قصة أبي مسلم الخولاني وقد طُلب منه الحج!
أورد الحافظ ابن عساكر –رحمه الله- في "تاريخ دمشق" (27/ 216-217)، قصة عن أبي مسلم الخولاني التابعي الجليل الزاهد العابد قال فيها:
"أخبرنا أبو الفتح ناصر بن عبد الرحمن بن محمد القرشي نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم بن نصر المقدسي الزاهد أنا أبو الفرج عبيد الله بن محمد بن يوسف المراغي النحوي نا عيسى بن عبيد الله بن عبد العزيز الموصلي أنا أبو بكر محمد بن صلة الحربي السنجاري الشيخ الصالح نا أبو علي نصر بن عبد الملك السنجاري نا أبو عمرو العسلي السنجاري يعني عثمان بن سعيد نا اسحاق يعني ابن نجيح الملطي عن الأوزاعي قال:
أتى أبا مسلم نفر من قومه فقالوا يا أبا مسلم اما تشتاق إلى الحج قال بلى لو اصبت لي اصحابا قال فقالا نحن اصحابك قال لستم لي بأصحاب أنا أصحابي قوم لا يريدون الزاد ولا المزاد قالوا سبحان الله وكيف يسافر قوم بلا زاد ولا مزاد قال ألا ترون إلى الطير يغدو ويروح بلا زاد ولا مزاد والله يرزقها وهي لا تبيع ولا تشتري ولا تحرث ولا تزرع والله يرزقها قال فقالوا فإنا نسافر معك فقال تهيئوا على بركة الله تعالى قال فغدوا من غوطة دمشق ليس معهم زاد ولا مزاد قال فلما انتهوا إلى المنزل قالوا يا أبا مسلم طعام لنا وعلف لدوابنا قال فقال لهم نعم فتنحى غير بعيد فتسنم مسجد أحجار فصلى فيه ركعتين ثم جثا على ركبتيه قال إلهي قد تعلم ما أخرجني من منزلي وإنما خرجت زائرا لك وقد رأيت البخيل من ولد آدم تنزل به العصاب من الناس فيوسعهم قرا وإنا إضيافك وزوارك فأطعمنا واسقنا واعلف دوابنا قال فأتي بسفرة فمدت بين أيديهم وجئ بجفنة من ثريد تبخر وجئ بقلتين من ماء وجئ بالعلف لا يدرون من يأتي به فلم تزل تلك حالهم منذ خرجوا من عند أهاليهم حتى رجعوا لا يتكلفون زادا ولا مزادا" ا.هـ.
قلت:
في إسناده من لم أجد له ترجمة، وفيه إسحاق بن نجيح الملطي، أبو صالح، نزيل بغداد قال عنه ابن معين: كذاب عدو الله، وقال أبو حاتم بن حبان: هو دجال من الدجاجلة، وقال الفلاس: يضع الحديث. انظر تاريخ الإسلام (4/1069).
وفي هذه القصة الحث على عدم الأخذ بالأسباب وقد حثتنا الشريعة على الأخذ بها! وهي من القصص التي تروج عند الصوفية والجماعات الخرافية بعامة، فوجب تنبيه المؤمنين حتى لا ينغروا بها، والله الموفق والهادي سواء السبيل.
والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبة وسلم تسليمًا كثيرًا.
وكتب في 23 رجب 1434هـ
أبو موسى أحمد بن عيَّاش بن موسى الغرايبة
غفر الله له ولوالديه آمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق