13/04/2025

الرد الخفيف على اتهامات أخينا شريف!

الرد الخفيف على اتهامات أخينا شريف!

 الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده،،

أما بعدُ:

فإن الله تبارك وتعالى قال في مُحكم كتابه العظيم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} التوبة: 119.

وفي صحيح البخاري من حديث عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- قوله -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إلى البِرِّ، وإنَّ البِرَّ يَهْدِي إلى الجَنَّةِ، وإنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حتَّى يَكونَ صِدِّيقًا. وإنَّ الكَذِبَ يَهْدِي إلى الفُجُورِ، وإنَّ الفُجُورَ يَهْدِي إلى النَّارِ، وإنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا".

وإنه ليُزري بالمسلم العامي أن يقع في الكذب فكيف بمن انتسب إلى منهج السلف الكرام أهل الصدق والعدل؟!

فقد خرج علينا أخ لنا قديم (شريف) كنا نُثني عليه وعلى منهجه الذي كنا نوافقه فيما يُظهره منه إذا سئلتُ عنه =فمن ذات المعين نهلنا وعن ذات الأشياخ أخذنا وبهم اهتدينا وإليهم ندل وعليهم نعول، =بكلام واتهامات غاية في السوء مع سفاهتها وسذاجتها فقد اتهمني أخونا القديم هذا بثلاث تهم حكايتها لمن يعرفني ويتابعني منذ عقدين من الزمان على المنتديات من قبلُ وعلى مواقع التواصل من بعدُ تُغني عن ردها وملخصها تاليًا:

  1. الثناء على شخصية السنوار من جهة الشجاعة والشراسة.
  2. الثناء على رأس من رؤوس الإخوان أنه وطني.
  3. النشر لبعض الروافض لأنه عربي شريف، أو أنني أجعل العروبة هي ميزان الشرف والمروءة حتى لو كان شيعيًا أو نصرانيًا!

ورابعة مضحكة في الحقيقة وهي أن عنونتي لمقالات الرد على الإخوان والتكفيريين بـعنوان: (كسر الصنم) يشم منه رائحة التكفير! (!)!

هذه مؤاخذات أخينا (شريف) على العبد الفقير مع أنه يعرفني جيدًا ويعرف أنني على طريقة علمائنا ويعرف أنني معهم -قلبًا وقالبًا- وبلا خلاف فيما تكلموا به في الهيئات والأفراد وأنني لا أتحيز لمجروح جرحوه ولا أروج له ولا أثني عليه -معاذ الله- فكيف أُعدل من جرحه العلماء وعلى رأسهم شيخنا وشيخك يا (شريف) فضيلة الشيخ الربيع أطال الله بقاءه بالأدلة والبراهين أو بظهور ظلمه وجوره على السلفيين؟!

وما كنت أحب أن أرد على هذه السفاهات التي يعرف سقوطها كل من عرفني طيلة السنوات الماضية فقد اتخذت من الرد على جماعة الإخوان المفسدين طريقة أتقرب بها إلى الله ففتنة الإخوان المسلمين في بلدنا الأردن هي الفتنة العامة والطامة التي ما تركت بيتًا ولا صغيرًا ولا كبيرًا إلا وأصابته ألسنة لهبها حتى صرنا نواجه القريب والبعيد من أهلنا وإخواننا وأبنائنا وآبائنا وأمهاتنا لما لهذه الجماعة المنحرفة من تغلغل في مجتمعنا لا ينكره إلا جاهل أو معاند، فهل من اتخذ الرد على هؤلاء دينًا يتقرب به إلى الله يُتهم بالثناء عليهم أو تعظيم شأنهم؟

ما كنت ليخطر ببالي يومًا أن يتهمني أحد بهذه التهمة الظالمة الفاجرة، فهذه مقالاتي بالآلاف على المنتديات وعلى مواقع التواصل تطفح بالرد على الجماعة الضالة وعلى رموزها كسيد قطب والقرضاوي وكل من سار على طريقتهم الحزبية بالإضافة إلى الجماعات التكفيرية والعلمانيين والمتصوفة وغيرهم من أهل التحزب وهؤلاء هم من نواجههم في بلدنا أما من كان منتسبًا إلى السلفية ممن انحرف عن طريقتنا ففتنتهم خاصة وعامة الناس لا تتابعها ولا تعرف تفاصيلها لأن العامة يعكفون على القنوات الإخبارية ويتناقلون ما يُطرح فيها وخاصة قنوات الإخوان الخارجية، والفتن التي عصفت في التيار السلفي عامة منذ بزوغ فجر السرورية مرورًا بالمأربيين وجماعة إحياء التراث وسلفية حزب النور ومن معهم والحلبيين ومن نحى نحوهم وآخرها ما صدر من صعفقة للسلفيين تصدى لها علماؤنا وبينوا الحق فيها ونهم معهم فيما بينوه وإذا سؤلنا أجبنا بما نعلم، ويعرف هذا عني إخواننا الصادقون ولكننا نصبر على الناس ونناصحهم وكثيرون لما يتبين لهم الأمور يرجعون إلى الحق بلا ضجيج ولا تسميع ولا تشهير فنحن دعاة إلى الله غايتنا هداية إخواننا وبيان الحق لهم لكي لا ينزلقوا في ظلم أو هوى يرديهم ويهلك حسناتهم، ولكن شياطين الإنس لا يدعون مجالًا لأحد ويريدونها على طريقة: (عنزة ولو طارت)!

وإلى ملاحظات أخينا القديم والتعليق عليها بما يفتح الله به فقد كتبتها منذ أن نشر تقريبًا ولكني لم أنشرها إلا هذه الأيام، مع خجلي والله أن أكتب هذه الكتابة في هذه المسائل التافهة التي لا تدل إلا على سوء طوية قائلها وغيظ قلبه، وبعضها كتبته منذ أكثر من سنة ولم ينصحني -إن كنتُ أخطأت فيها- أخونا (شريف) ولم يعلق ولو بكلمة على الخاص مع أنه مفتوح له بل قام بحظري وقام هو أو بعض الملتصقون بأذياله بتصويرها والاحتفاظ بها لحين تجهيزها وضم بعضها إلى بعض ليرمي بها إخوانه ممن أخذ يسميهم (جماعة الأردن الجديدة)! مما يدل على تبييته للقدح قبل النصح وللإسقاط قبل السؤال والتثبت والنظر، فما لنا من حيلة بهؤلاء فإن الهوى يُعمي ويُصم، والله الموفق!


( المسألة الأولى )

الثناء على شخصية السنوار من جهة الشجاعة والشراسة

لمّا فتَّش أخونا (شريف) عن زلات لأخيه على عادته -التي تكاد تُهلكه أو أهلكته- لم يجد ما يقدح في شخصي ولا في منهجي =الذي يعرفني به طلبة العلم منذ خمس وعشرين سنة أو يزيد =إلا بتدليسات شنيعة قد يُقال إنها لا تُستغرب ممن اعترف على نفسه بالكذب وانتحال الشخصيات وعمل الحسابات التي يُثني فيها ومنها على نفسه!! فأشار -غفر الله لنا وله- إلى مقالٍ لي كتبته عند خبر قتل السنوار وقرر -في قرارة نفسه- أن فيه الثناء على شخص قائد ميليشيا حماس في غزة وحتى تتضح الصورة كاملة للقراء ممن قد لا يتمكن من التثبت من كل اتهامات أخينا (شريف) أنقل المقال بنصِّه وفَصِّه ليتأمله القراء وهو ما زال -إلى الساعة- منشورًا في صفحتي على (الفيسبوك)! وقد قلتُ فيه:

17 أكتوبر 2024 · 

أنا شخصيًا -وبعيدًا عن منهج وحزبية ومواقف- تعجبني شخصية الـسـنوار الصلبة والعنيفة، وأنه متحدٍ شرس للصـهـاينة فهو وإن اختلفنا معه ووصفنا بعض كلماته ومواقفه بالمخزية والجرداء عن الولاء والبراء، فإننا لا نطعن في شجاعته ولا في إقدامه- كما يظهر العاطفيين- فالرجل تحت النار منذ بداية هذه المحرقة فهذه صفات يعطيها الله من يشاء من عباده مسلمهم وكافرهم؛ لكن ومنذ بداية هذه الأحداث ونحن ننتقد نتائج هذه الأفعال وهذه المغامرات وتلك التصريحات والذرائع تلو الذرائع التي يقدمها القادة والأبواق على حد سواء! 
إن التكلفة باهظة جدًا ومميتة جدًا ومدمرة جدًا وهو ما يتنافى مع السنن الشرعية والحكمة الحربية فماذا خسرنا بسبب هؤلاء وماذا ربحنا؟
إن الخسائر عظيمة جدًا على صعيد الأرواح والأموال والعقائد، والخاسر الأكبر هو أهل الإسلام فقد خسروا أرواح أبنائهم وخسروا عقائد كثير منهم ممن كفر بكل ما هو إسلاميّ بسبب الخطاب التخويني لمن خالفهم أو الخطاب العاطفي الخيالي والتضخيمي لقوة هذه الفصائل مع أنّ الأصل في مثل هذه الأحداث أن توزن بميزان الشرع وأن يقوم الفاعلون لهذه الأعمال بإعادة النظر في النتائج الأولية لهذه الأفعال فما الذي جعلهم يستمرون في هذا الفعل المبيد للحجر والشجر والبشر؟!
على الناس أن تعلم أننا انتقدنا منذ البداية آثار هذه المغامرات وانفلات البعض في تزيينها وجعلها قدرًا محتومًا ليس لنا فيه خيار ثان، أو ليس هناك تُجاه أصحابه إلا أن تكون معهم وإلا فأنت في صف العدو الكافر!
وهذه النتائج تحكي عن نفسها من غير تزويق ولا خديعة خسرت هذه الفصائل قادتها وخسرت شعبها وبلدها وأموالها وطاقاتها التي تحتاجها الأمة ولكن في إطارها السليم الخالي عن التوجيه الخارجي وعن المكاسب الضيقة. بصر الله المسلمين بحقيقة دينهم وأزال عن عيونهم غشاوة العواطف التي أهلكت الكثيرين، وألهمهم رشدهم إنه ولي ذلك والقادر عليه، والله المستعان!

قال أبو موسى:
فأين الإشكال يا عباد الله في ذكر شجاعة الرجل وشراسته مع بيان حاله في المقال المُشار إليه وفي عشرات المقالات التي كنت أصفه فيها بـ (مجنون غزة) و(معتوه حماس) وغيرها من الأوصاف الشنيعة، وكانت مناسبة كتابة المقال بهذه الصورة أن بعض أهل دعوتنا قد كاد أن يُفتن لما رأى منع ترحم الناس على السنوار والهجوم الذي شنه الإخوان ووصفوا فيه السلفيين بأنهم صهاينة وتكفيريون فانتشر كلامهم كالنار في الهشيم وطاشت عقول العوام ممن هم محل دعوتنا بسبب الدعاية الإخوانية الشرسة فكتبت ما كتبت تقريبًا لقلوب هؤلاء مع كونهم يرون أنني لا أرحم أذرع إيران كلها حماس وغيرها وقياداتهم فكان لهذا أثر خير عليهم فترك المقصود بالمنشور الطعن في السلفيين وأصبح يرى الصهاينة والحمساويين وجهان لعملة واحدة وقد علق بذلك عندي بعد أن كان لا يعجبه نقدي! فأنا ذكرت شجاعة الرجل وإقدامه وهو أمر طبعي لا علاقة له بانحراف المنهج ولا ضلال المتَّصف بهذه الأوصاف، وفي حقيقة الأمر لو أن قارئًا قرأ انتقاد (شريف) مع ما يراه من منشورات لا يتمكن (شريف) ولا زمرته من قراءتها لمدة سنة لبال في سراويله من الضحك، أفيكون من سخَّر قلمه وفكره وحياته للرد على الإخوان المفلسين ورؤوسهم ومن ارتبط بهم أو تأثر بمنهجهم متهمًا بمدح رؤوس الإخوان.. سبحانك هذا بهتان عظيم!
فلم يا أخي الكريم -أصلح الله حالنا وحالك- تجعل من نفسك أضحوكة الزمان؟!
ولعل حقدك قد أعماك عن أسلوب من أساليب اللغة المعروفة -وأنت اللغوي النحرير!- ألا وهو (المدح في معرض الذم) ولا أدري ماذا تقول في قول ربنا تبارك وتعالى: {ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ}؟! هل هو مدح لرأس من رؤوس المشركين؟!
قال الإمام الطبري في تفسيره هذا الموضع:
"فإن قال قائل: وكيف قيل وهو يهان بالعذاب الذي ذكره الله, ويذلّ بالعتل إلى سواء الجحيم: إنك أنت العزيز الكريم؟ 
قيل: إن قوله: ( إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ ) غير وصف من قائل ذلك له بالعزّة والكرم، ولكنه تقريع منه له بما كان يصف به نفسه في الدنيا، وتوبيخ له بذلك على وجه الحكاية، لأنه كان في الدنيا يقول: إنك أنت العزيز الكريم، فقيل له في الآخرة، إذ عذّب بما عُذّب به في النار: ذُق هذا الهوان اليوم، فإنك كنت تزعم إنك أنت العزيز الكريم، وإنك أنت الذليل المهين، فأين الذي كنت تقول وتدّعي من العزّ والكرم، هلا تمتنع من العذاب بعزّتك" اهـ. [انظر: تفسير الطبري].
فهل حكايتي لشجاعته وإقدامه مدح لمنهجه مع أنني ذكرت آثار أفعاله وحزبه وبينت ضلالهم وفقدانهم لمبدأ الولاء والبراء بثنائهم على الروافض وجعلهم شهداء القدس في مئات المقالات الموجودة في صفحتي وهنا على مدونتي؟!
ثم هب أن الثناء على السنوار منقصة تقدح في منهجي على حسب شطحاتك المنهجية فهل تتفق معي أنه ثناء على مسلم؟ 
فإن قلت نعم ولا بُد؛ فهل الثناء على مسلم مبتدع أشد أم الثناء على يهودي كافر ووصفه بأنه (نشمي) وهي كلمة تعني الشجاعة والرجولة والنخوة وقد اختصت بأهل الأردن من بادية الشام وإن كان هناك من يستعملها على القلة كما وثفت مارك صاحب الفيسبوك اليهودي، ولا أدري هل أسلم مارك أم أنك ستجد له في علم الأنساب علائق ببادية الشام؟! 
فهل ترضى أن أكتب فيك عشرين مقالًا أذمك فيها لأنك مدحت يهوديًا كافرًا وكنت فرحًا ومسرورًا بأن (عشيرة الترابين) الكريمة الأصل والمنبت ذات حظوة=(واصلة) عند مارك اليهودي، فأكتب كما تكتب أنت -بلا خوف من الله ولا وجل- أنك تثني على الكفار وأنك تعترف بأن عشيرتك -وحاشاهم أصلًا وفرعًا- متواطئون مع اليهود الذين يقتلون أهل غزة؟! ثم أبدأ بتزويق الكلام وأطعن فيما هو معلوم أنه من باب الدعابة مع الإخوان أو من جنس الحديث الذي فيه تبسط لا يراد ظاهر ما يتبادر إلى الذهن من معناه؟ فهل الثناء على شجاعة السنوار -المسلم- كالثناء على نشمية مارك -الكافر-؟!
فاتق الله يا أخي وأخلص عملك فما كل كلمة مطعن ولا كل ثناء انحراف ومراعاة حال العوام عند الدعوة أو التحذير من أهل الأهواء له أحوال وله تقديرات يراعي فيها الإنسان أهل دعوته بالمصلحة والمفسدة وبما يُصلحهم أو يدلهم على الخطأ والانحراف.


( المسألة الثانية )

الثناء على رأس من رؤوس الإخوان أنه وطني

وهذه إحدى فريات أخينا (شريف) المُنبية عن إضمار السوء والشر لإخوانه فهذه النقطة تُضَم إلى سابقتها ولكن لأن صاحب الهوى يبحث عن تكثير الزلات وإشاعة العثرات فإنه يبدل الكلام ويزيد ويعيد ويزوّْقُ العناوين ليُشعر القارئ أن الأمر جد خطير وأن الانحراف كبير، وأصل هذه المؤاخذة الثانية أنني نشرت مقطعًا لأحد نواب الإخوان في البرلمان أريد أن أرد بها على بعض الإخوان المسلمين ممن يسكن في الحي الذي أسكن فيه ويُتابع منشوراتي عن كثب، وقد حصل المراد من المنشور وبعدها حذفته، وما كنت أعلم أن أحدهم يتربص بنا الدوائر للأسف، وحتى يعلم القراء أصل المنشور (المحذوف) فهو أن هذا النائب كان (يُثني على ولي أمرنا -حفظه الله وأعز مُلكه- بأنه يكفل ويُنفق على مئات الأسر العفيفة والأيتام) وتكلم الرجل بكلام أظهر فيه مكانة الملك المفدى فأردت أن ألقم الإخوان المتابعين لصفحتي والساكنين في منطقتي بهذا الثناء من كبير لهم لأخزيهم وأظهر نفاقهم وكذبهم، وهي غاية شريفة يا (شريف) وطريقة معتبرة في إلزام الخصوم، وليس فيها ثناء بمعنى التزكية، والرجل معروف عنه أنه رغم عدائه للدولة إلا أنه لا يحمله ذلك على أن يفتري على ولي أمرها أو أن يتسبب في تخريب وطنه بخلاف الآخرين ممن هم معه في حزبه، فيقول في هذا الباب بالحق وهو ما أثنينا عليه وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- عن إبليس: "صدقك وهو كذوب"، فهلَّا تتقِ الله وترعوي؟!

وأنت لك تغريدة أثنيت فيها على الشيخ فواز بأنه ينشر فضائل بلده وولاة أمره، فهلَّا بينت أن أصل المنشور ومقصده نشر وإظهار فضائل ولي أمرنا -سلمه الله- التي اعترف بها الأعداء، أم أنك متصيد مدلس أفاق يا .. (شريف)؟!


( المسألة الثالثة )

جعل العروبة هي ميزان الشرف والمروءة حتى لو كان شيعيًا أو نصرانيًا!

كنا قد ابتلينا بحرب الإخوان والحزبيين لنا في نازلة غزة، وقد رمونا عن قوس واحدة ووصفونا بالصهينة وكفرونا وفسقونا؛ لأننا وقفنا بكل ما نملك من قوة وفهم للواقع وللسياسة الشرعية ضد مشروعهم الطائفي المرتبط بإيران الشر والذي يبتغون به تدمير بلادنا وزعزعة أمنها ليجعلوها لقمة سائغة لليهود كما فعلوا في العراق ولبنان وسوريا واليمن وغيرها، وكنا قد أسندنا ظهورنا إلى جدار المنهج السلفي الحق وأخذنا نُعد العُدة للبيان لعامة الناس ممن غررت بهم كلمات الناطقين باسم محور الشر وأطاشت عقولهم قنوات الإخوان وتدليساتها فكنا مطمئنين أننا -في معركتنا هذه التي ندافع فيها عن ديننا وعقيدتنا ومنهجنا وأوطاننا- لن نُكلم بشيء يفت في عضدنا ويصرفنا عن هدفنا فإذا ببعض من أعمى الهوى قلبه يترصد ويجهز كنانته وينبل نباله ويرمينا في ظهورنا بكل سهم من كنانته مغموسٍ بالكذب والتهويل والتشنيع، فإنا لله!

وكان من طريقتي في حرب هذه الأحزاب وهذه الانحرافات أنني أحيانًا -نادرة- أنقل مقطعًا لبعض المنتمين للشيعة أو لحزبيين من باب الإلزام لبعض المتابعين المشغبين كما ذكرت في الفقرة الثانية آنفًا وأذكر أن العربي الأصيل لا يخون ملته حتى ولو كان نصرانيًا أو شيعيًا وهذا حق فقد وقف في محن كثيرة مع ملوكنا بعض النصارى وكان انتماؤهم للعروبة هو الدافع لهم وفعل ذلك غيرهم سواء كانوا مسلمين أو غير ذلك بينما نجد من المسلمين ممن يرفع شعار الدين والسنة من جماعة الإرهاب الإخوانية يتجه قلبه وثناؤه وتعظيمه نحو الرافضة المجوس في حين يطعن في العرب حكامًا ومحكومين! والناس مفتونة بحزب الله وبحماس وغيرها من الفصائل المرتبطة بإيران الشر ويشوش على عقولها وفطرها المقاطع التي تُنشر هُنا وهناك من تصوير هذه المحرقة على أنها معركة متكافئة الأطراف ولأن بعض الناس من العوام خاصة ينبهه بعض المواقف من هنا وهناك وبعضهم يعتز بعروبته وقوميته كان نشر مقاطع ليس فيها ما يقدح في الدين بل فيها ما يوقظ الشعور في قلوب المتلقين وتُحذف بعد أن يحصل منها الغرض، وقد آتت أكلها عند كثير ممن أعرفه وقد كانوا يُثنون على خميني لبنان الهالك اللا حسن فصار عندهم مذمومًا ظاهر المكر والخبث، وأنا ولله الحمد لي آلاف -نعم آلاف- المقالات والتغريدات التي أبين فيها حال هؤلاء بما يجعل منشورًا كُتب لفترة وحذف بعد حصول الغاية لا قيمة له ولا وزن اللهم إلا عند مَن يتصيد ويصنف في ملف خاص للهجوم على إخوانه من ظهورهم، وربنا تبارك وتعالى يقول: {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ} !!

***

هذا جوابي على الملاحظات التي ذكرها أخونا القديم -هداه الله وأصلح باله- وأما الرابعة التي شعر (كذا!) أن فيها رائحة التكفير وهي زَبْرِي لمقالاتي في الرد على الإخوان بعنوان (كسر الصنم) فيكفيني أن أحيلك على موضوعات رد شيخنا ربيع -أطال الله بقاءه- في أحد كتبه على سيد قطب المصري وقد كان يسميه أقنوم التكفير لتنظر هل هذه العناوين يُشمُّ منه رائحة التكفير كما زعمت في عنوان كتبته للرد على الإخوان والحزبيين مع كون عنواني عام وعناوين شيخنا مخصوصة وظاهرها التعيين؟! فإليكها لعلك تفهم وتترك بُنيات الطريق؛ فإن إطلاق العبارات لا يعني التكفير فقد استعمل العلماء ألفاظًا أشد من لفظي وبعضهم ممن رد على الروافض اختار نفس العنوان لرده وما عرفت أحدًا من أهل العلم أنكر العنوان، وربنا سمى الهوى إلهًا فقال: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ}.. وهذا أسلوب معروف في التأليف والكتابة وخاصة في الرد على أهل الضلال فهل يوجد في عقلك صنم يجب كسره وتدميره كصنم الحزبية التي استفحل أمرها وأضل أربابها البلاد والعباد؟!

وختامًا:
فإننا لم نر لك/لكم أي نشاط في بيان منهج الإخوان المفسدين في بلادنا وهي أكبر فتنة في بلادنا الأردنية اليوم وضررها وخطرها كبير وعظيم على أمن واستقرار البلاد ودين العباد وقد وضعوا بلادنا في أكثر من موقف في قلب العاصفة ولكن الله سلم بفضله ومنِّه ثم بفضل طلاب العلم ممن واجه هذا الطوفان الجارف للإخوان المفسدين وأحلافهم من اليساريين، وبينما نحن نواجه ونتلقى الضربات لم نكن نراك معنا في الصف ولا وجدنا لك نشاطًا في ذلك بل جُل نشاطك أنت ومن التصق بك تتبع إخوانكم وتجهيز المنشورات ونقل الكلام من هنا وهناك واستجلاب التحذيرات كطريقة أهل الأهواء والتحزب (قص ولصق وتلفيق وتحريف وتغطية على تواريخ المنشورات... إلخ) ولكن الله خيَّب سعيكم وظهرتم -وللأسف- في مظهر المتصيد لإخوانه والظالم لهم فيا لبؤسكم! 
و(شريف) يعلم أنني مع علمائنا في كلامهم في الهيئات والأفراد أيًّا كانوا وأننا نقول بقولهم لا عن تقليد وتبعية ولكن عن معرفة بالأدلة والحجج فقد تعلمنا من شيوخنا التثبت وعدم قول شيء إلا ببينة حتى لا تُؤتى دعوتنا السلفية من قِبلنا، فنقف مع مشايخنا في كل مسألة بدليلها ونثق بصدقهم ونصحهم وإخلاصهم فما عرفنا عنهم طريقتكم ولا أسلوبكم الذي فيه التصيد والتجني، مع كوني أخذت جانبًا تخصصت فيه وصرفت وقتي وعمري في القراءة والدرس له لأواجه الجماعة المارقة الإخوان المفسدين وجماعة التكفير، ومن نظر في كتاباتي علم ذلك فليس من شرط السلفي أن يكتب رأيه في كل مسألة تقع على الساحة خصوصًا وأن غالبية المسائل المنهجية على الساحة ليس لها وجود في بلدنا الأردن اللهم إلا فتنة الحلبيين ومن لف لفهم وهناك من الإخوة من يرد ويبين فكل أحد منا على ثغر يقف عليه ويدفع من جهته بما علم وعرف فلمَ جعلتَ ثغرك الذي تقف عليه هو إخوانك السلفيين؟!!
وإنني كنت -وحتى وقت قريب- أتواصل معك ولعل آخر ذلك -قبل أن تحظر حسابي وتقطع التواصل فجأة- لما عزيتك بوالدتك رحمها الله وغفر لها وكنت أنت البادي بالقطيعة (المريبة) فأنت تختفي فجأة وتُلغي الصداقة فجأة ويبدو لي أن وراء الأكمة ما وراءها والله وحده العالم بما تخفي الصدور!
وحتى لما وقع منك ما وقع من الكذب واعترافك على نفسك وانتحالك لشخصية وهمية كنتُ قد أسررت لبعض الإخوة أنني في غاية الضيق وأشعر بالذل لأجلك بسبب هذا الاعتراف وقلت في نفسي ليته لم يعترف وليته حذف الحساب الوهمي وسكت لكانت الأمور أهون من اعترافه على نفسه بالكذب، ولكن الله قدر غير ذلك فإنا لله!
وأنت تعلم أنه لم يستغلَّ أحد من إخوانك في الأردن هذه المسألة للقدح فيك أو التشفي كما فعل خصومك، وكنتُ -يعلمُ اللهُ- إن سألني عنك سائل -حتى بعد انكشاف أمرك- أثني عليك وأقول أخونا فلان سلفي وله جهود ودعوة وكنت أسأل عن أحوالك أخانا (خيرالدين) ولم ألمح له عن الموضوع ولا بحرف فاسأله إن أحببت فإنه لم يقطعني وكان بيننا تواصل بالهاتف أو الرسائل يسألني وأناقشه في مسائل يطرحها، فلو تتجرد يا أخي الكريم من هذه الأمور التي تعيبنا قبل أن تعيبك، وتضايقنا قبل أن تضايقك، وأظهر حسن النية لإخوانك واترك عنك أسلوبك هذا كلما رأيت أن أحد إخوانك أصبحت له دعوته وبدأ يسير فيها أخذت تجمع له الزلات وتظهر له العثرات وتشقشق وتبسط لسانك في عرضه وتظهر نفسك في صورة الناصح المشفق!
وأنا كتبت هذه المقالة هنا ولم أنشرها على الفيسبوك لأن من عندي ممن يتابعني جلهم عوام ومن أقاربي لا يعرفون مثل هذه المسائل ولا تنفعهم بل نشرها والأخذ والرد فيها يشوش على دعوتي لهم وتحذيرهم من أهل الأهواء والتحزب في بلدنا خاصة وهي معركتنا الكبرى التي وددت أنك كنت فيها أحد المحاربين الأشاوس في حامي وطيسها، وإن كنتَ بدأتَ متأخرًا جدًا عن ركب المحاربين للإخوان بعض المنشورات التي لا تروي الغليل ولا تشفي العليل فهلمَّ أبا تركي والحق بإخوانك وبيِّن حال أكبر طائفة في بلادنا أضلت أهلنا وناسنا عن سواء السبيل حتى أضحى الكثيرون ممن نحب يحملون فكر الخوارج والإخوان، والله المستعان!
رفع الله عن دعوتنا السلفية ما ألم بها من الفتن والفرقة والتشرذم وجمع كلمتنا على الحق والدين وختم لنا بالصالحات أعمالنا وجعلنا من عباده المهتدين، وحفظ بلادنا من كيد الخوارج المارقين، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
آمين آمين
وكتب متواصيًا بالحق ومتواصيًا بالصبر
ليلة 13 من شهر شوال سنة 1446 للهجرة
أحمد بن عياش أبو موسى الغرايبة
غفر الله له ولوالديه ولمشايخه ولإخوانه