29‏/09‏/2016

هل سمعتم من يذكر الدجال على المنابر آنفًا؟!!

#المسيح_الدجال
هل سمعتم من يذكر الدجال على المنابر آنفًا؟!! . 
عن الصعب بن جثامة، قال: إني سمعت رسول الله ﷺ يقول: «لا يخرج الدجال حتى يذهل الناس عن ذكره، وحتى تترك الأئمة ذكره على المنابر». 
[زوائد الإمام أحمد، وصحح إسناده الهيثمي في: «مجمع الزوائد» (7/ 335)، وقال: «رواه عبدالله بن أحمد من رواية بقية عن صفوان بن عمرو، وهي صحيحة كما قال ابن معين، وبقَّيةُ رجالهِ ثقات»، وصححه الألباني في: «قصة المسيح الدجال ونزول عيسى عليه الصلاة والسلام» (ص30)]. 
_________________ 
قال الشيخ الألباني -رحمه الله- معلقًا على هذا الحديث (ص31 - 38): ولقد صدق هذا الخبر على أئمة المساجد، فتركوا ذكر الدجال على المنابر وهم خاصة الناس؛ فماذا يكون حال عامتهم؟! وإذا كان الله تبارك وتعالى قد جعل بحكمته لكل شيء سبباً؛ فلست أشك أن سبب هذا الإهمال لذكره - مع اهتمام الرسول ﷺ أشد الاهتمام في التحذير من فتنته؛ كما ستراه فيما يأتي في أول قصته -إنما هو تشكيك بعض الخاصة في الأحاديث الواردة فيه؛ تارة في ثبوتها وعدم ورودها بطريق التواتر -زعموا- وتارة في دلالتها كما تقدم بيانه، فكان من الواجب أن يقوم أهل العلم بواجبهم؛ فيبينوا للأمة ما حدثهم به رسول الله ﷺ من فتنة الدجال وقتل عيسى عليه الصلاة والسلام إياه؛ بنفس الطريق التي تتلقى الأمة به عن النبي ﷺ كل ما يتعلق بدينها- من عقائد وعبادات ومعاملات وأخلاق وغيرها، ألا وهو الحديث النبوي - وبذلك يقضى على السبب المشار إليه، ويعود الناس فيذكرون الدجال وفتنته، فيتخذون الأسباب لاتقائها، فلا يغترون بأضاليله وتحاريفه التي لا يصدق بإمكان وقوعها من مِثله إلا المؤمن - الذي لا يرتاب أدنى ارتياب فيما جاء من أنواع الفتن، {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [القصص: 68].

 فإذا علم المؤمن بذلك وآمن به؛ اتخذ الأسباب التي تعصمه من فتنته؛ وهي:  

أولاً: الاستعاذة بالله تعلى من شر فتنته، والإكثار منها؛ لا سيما في التشهد الأخير في الصلاة فقد قال رسول الله ﷺ: «إذا فرغ أحدكم من التشهد الآخر؛ فليستعذ بالله من أربع، يقول: اللهم! إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر فتنة المسيح الدجال»(1). وثبت في «الصحيحين» وغيرهما عن جمع من الصحابة -منهم عائشة -رضي الله عنها-: أن النبي ﷺ كان يستعيذ من فتنته. بل إنه أمر بالاستعاذة من أمراً عاماً؛ كما في حديث زيد بن ثابت قال: بينما النبي ﷺ في حائط لبني النجار على بغلة له -ونحن معه- إذ حادت به فكادت تلقيه، وإذا أَقْبُرُ ستة أو خمسة أو أربعة، فقال: «من يعرف أصحاب هذه الأقبر؟» فقال رجل: أنا. قال: «فمتى مات هؤلاء؟» قال: ماتوا في الإشراك (وفي رواية: في الجاهلية). فقال: «إن هذه الأمة تبتلى في قبورها، فلولا أن لا تدافنوا؛ لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه»، ثم أقبل علينا بوجهه فقال: «تعوذوا بالله من عذاب النار». قالوا: نعوذ بالله من عذاب النار. فقال: «تعوّذوا بالله من عذاب القبر».قالوا: نعوذ بالله من عذاب القبر». قال: «تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن».قالوا: نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منه وما بطن. قال: «تعوذوا بالله من فتنة الدجال». قالوا: نعوذ بالله من فتنة الدجال(2).  

ثانياً: أن يحفظ عشر آيات من أول سورة (الكهف) فقد قال ﷺ: «من حفظ عشر آيات من أول سورة (الكهف)؛ عصم من [فتنة] الدجال». رواه مسلم وغيره عن أبي الدرداء(3). 

 ثالثا: أن يبتعد عنه، ولا يتعرض له؛ إلا إن كان يعلم من نفسه أن لن يضره لثقته بربه، ومعرفته بعلاماته التي وصفه النبي ﷺ بها؛ لقوله -عليه الصلاة والسلام-: «من سمع بالدجال فلينأ عنه، فوالله؛ إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه: مما يبعث به من الشبهات». أخرجه أحمد وغيره، عن عمران بن حصين(4).  

رابعًا: أن يسكن مكة والمدينة، فإنهما حرمان آمنان منه؛ لقوله ﷺ: «يجئ الدجال فيطأ الأرض إلا مكة والمدينة، فيأتى المدينة؛ فيجد بكل نقب من نقابها صفوفاً من الملائكة». أخرجه الشيخان وغيرهما عن أنس بن مالك -رضى الله عنه-(5). 
 ومثلهما المسجد الأقصى والطور؛ كما يأتى فى الفقرة (24 - السياق).

 واعلم أن هذه البلاد المقدسة إنما جعلها الله عصمة من الدجال لمن سكنها وهو مؤمن ملتزم بما يجب عليه من الحقوق والواجبات تجاه ربها، وإلا فمجرد استيطانها - وهو بعيد فى حياته عن التأدب بآداب المؤمن فيها - فَمِمَّا لا يجعله فى عصمة منه، فسيأتى فى الفقرة (25 - أبو أمامة، 30 - السياق) أن الدجال -عليه لعائن الله- حين يأتى المدينة النبوية وتمنعه الملائكة من دخولها؛ ترجف بأهلها ثلاث رجفات، فلا يبقى فيها منافق ولا منافقة إلا خرج إليه. فهؤلاء المنافقون والمنافقات -وقد يكون نفاقهم عمليّاً- لم يَعْصِمْهُمْ من الدجال سكنهم فى المدينة النبوية؛ بل خرجوا إليه، وصاروا من أتباعه كاليهود! وعلى العكس من ذلك؛ فمن كان فيها منالمؤمنين الصادقين فى إيمانهم؛ فهم مع كونهم فى عصمة من فتنته؛ فقد يخرج إليه بعضهم متحدياً وينادى فى وجهه: هذا هو الدجَّال الذى كان رسول الله ﷺ يحدثنا حديثه ... كما سيأتى فى الفقرة (31 - السياق). 

فالعبرة إذن بالإيمان والعمل الصالح، فذلك هو السبب الأكبر فى النجاة، وأما السكن فى دار الهجرة وغيرها؛ فهو سبب ثانوى، فمن لم يأخد بالسبب الأكبر؛ لم يفده تمسكه بالسبب الأصغر، وقد أشار إلى هذا النبى ﷺ بقوله للذى سأله عن الهجرة: «ويحك! إن شان الهجرة لشديد! فهل لك من إبل؟». قال: «فهل تؤتى صدقتها؟» قال: نعم. قال: «فاعمل من وراء البحار، فإن الله لن يترك من عملك شيئاً»(6). 

وما أحسن ما روى الإمام مالك فى «الموطأ» (2/ 235) عن يحيى بن سعيد: «أن أبا الدرداء كتب إلى سلمان الفارسى: أن هلمَّ إلى الأرض المقدسة. (يعنى: الشام). فكتب إليه سلمان: إن الأرض لا تقدس أحداً، وإنما يقدسُ الإنسانَ عملُهُ». وصدق الله العظيم إذ يقول: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [التوبة: 105]. 

من أجل ذلك؛ لا يجوز للمسلمين اليوم أن يتركوا العمل للإسلام وإقامة دولته على وجه الأرض؛ انتظاراً لخروج المهدى ونزول عيسى -عليهما الصلاة والسلام-؛ يأْساً منهم؛ أو توهماً أن ذلك غير ممكن قبلهما ّ فإن هذا توهم باطل، ويأس عاطل، فإن الله تعالى أو رسوله ﷺ لم يخبرنا أن لا عودة للإسلام ولا سلطان له على وجه الارض إلا فى زمانهما، فمن الجائز أن يتحقق ذلك قبلهما إذا أخذ المسلمون بالإسباب الموجبة لذلك؛ لقوله تعالى: {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد: 7]، وقوله: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحج: 40]. 

ولقد كان هذا التوهم من أقوى الأسباب التى حملت بعض الأساتذة المرشدين والكُتّاب المعاصرين على إنكار أحاديث المهدى وعيسى -عليهما السلام-، -على كثرتها وتواترها- لما رأوا أنها عند المتوهمين مدعاة للتواكل عليها وترك العمل لعز الإسلام من أجلها! فأخطؤوا فى ذلك أشد الخطأ من وجهين: 

 الأول: أنَّهم أقروهم على هذا التوهم؛ على اعتبار أن مصدره تلك الأحاديث المشار إليها؛ وإلا لم يبادروا إلى إنكارها!  

والآخر: أنهم لم يعرفوا كيف ينبغى عليهم أن يعالجوا التوهم المذكور؟ وذلك بإثبات الأحاديث، وإبطال المفاهيم الخاطئة من حولها، وما مثلهم فى ذلك إلا كمثل من أنكر عقيدة الإيمان بالقدر خيره وشره؛ لأن بعض المؤمنين به فهموا منه أن لازمه الجبر، وأن المكلَّف لا كسب له ولا اختيار، ولما كان هذا الفهم باطلاً بداهة ساعروا إلى إنكاره، ولكنهم أنكروا مَعَهُ القدر أيضا؛ لتوهمهم -أيضاً مع المتوهمين- أنه يعنى الجبر، فوافقهم فى خطئهم فى التوهم المذكور، ثم زادوا عليه خطأ آخر -فراراً من الأول- وهو إنكارهم القدر نفسه! فلولا أنهم شاركوهم فى فهمهم منه الجبر لما أنكروه! وهذا هو عين ما صنعه البعض المشار إليه من الأساتذة والكُتّاب؛ فإنهم لما رأوا تواكل المسلمين -إلا قليلاً منهم- على أحاديث المهدى وعيسى؛ بادروا إلى إنكارها لتخليصهم بزعمهم من التواكل المذكور! فلم يصنعوا شيئاً؛ لأنهم لم يستطيعوا تخليصهم بذلك من جهة؛ ولا هم كانوا على هدى فى إنكارهم للأحاديث الصحيحة من جهة أخرى. 

والحقيقة أن هؤلاء المنكرين -الذين يفهمون من هذه الأحاديث ما لا تدك عليه من التواكل المزعوم، ولذلك يبادرون إلى إنكارها تخلّصاً منه- قد جمعوا بين المصيبتين: الضلال فى الفهم، والكفر بالنص! ولكنهم عرفوا أن الفهم المذكور ضلالة فى نفسه، فأنكروه بأنكار النص الذى فهموا ذلك منه! 

وعكس ذلك العامة؛ فآمنوا بالنص مع الفهم المذكور، فمع كل من الفريقين هدى وضلالة، والحق الأخذ بهدى كل منهما، ونبذ الضلال الذى عندهما؛ وذلك بالإيمان بالنص دون ذلك الفهم الخاطئ. 

وما مثل هؤلاء وهؤلاء إلا كمثل المعتزلة من جهة؛ والمشبَّهة من جهة أخرى، فإن الأولين تأولوا آيات وأحاديث الصفات بتآويل باطلة أودت بهم إلى إنكار الصفات الإلهية، وما حملهم على ذلك إلا فرارهم من التشبيه الذى وقع فيه المشبَّهة أن المعتزلة أنفسهم شاركوا المشبَّهة فى فهم التشبيه من آيات الالصفات، ولكنهم افترقوا عنهم بإنكار التشبيه بطريق التأويل الذى هو باطل أيضاً؛ كالتشبيه لما لزم منه من إنكار الصفات الإلهية، وأما المشبِّهة فلم يقعوا فى هذا الباطل، ولكنهم ثبتوا على التشبيه، والحق الجمع بين صواب هؤلاء وهؤلاء، ورد باطل هؤلاء وهؤلاء: وذلك بالإثبات والتنزيه، كما قال الله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11].

وكذلك أقول من أحاديث نزول عيسى عليه السلام وغيرها؛ فإن الواجب فيها إنما هو الإيمان بها، وردّ ما توهمه المتوهمون منها؛ من ترك العمل والاستعداد الذى يجب القيام به فى كل زمان ومكان، وبذلك نكون قد جمعنا بين صواب هؤلاء وهؤلاء، وردننا باطل هؤلاء وهؤلاء. والله المستعان. 
________________ 
(1) انظر «صفة الصلاة» (ص199 - الطبعة السابعة). 
(2) أخرجه مسلم (8/ 161)،وأحمد (5/ 190). 
(3) رواه مسلم وغيره، وفي رواية له «آخر الكهف» وهي شاذة؛ كما حققته في «الصحية» رقم (2651).ويشهد للرواية الأولى حديث النواس الآتي في الفقرة (5) -تخريج فقرات القصة، وحديث أبي أمامة في الفقرة (14). 
(4) وهو مخرج في «المشكاة» (5488)، ورواه حنبل أيضاً في «الفتن» (ق46/ 2). 
(5) وهو مخرّج فى «الصحيحة» (2457). 
(6) أخرجه البخارى (7/ 207 - فتح)، ومسلم (6/ 28)،وأبو داود (1/ 388)، والنسائي (2/ 182)، وأحمد (3/ 64).

04‏/09‏/2016

(الرد على زعم الدكتور محمد نوح القضاة مبيت النبي ﷺ ليلة في قرية السخنة الأردنية!)

(الرد على زعم الدكتور محمد نوح القضاة مبيت النبي ﷺ ليلة في قرية السخنة الأردنية!)
طلع علينا الدكتور القضاة بتقليعة جديدة وبفرية لم يأت بها قبله أحد! إذ يقول الدكتور في إحدى خطاباته الحماسية!:
"هل تعرفون لماذا اخترت الزرقاء؟ وماذا فيها؟ فيها السخنة، حيث نام رسول الله ﷺ ليلة فيها، ويوجد بها الشجرة التي استظل بها رسول الله ﷺ، وبها أثر من رسول الله ﷺ".انتهى.
فأقول مستعينًا بالله وبه أتأيَّد:
الكلام الذي ذكره الدكتور لا أصل له من الصحة ولا يستند إلى أي معلومة تاريخية أو متعلقة بالسيرة المطهرة -ألبتة-، بل هو مجرد تحليل أراد الدكتور أن يقنع نفسه أولًا ويقنع الناس ثانيًا أنه يؤدي إلى النتيجة التي ذكرها، إذ لا يعتبر دليلا يمكن أن يستند إليه أي باحث مهما صغر حجمه أو كبر لإثبات حدث تاريخي مرَّ عليه خمسة عشر قرنًا من الزمان بشخوصه وأماكنه وأحداثه!
ولأدخل في صلب البحث فإن المصادر التاريخية والمتعلقة بالسيرة النبوية المطهرة لم تذكر من قريب ولا من بعيد مبيت النبي ﷺ في مدينة الزرقاء فضلًا عن أن تذكر قرية السخنة فيها، وقرية السخنة لم تذكر في أي مصدر تاريخي يتعلق بالسيرة أو في سرد البلدان والقرى في الحواضر الإسلامية والرومية، فهذا ياقوت الحموي صاحب كتاب (معجم البلدان) وهو من أوسع المراجع في البلدان والقرى والبوادي، لم يذكر فيه (السخنة) إلا في موضع واحد حيث يقول: معجم البلدان (3/ 196): سُخْنَةُ: بضم أوّله، وسكون ثانيه ثمّ نون، بلفظ تأنيث السّخن وهو الحارّ: بلدة في بريّة الشام بين تدمر وعرض وأرك يسكنها قوم من العرب، وعلى التحديد بين أرك وعرض. انتهى.

فأين هي تدمر الشام من سخنة الزرقاء؟!!

علمًا أن ياقوت الحموي يفصل في البلدان والأماكن ويذكر شيئًا من الأحداث فيها فكيف يترك حدثًا كهذا ولو إشارة في ترجمته للزرقاء المدينة إذ يقول: معجم البلدان (3/ 137): الزّرْقاء: بلفظ تأنيث الأزرق: موضع بالشام بناحية معان، وهو نهر عظيم في شعارى ودحال كثيرة، وهي أرض شبيب التّبّعي الحميري، وفيه سباع كثيرة مذكورة بالضراوة، وهو نهر يصبّ في الغور. انتهى.

قلت: وقصر شبيب هذا ما زال قائمًا إلى يومنا هذا، والنهر جفت منابعه، وعاد قفرًا لا حياة فيه!

طبعًا بما أن الدكتور لا يمكن أن يسعفة نص من كتاب تاريخ ولا كتاب سيرة فإنه راح يفسر إثباته المزعوم لنوم الرسول ﷺ في السخنة بتفسير ساذج وإن شئت فقل ممجوج، قال فيه -كما نقلته عنه صحيفة عمّون في اتصال هاتفي جرى بينهما-:
إأن القوافل المتجهة إلى الشام لا بد وأن تقف في محطات إجبارية -كذا قال!- للاستراحة والتزود والعناية بالدواب... إلخ  ومن ضمن هذه المحطات كانت قرية السخنة حيث نزل النبي ﷺ مع عمه أبي طالب وبات ليلة في السخنة!!
هذا ما استدل به الدكتور سامحه الله، ولا أدري هل يظن الناس أغبياء لتمشي عليهم مثل هذه الحجة الباهرة؟!
ولعل الدكتور لم يتنبه إلى أن هذا التحليل يمكن إنزاله على جميع المدن والقرى والبوادي والحواضر على مسافة 2000 كيلو متر من مكة إلى الشام وكل قرية يكون قد بات بها ﷺ، وقس على ذلك..!
إلا أن الرجل أكد تأكيدا جازما للحدث ولا يُعلم كتاب في التاريخ الإسلامي ذكر قرية السخنة، بل إن ياقوت الحموي في معجم البلدان وهو من أعظم المعاجم في وصف المدن والحواضر لم يذكر السخنة إلى في موضع واحد كما تقدم آنفًا.. فأين هي النصوص الدالة على ما زعمه الدكتور، والله -عز وجل- يقول: {قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين}!

فالذي أعتقده أن الدكتور قد جازف مجازفة كبيرة وخطيرة في نسبته حدثًا لا وجود له تاريخيًّا ولا يمكن حتى إثباته إلا في مخيلته ومخيلة من يؤيده نتيجة تحليلات افتعلها غير قائمة على أي دليل صحيح أو نقل صريح..

فعلى الدكتور وأمثاله أن يكفُّوا عن الاستهتار بعقول الناس وعلى المؤيدين له من الدكاترة ومن لف لفهم أن يكفوا أيضًا عن التأييد بالباطل وبعماية تامة من غير نظر ولا اعتراف بمجازفة الدكتور فإن المؤيِّد للباطل أسوأ من المُبطل ذاته، لأنه اقترف جرمين: جرمًا بحق نفسه إذ أتبعها هواها، وجرمًا في زيادته تضليل الناس بتأييده للباطل والتخرصات، ولعل الدكتو يراجع نفسه ويتوب عن هذه الفرية والتي تتعلق بذات النبي ﷺ، فإنه القائل في الحديث المتواتر عنه: "من كذب عليَّ متعمدًا فليتبوَّأ مقعده من النار"، وهو القائل -أيضًا-: "من حدث عني بحديث وهو يُرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين"!
والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا نبي الصدق والحق والرحمة محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه والتابعين..
وكتب: أبو موسى أحمد بن عيَّاش الغرايبة
1 / 12 / 1437
والحمد لله رب العالمين

لماذا يُحذر السلفيون من كل من يُجيز إثارة القلاقل في البلاد الإسلامية؟

  #تصحيح_المفاهيم #زَغَلُ_التَّمييع لماذا يُحذر السلفيون من كل من يُجيز إثارة القلاقل في البلاد الإسلامية؟ لما جاء هذا الدين بالنور ال...