04/06/2024

ضرورة الحرب الغزيَّة لتنفيذ المخططات الصفوية!

 (ضرورة الحرب الغزيَّة لتنفيذ المخططات الصفوية)

لقد عارض المُخلصون هذه الحرب العبثية منذ اندلاعها وبينوا نتائجها مسبقًا لما يعرفوه من التاريخ والواقع للمنطقة ولمن يسعى بإثارة هذه الحروب الخاسرة بكل المقاييس ومنذ عشرين سنة، وبين المخلصون للناس خاصة وعامة خطورة الارتباط بمحور إيران الصفوية والثناء عليه وتعظيمه في قلوب العامة من المسلمين، وأن مُخططات الثورة الخمينية التي جاءت على الطائرات الفرنسية لن تُضمر الخير لأمة محمد ﷺ وإنما هدفها السيطرة والقتل باسم الثأر للحسين ولآل البيت، وأن جماعة الإخوان المنجرفة والمنحرفة عن الكتاب والسنة لن يكتب الله على أيديها نصرًا للمسلمين أبدًا وها هي ومنذ مئة عام تُذيق المسلمين ويلات توجهات مُرشديها بالتفجيرات تارة وبالإرهاب تارة وبنشر البدع تارة أخرى وبمحاربة أهل العلم تارات وكرات وبمحاولة اختراق مجالس العلماء لنشر الفكر الإخواني (الخارجي) وإثارة القلاقل في بلدان المسلمين، يغطون على ذلك بالاهتمام بمراكز تحفيظ القرآن وبتلميع بعض الدعاة وبث أفكارهم من خلالهم، وذلك برفعهم إلى منزلة العلماء وربط الناس بهم وتزهيدهم بأهل العلم من أهل العقل والحكمة والنظر الصحيح، وقد بُحت أصواتنا وكلَّت أقلامُنا ونحن نكتب ونبين ونواجه الناس ممن خدعته هذه الجماعة بشعاراتها البراقة، وها هي حرب غزة قد بينت الآثار الوخيمة للوقوف إلى جانب باطل جماعة الإخوان وأذرعها، حتى يخرج مرشد الثورة الإيرانية ليصرح بتصريح حقير غاية في الوضاعة فيقول أن هذه الحرب كانت ضرورية أن على المسليمن أن لا يعقدوا الآمال على وقف إطلاق النار بمعنى اقبلوا القتل الذي كان واسكتوا عن الذي سيأتي!


يقول خامنئي: "هذه الحرب خلطت الأوراق في لحظة حساسة كان العدو يسعى فيها إلى تطبيق مخطّط السيطرة على المنطقة، وكانت ضرورية للمنطقة، وإن على الجميع ألا يعقدوا آمالهم على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة".


لقد كان من الضروري لدى إيران وأذنابها في المنطقة إشعال هذه الحرب، وهو ما يؤكد أن هذه الحرب لم تكن بقرار من الحركة والتي ألمح بعض قادتها أنهم ليسوا على علم بهذه العملية الخبيثة وأنهم لم يكونوا على تنسيق مع من أشعلها وهو مجنون غزة، وما هي في أصلها إلا كما صرح الكثيرون من كونها انتقامًا لهلاك سليماني وأن حركة خماش ألعوبة بيد أربابها الصفويين تُشعل لهم الفتيل وتتركهم ينظرون إلى احتراق أبناء غزة وإلى تدمير الأرض!


نعم لقد كانت ضرورية لقتل ما يقارب الأربعين ألفًا من أهل القطاع العُزَّل وتدمير بنيانهم من القواعد، وقادة خماش يتماهون في تزيين مخطط وليتهم إيران ومحاولة إقناع المسلمين بأنهم ينتصرون وأن العدو الغاشم إنما يتكبد الخسائر العظيمة ويقومون في سبيل زيادة التغرير بالأمة بتخوين العرب ووصفهم بالصهينة والعمالة والتخذيل، والعرب رغم ذلم لم يتركوا الناس بما استطاعوا أن يقدموه وتعرف الدول ما لا يعرفه العامة الدهماء ممن يحركه كل دقيقة منشور أو مقطع أو خطاب لمجهول الحال والعين!


لقد دفع الغزييون الثمن غاليًا من تحالفات أبناء جلدتهم في خماش مع إيران الرافضة وكانت دماؤهم قُربانًا تقدمه الحركة الحزبية على مذبح الولاء لإيران ولملاليها، وأكبر كذبة يروجون لها أنهم إنما فعلوا ذلك في سبيل تحرير القدس -زعموا- فضاعت غزة وضاعت أرواح الناس وقد كانوا من قبل يدفعون الثمن من تجبر وسطوة سيطرة الميايشيا على كامل القطاع بعد عام 2005، وسيتبين للكثيرين ممن حمل لواء الدفاع عن هذه الحرب الخاسرة الخبيثة والدفاع عمن أشعلها وأوقد نارها، وسيعلمون أنهم إنما نصروا الظلم والباطل والعدوان على الأبرياء وباركوا ذلك بصكوك الشهادة والفداء والتضحية وأن دماء الأطفال والشيوخ والنساء ضرورية لاستمرار هذه الميليشيات المرتبطة بأعدى أعداء العرب والمسلمين!


ومما يؤكد تورط الميليشيا الإخوانية مع هذا المخطط الإيراني البغيض تحريض الجبان المُنقب للشعوب في بلدان الطوق #الأردن و #مصر خاصة على العصيان والتوجه نحو الحدود ليكونوا طُعمًا آخر وقربانًا إضافيًا وهو ما يتطابق تمامًا مع مخططات تصدير الثورة الخمينية والتي أساسها اختراق البلدان ونشر القلاقل فيها باسم القدس والأقصى والإسلام، ولكنَّ الله أطفأ فتنتهم وعصم بلداننا منها ولم تنجرَّ أي دولة خلف هراء الشعارات الرنانة بالنصر والتمكين ونزول الملائكة والشهادة في سبيل الله، وكانت الدول وحكوماتها على قدر كبير من الوعي والحكمة والذكاء فأفشلت المخطط الإخواني -الذي أحسبه مؤذنًا بنهاية هذه الجماعة المارقة- وعصمت دماء المسلمين من العبث بها وسفكها وإهدارها دون مصلحة راجحة!


فعلى كل من أيَّد أن يتوب إلى الله من هذا الانتصار للباطل الإخواني الحمساوي وأن يقف وقفة رجل يبين ضلال هذه الفرقة ويبين إجرامها في حق المسلمين ويبين مخالفتها لعقيدتهم ولولاءاتهم فقد تبين التآمُر الصفوي الإخواني ضد العرب لكل ذي نظر، ولم يعد هُناك حُجة لمتابع للأحداث في الدفاع أو التأمل أو الإعذار فقد أهريقت دماء المسلمين وقُتلوا وشُردوا وهُجروا ودمرت بيوتهم ومساجدهم ومدارسهم وجامعاتهم ولم يبق لهم إلى افتراش الأرض والتحاف السماء، فإلى متى يبقى الكثيرون ممن يعرفون ضلال وانحراف هذه الجماعة الإخوانية في كل البلاد بشقيها (الصقور والحمائم) وبكل أنواعها ممن يحمل السلاح وممن يجلس في البرلمانات والمناصب، إلى متى يبقى السكوت عن تحذير الناس منهم ومن أحزابهم ومن أفكارهم التي لا تنطلق من منطلق الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة، وبيان أن خطرهم أشد من خطر اليهود والنصارى الحربيين على أمة سيد المرسلين، فقد هدموا العقائد ونشروا البدع وتولوا كبر الولاء لسبابة أصحاب رسول الله ﷺ وكل ذلك بزعمهم لمصلحة الدعوة وهم كاذبون فإن الدعوة ليس من لوازمها سفك دماء المسلمين وتدمير بلدانهم، فقوموا قومة الرجال في بيان ما عند هذه الفرقة من الضلال، والله يوفقكم ويرعاكم فإن الحق منصور والباطل مدحور وليبلغن هذا الدين ما بلغ الليل والنهار بعز عزيز أو بذل ذليل، والله لا يُخلف وعده، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون!


وسلام على المرسلين الحمد لله رب العالمين

وكتب مصليًا ومسلمًا على خير البرية

أبو موسى أحمد الغرايبة

غفر الله له ولوالديه وللمسلمين

27 / 11 / 1445هـ

4 / 6 / 2024 م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق