوا أنهم تحت راية تحميهم، وأنهم لا بُد منصورون، فبعضهم راجع نفسه وعرف أنه إنما يتبع سرابًا لا حقيقة له وأن هذه التنظيمات مخترقة وموجهة حيث يريد الرُّبَّان!
وكما قيل: لا الإسلام نصروا ولا الكفر كسروا!
وإنا لله وإنا إليه راجعون!

- هدأت الأمور قليلًا.. جاءت حرب الخليج فكأنما أخذ الدعاة حقنة منشطة فهاجوا وماجوا، بلاد الحرمين تُدنس بالأجنبي، لا يجوز الاستعانة بالكافر.. هبوا لجهاد أمريكا في العراق.. استنفروا الشباب.. حذر العلماء من هذا المسار، لا تُهلكوا أنفسكم.. دعوا الأمر لأهله من السياسيين.. العلماء لا يفقهون الواقع، العلماء يخذلون عن الجهاد.. كل هذا والشباب كأنه في {بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ۚ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا ۗ }!
بلاد الإسلام تهجم عليها أمريكا.. الجهاد ذروة سنام الإسلام.. فورة الشباب.. تحريض الدعاة..
وقعت الواقعة!
ذهب الشباب وطحنتهم رحى الحرب وسقطت بغداد الرشيد في أيدي الرافضة.. ولا حول ولا قوة إلا بالله!

- هدأت الأصوات.. وبدأ بعض الدعاة يسترجع المواقف ويحسب النتائج .. لم يحصل شيء!
تزداد الأمور سوءًا والأمة ضعيفة.. يجب تهدءة الشباب.. اصبروا يا شباب لا تستعجلوا عليكم بالدعاء...
قامت الثورات في البلدان العربية!
عادت جرثومة الحزبية إلى العمل، وعدنا من جديد تثوير وتأليب وإسقاط حكومات ثم اندلاع الحرب بين أبناء الوطن الواح، ثم استنفار إلى الجهاد في أرض الشام وليبيا والعراق.. والضحية الشباب المتحمس المسكين.. لا معه علم يعصمه من شبه الدعاة ولعبهم بمشاعره، ولا هو بالرجل الرشيد الذي يقيس الأمور بمقياس العقل والشرع الصحيح..فترملت نساء وثُكلت أمهات وكُلِم آباء ويُتِّم أبناء وبنات وأطبق الحزن على بيوتات المسلمين، فإنا لله وإنا إليه راجعون!

- من أسوأ نتائج هذه الأحداث على أهل الإيمان والصلاح، تسلط العلمانيين وأضرابهم على دين الله جملة، حتى طعنوا في القرآن والحديث والسلف والخلف، ووصموا كل ما هو ديني بالإرهاب والوهابية والانغلاق والتخلف والرجعية!
وهؤلاء الحمقى دعاة وأتباعًا عندهم سجية (دون كي شوتية!) تعرفون الدون كي شوت؟
من كان من مواليد السبعينيات يعرفه، من كثرة قراءته للروايات اختل عقله وظن أنه مخلص العالم من الطغيان فأخذ رمحه النابي وحصانه الهزيل وخادمه السمين وافتعل حربًا مع طواحين الهواء ذات الجدران الإسمنتية والمراوح الخشبية، فما رجع من معركة إلا بالخيبة والثبور!
وهؤلاء الدعاة ظنوا أن حماستهم ومعسول كلامهم في خطبهم سيعيد للإسلام مجده الغابر، فحاربوا بسيف نابٍ ودرع مخرق فما أحسنوا ولا أتوا بخير.. ولله الأمر من قبل ومن بعد!

- لا يجني من يركُل عش الدبابير إلى الوخز والألم!
كان أهل البدع على شتى مذاهبهم يستحييون من الهجوم على الدعوة السلفية ويحاولون أن يخفوا حنق قلوبهم وغيظ نفوسهم عنها بمعسول الكلام وبالمداراة أحيانًا أخرى، وباستجلاب الفتاوى على أسئلة ماكرة لأهل العلم.. حتى وقعت الواقعة وسقطت دول وحكومات وظهرت أفراخ تنظيم القاعدة وما شاكله، فقام أهل البدع يضربون الدعوة السلفية -القائمة على الكتاب والسنة الصحيحة بفهم السلف والتي تدعوا إلى الأمن والإيمان وتحرم الخروج على السلطان وتشنع على من يسفك الدم الحرام- عن قوس واحدة ضربة رجل واحد ليفنوها وينفروا عنها ولكن هيهات! إنها دعوة الله الخالصة والتي لأجلها خلق الخلق؛ إنها دعوة التوحيد...
فبدأ أعداء الدعوة بوصفها ووصف دعاتها وعلمائها بأبشع الأوصاف:
غلاة الطاعة..
مرجئة العصر..
علماء البلاط..
الوهابية..
الأصولية..
واشترك مع هذا السيل العرم من البدع وأهلها الإعلام الحزبي، والإعلام الفسقي (إن جاز التعبير!)..
فأولئك ينفرون الناس عنهم لأنهم يحذرون الناس من ضلالاتهم وتكفيرهم للناس، وأولئك يشوهون سيرتهم لكي تروج بضاعتهم القائمة على الفسق ومعصية الرحمن على ضعاف النفوس!
ويستخدمون في ذلك شتى الوسائل، بتر النصوص ونزع السياقات، وحمل الكلام على خلاف المراد... حتى ظن الناس أن هذه الدعوة غولٌ يريد أن يفتك بالناس ويرجعهم إلى العصور الأولى!
نعم نريد أن نرجع الناس إلى العصور الأولى.. ولا شك.. لكن ليس إرجاعنا إلا إرجاعًا متعلقًا بالعقيدة والفقه في دين الله، لا إرجاعًا ماديًا دنيويًّا .. كلا!
ولكن أهل البدع وأهل الفسق لا يتقون الله ولا يرقبون في مؤمن إلًّا ولا ذمة.. فالله حسبنا وهو نعم المولى ونعم النصير.. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون!

- أكتب هذه الخواطر وأنا مهموم البال ضائق النفس!
غلامان سفيهان أحمقان قاما اليوم بجريمة شنعاء، وبلية دهماء فقتلا أمهما وطعنا أباهما وأخاهما!!
يا لله كم هي شناعة هذا العمل!
ووالله إن البهيمة لتشمئز من هذا الفعل، أي فكر وأي شرع وأي فطرة تقر هؤلاء على فعلهما، وقبلهما ذاك الداعشي الذي قتل أخاه!
إن الأفكار المنحرفة والكتابات التحريضية من أخطر ما يتعرض له أبناؤنا في بلاد الإسلام اليوم، فهي بدأت تحرف لا أقول عقول الشباب بل فطرهم الإنسانية، ومن هنا على كل جاهل أن يعلم أن كتابات سيد قطب من أخطر الكتابات على الشباب الجاهل، فهي تدعوا إلى المفاصلة الشعورية واعتزال الأمة برُمَّتها واستحضار المشهد القتالي الأول بين أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- وبين مشركي قريش، وهذا الربط الوجداني خطير أيما خطورة، وطبعًا لا تجده إلا في كتب سيد قطب! لأنه إنما يغذي في عقول هؤلاء السفهاء أنهم هم نواة الدعوة الإسلامية وهم من على كاهله نشرها في البلدان التي حكم عليها سيد قطب بالردة العامة، ولا أقول بلداننا العربية وإنما البشرية جمعاء!!
فمطلوب من هذه العُصبة المؤمنة أن تعتزل معابد الجاهلية وتبدأ العمل على نشر الدين من جديد وتتسلح بكافة الأسلحة المتاحة وأن تزيل وتذلل كل عقبة أمام المد الإسلامي القطبي! ولو كلف هذا الرجل منهم قتل أمه وأبيه وصاحبته وبنيه!
فاللهم سلم سلم!

- أسأل الله أن يحفظ بلادنا من الفتن وأن يهدي ضال المسلمين، وأن يبصر الولاة بأمر دينهم الحق، وأن يعينهم على حفظ أمن وإيمان شعوبهم، وأن يهدينا وإياهم سواء السبيل، وأن يرزقهم البطانة الصالحة التي تدلهم على الخير وتعينهم عليه، وأسأله تعالى أن يرفع لواء السنة الغراء والملة الحنيفية السمحة، وأن يقمع البدع وأهلها وأن يجيرنا من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يقينا وإياكم من شر الأشرار وكيد الفجار وشر طوارق الليل والنهار.. إنه ولي ذلك والقادر عليه..
وأعتذر عن الإطالة وكثرة المنشورات، فالعذر عند كرام الناس مقبول..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وكتب: أبو موسى أحمد بن عياش بن موسى ليلة العشرين من رمضان المبارك سنة سبع وثلاثين.. والحمد لله رب العالمين.

20/06/2016

انفصام حزبي!

#‏انفصام_حزبي‬!
تستنكر المحافل الحزبية (المتأسلمة) اعتقال بعض رموزها ودعاتها من قبل الأجهزة الأمنية -وفقها الله لمزيد رشاد- واصفين هذا الصنيع بالاعتداء على حرية الرأي والتعبير والمواثيق الدولية والعهد الدولي لحقوق الإنسان!
ويصفون صنيع الأجهزة الأمنية بأنه يمثل استهدافًا لجميع القوى الوطنية مما سيتسبب في زيادة الاحتقان في الشارع الأردني وسيشكل ردود أفعال معاكسة ترفض جميع أشكال الظلم!!
نعم.. هكذا يتم تصوير الأمر بصورة فيها من التهديد والوعيد بثورة على ما يسمى الظلم والاستبداد، فينخدع السُّذج والغوغاء بهذا ويصرفون عن سبب الاعتقال الأصلي.. أسلوب حزبي خبيث مكشوف تتميز به الجماعة الحزبية الضالة التي تأكل باسم الدين والقيم والأخلاق.. والمجتمع الدولي!!
طيب.. إن كنتم أيها الكَذبة تنادون بحرية التعبير والرأي فلم ترفعون عقيرتكم إذا فعلت الدولة أو من ينتمي إليها ما يراه -من وجهة نظره على الأقل- فيه مصلحة للبلد؟!
لماذا لا تكون هذه حرية تعبير ورأي يكفلها الدستور والمواثيق الدولية؟!
الانفصام الحزبي!
أيهما في نظر الجماعة الحزبية الضالة أشد فتكًا في المجتمع والعقول.. المعاصي والفساد الدنيوي الذي لا ينكر وجوده إلا أحمق، أم الخطر التكفيري والذي يدافع عنه هؤلاء الحزبيون؟
أيهما أخطر، الذي يدافع عن تنظيم القاعدة (جبهة النصرة)، ويهون من خطر داعش ويعتبره أمرًا بعيدًا عنا في الأردن أم جاهل سرق سيارة أو فاسد روج لفساده؟

الفساد المتعلق بالسرقة والخمور وغيرها كلها أمور منكرة في العقل والدين جميعًا، وحتى الذين يزنون ويسكرون ويسرقون يعلمون قبح فعالهم وإن استمرؤوها ردحًا من الزمن، ولا أظن أحدًا من أهل المعاصي لو نوصح إلا ورأيت عليه حسرة وندمًا على ما اقترف، وهذا أمر معروف لا يخفى على أحد صغيرًا أو كبيرًا..
أما الفساد المتعلق بالعقيدة والدين فهذا الذي لا يمكن توقع عواقبه إلى أي حد ومدًى ستصل.. ولنضرب مثالًا على ذلك:
شاب صاحب معاصي كثيرة.. أراد أن يتوب فسمع أحد (الدعاة!) يقول: اتركوكم من (إخواننا!) -كذا- في (جبهة النصرة، و...)، فإنهم يبذلون جهدهم ويجاهدون، وداعش لا تشكل علينا خطرًا بل الخطر من أولئك الذين يسرقون السيارات ويبتزون الناس ويسرقون أموال الدولة ويفعلون ويفعلون.. إلخ.. فماذا سيكون تأثير مثل هذا الكلام على ذلك الشاب؟
لنرى..
سيرى أن خطر السرقة وغيرها أخطر وأعظم من أي خطر آخر..
سيرى -أيضًا- أن هذه المنكرات التي يفعلها البعض مناقضة للدين الذي يعلمه إياه الدعاة فينظر بعين المغاير لأبناء شعبه، فهو يصلي وكثير غيره لا يصلي، وهو متدين وغالب الناس أهل معاصي، وهو يحب الله ورسوله وغيره يسب الله ورسوله، هو ملتحي وغيره حليق، يتهكم الناس على أهل الدين والصلاح ويعظمون ويبجلون أهل المعاصي والفساد!!
كل هذا في جانب علاقة ذاك الشاب بمجتمعة..
ننتقل إلى الفضاء الخارجي..
ما هذه الجماعات التي تقاتل في سوريا .. نعم إنها جماعات (إسلامية) طيب جميل وهل عند هؤلاء ما عند بني قومي من هذه المنكرات؟ لا لا يوجد ألبتة.. هااا جيد جيد!
يفكر الشاب مليًّا ويبدأ بالبحث عن أعمال هذه الجماعات والتي قال له داعيته الوسيم ذا اللسان المعسول إن خطر هؤلاء ليس بأعظم من خطر أهل بلدك.. ويبحث ويبحث مع غياب المرشد الشرعي الصحيح فيعتنق أفكارهم شيئًا فشيئًا حتى تستحكم في عقله ووجدانه جميع أفكارهم بلاد لا تحكم بالشريعة.. معاصي منتشرة.. ربا، خمر، زنا، تبرج، سفور.... الشريعة، الحكم بما أنزل الله، إقامة الحدود، الجهاد في سبيل الله، سبي ومال، وجنات النعيم!!
يختلط الحق والباطل على الشاب الساذج فلا يدري ما يفعل...
وأترك لكم نتيجة هذه الأفكار والتوجيهات من أناس لا يقيمون لدماء الناس وزنًا ولا يعملون القواعد الشرعية القائمة على درء المفاسد وجلب المصالح، وعلى التفريق بين ما يكون معصية لا توجب كفرًا وبين ما هو كفر بواح!!
والله الهادي سواء السبيل.
وكتب: أبو موسى أحمد الغرايبة
10/ رمضان/ 1437هـ

تأمل لحال طوائف وأحزاب اتخذت من الإسلام أو من محاربته شعارًا لها!



(خواطر  كتبتها منذ عام مضى فيها تأمل لحال طوائف وأحزاب اتخذت من الإسلام أو من محاربته شعارًا لها!)
إن من أخطر ما يهدد الأمم ويعمل على تقويض أركانها، هم الدخلاء عليها مِن أعدائها، فإذا عاون هؤلاء الدخلاء أبناء الأمة كان عملهم كعمل تلك الحشرة المتناهية في الصغر والتي تكون في الخشب فتظل تنخر فيه والأمة تظنه يعمل لأجلها ولنهضتها؛ فما تلبث الأمة حتى تكتشف أن ابنها هذا الذي عَمِلَ عَمَلَ تلك الحشرة وبمعونة مِن الدخلاء من أعدائها قد قوض أركانها وخلخل قواعدها فانهدمت على رؤوس أبنائها!!
أفكر مليَّا في أولئك الذين يريدون تحوير الدين بحسب عقولهم المظلمة، والتي يسمُّونها مستنيرةً -زورًا وكذبًا!- ولمَّا أتمعن في المحاور التي يبتنون عليها بنيانهم المُهلهلَ الهاوي القائم لا على نور الوحي والرسالة المُحمَّدية ولا على منهاج أهل العلم سلفًا وخلفًا أجدها تتمثل فيما يلي:
1- الاعتماد على القرآن -بزعمهم- لأن القرآن نصٌّ قطعي الدلالة قطعي الثبوت!
وهذا الوصف -قطعي الدلالة والثبوت- حقٌّ لا مرية فيه ولا ريب، ولكن كما قيل: كلمة حق أريد بها باطل! فإنهم يرومون من وراء هذه القرآنية في الاستدلال تعطيل السنَّة المشرفة الشارحة لهذا القرآن والمُبيِّنة لمعانيه وأحكامه.
لماذا؟
2- لأن في السُّنَّة ما يهدم مشروعهم التنويري = العلماني الإسلامي!
ولأن في السُّنَّة والحديث والآثار تقييدًا لشطحات عقولهم الكليلة والتي تبتغي التحرر من كل قيد فلذلك تجدهم كثيرًا ما يلوكون -وفي كل محفل- مسائل تتعلق بالمرأة واضطهادها وبحرية الاعتقاد ومدنية الدول وعدم التلازم بين الدين والدولة... إلخ الاسطوانة المشروخة التي يدورون في فلكها المستدير!
وهؤلاء القرآنيون الجدد حاولت أن أقف على منبع أفكارهم التي يرتوون منها، وهي على تناقضها وكثرتها أفكار لا يشعر القاري لها أنها تصب في بوتقة البناء والإصلاح كما يزعم أصحابها، ولكنها تعمل عمل المسحاة فتأخذ من الشريعة جزءً فجزءً حتى تسمله عن بكرة أبيه فلا يدري المتدين بدينهم الجديد أيهودي هو أم نصراني أم مجوسي أم إسلامي!!
... وبعد الدراسة والدرس وجدت أن أول من بدأ بمحاولة جعل الإسلام إسلامَين أحدهما (مستنير) والآخر (ظلامي رجعي متخلف)، هم أولئك الذين جاؤوا من الشرق الفارسي راكبين في عربة يجرُّها برذون من براذين فارس والتي لا يستقر على ظهرها من يركبها -أعني البراذين-، لأنك إذا نظرت إلى راكب البرذون رأيته يتراقص يمنة ويسرة لطبيعة في هذه البراذين كونها هجين غير أصيل!
والبرذون الذي عنيته هو (جمال الدين الأفغاني -كذبًا- الإيراني -حقيقة-)، قدَّمه البعض على أنه السراج المنير الذي أضاء للأمَّة قبس الهداية إلى ما فاتها وضيعته في قرونها الأولى، وفك أقفال العقول وأنار لها الدرب لتحلِّق عاليًا في سماء الزندقة ومسخ الشريعة باسم التجديد الديني ومراجعة الفقه والنصوص الشرعية وعدم موافقتها للعقل كما يزعم الكاذبون، أو لكونها غير إنسانية بالمرة لأنها تحث على إراقة الدماء وتقييد الحريات ولجم الأفواه وتطبق على العقول!
فكان ما كان!
وإذا بتلك العربة التي يجرها ذاك البرذون الإيراني فيها لفيف من الأساتذة وللأسف سائرهم من مصر الكنانة (أم العجائب)!
ومن ألمع الأسماء في عربة البرذون المازندراني هذا هو من يحلوا لهم تسميته بالإمام محمد عبده! وقد كان لمحمد عبده هذا أكبر الأثر في تلميع ونشر أفكار الأفغاني وتبنيها والصولة بها على ثوابت الدين ومحاولة زعزعتها وحرف الناس عنها، واسمع إليه كيف يغلو بسائق عربة الفكر الحداثي في رسالة أرسلها إليه يقول في بعضها:
اقتباس: «ليتني كنت أعلم ماذا أكتب لك، وأنت تعلم ما في نفسي كما تعلم ما في نفسك، صنعتنا بيدك وافضت على موادنا صورها الكمالية وانشأتنا في أحسن تقويم، فيك عرفنا أنفسنا، وبك عرفناك، وبك عرفنا العالم أجمعين، فعلمك بنا كما لا يخفاك علم من طريق الموجب، وهو علمك بذاتك، وثقتك بقدرتك وإرادتك، فعنك صدرنا وإليك إليك المآب.
أوتيت من لدنك حكمة أقلب بها القلوب واعقل العقول، واتصرف بها في خواطر النفوس، ومنحت منك عزمة أتعتع بها الثواب، وأذل بها شوامخ الصعاب، وأصدع بها حم المشاكل، واثبت بها في الحق للحق حتى يرضى الحق، وكنت أظن قدرتي بقدرتك غير محدودة، ومكنتي لا مبتوتة، ولا مقدورة، فإذا أنا من الأيام كل يوم في شأن جديد» انتهى الاقتباس.

(...لا تقطع رأس الدين إلا بسيف الدين (!
هذا هو المنهج الذي يسير عليه دُعاة تجديد الإسلام وعلمنته، وهم ما يسمى اليوم بـ: (مفكر إسلامي)!
لا تقطع رأس الدين إلا بسيف الدين كلمة قالها الأفغاني في محاورة مع أحد المستشرقين الفرنسيين ويدعى: (رينان)، نقلها عنه مستشرق آخر يدعى: (إيلي كدوري)، وقد حكم كدوري على الأفغاني بالإلحاد لأجل تلك العبارة!
إذن.. خير ما يمكن أن يُهدم به بنيان الدين المتين في ضمائر الناس هو الدين نفسه، كما تقول العرب: (لا يَفُلُّ الحديدَ إلا الحديدُ)!
- الحجاب= تخلف وانغلاق وتقييد لعقل المرأة، والقرآن ليس فيه أمر بهذا الحجاب الذي نراه اليوم!
- الحُكم= إنساني محض لا علاقة لله به ولا يجوز لأحد أن يحتكر مفهوم الدين ويعاقب الناس على مخالفته!
- العقيدة= لا إكراه في الدين، ولكل أحد أن يعتقد ما يشاء وينشر عقيدته ويبثها من غير أن يكون لأحد سلطة عليه فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر!
- فهم النص الشرعي= كل أحد له أن يفهم النص كما شاء ولا عبرة بأقوال الفقهاء ولا ما يُسمى الإجماع، فكل هذا تأويلات لها ظروف معينة وأثرت عليها أحوال سياسية، وتدخلت السلطة لتستجلبها لصالحها!
محاور عدّة ينطلق منها راكبو عربة البرذون، ليطبقوا قاعدته الذهبية ومنهجه المتين: (لا تقطع رأس الدين إلا بسيف الدين)!
ومحمد عبده أحد من يسير على سَنن سائقه وشيخه، واسمع له ما يقول لشيخه الأفغاني كما ينقل ذلك عنه (كدوري):
اقتباس: «يقول الشيخ محمد عبده في رسالة لأستاذه بتاريخ 8 شعبان سنة 1300 هـ : (نحن الآن على سنتك القويمة: (لا تقطع رأس الدين إلا بسيف الدين)، ولهذا لو رأيتنا لرأيت زهادا عبادا ركعا سجدا لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ...) نقلًا عن: (منهج المدرسة العقلية في التفسير ص161)» انتهى الاقتباس.
...  نعم لقد سار -ويسير- على سنن البرذون الإيراني أمَّة من الكُتَّاب وما يسمَّى (مفكرون إسلاميون) يهدمون الدين من داخله ويعملون عمل سوس الخشب الذي لا يلاحظه الناس إلا وقد نخر لبَّ الأمة فقوَّض بنيانها؛ ذلك أن الأمر جلل ويعلم هؤلاء الطلبة النجباء أن الهجمة ستكون عليهم شرسة لو أفصحوا بما يريدونه لهذا الدين، وَلَعَلَت أصوات العلماء وطلبة العلم في تمزيق النسيج الذي يبتغون حياكته للأمة لتلبسه شعار الذّلّة والصغار، ولكنهم يخفونه تارة ويظهرونه تارة على استحياء وقد يكون من غير استحياء يزامنه القُحَّة أحيانًا، وهذا يحدث في ندوات يحضرها أصحاب الشهوات من مفكرين ومفكرات، حاسرين ومتبرجات وقد يندس بينهم بعض أصحاب العمائم المستديرة!
إلا أن بضاعتهم ولله الحمد لا تروج على عامة الناس لأن ما يقولونه أشبه بالهرطقات والطلاسم التي لا تعيها عقول العامة لا لأنهم لا يعقلون بل لأنها تخالف صريح الدين الذي يعتمد في انتشاره على الفطرة السوية للناس، وإن كانوا متلبسين بالمعاصي والفسوق والانقطاع إلى الملاهي والشهوات!
وقد أمعنت النظر في هؤلاء فما وجدت واحدًا منهم إلا وله صلة بطائفة ادَّعت (الأخوة) الدينية، وتبنت (الإسلام) البرذوني وجعلته لها منهجًا تسير عليه.. فإما أن يكون معهم فلم يقسموا له من الرغيف كِسرة فنظر لنفسه مائدة أخرى، وأخذ يبثُّ سمومه في الناس.. وإما يكون منهم وينتسب إليهم ويتحزب لجماعتهم، ولكنه يدعي الحيادية والتنوير والنقد للثوابت بحجة إعادة النظر في الفقه ليواكب الواقع!
وإما تجده خارج إطار هذه الزمرة إلا أن أفكاره موافقة لأفكارها فتجده لا ينفك أن يكون حليفًا لها مسايرًا لمحطاتها!
وإما تجده على النقيض من منهجها يحاربها لا لأنها تختلف معه في المنهج ولكن لكونها تتسمى بالإسلامية!
جماعات وأحزاب اتخذت من الدين شعارًا، ومن الحُكم غاية لها وهدفًا لا هوادة في الوصول إليه واستعمال كل وسيلة تبررها الغاية المنشودة!!

طورُ التَّحول والتحوُّر الإخواني الجديد بعد قرب انهيار الجماعة والانتقال إلى أرضية جديدة وخصبة لزرع الأفكار الخارجية المتأصلة في فكر الجماعة! (التمهيد)

  (1) طورُ التَّحول والتحوُّر الإخواني الجديد بعد قرب انهيار الجماعة والانتقال إلى أرضية جديدة وخصبة لزرع الأفكار الخارجية المتأصلة في فكر...