12/02/2014

عيد الحبِّ = (يوم القدِّيس فالنتين)!!

عيد الحبِّ = (يوم القدِّيس فالنتين)!!
خاطب الله رجال المؤمنين ونساءهم بقوله: ﴿ولا متخذي أخدان﴾، وقوله: ﴿ولا متخذات أخدان﴾ والأخدان: الأصدقاء والصديقات.
ولمَّا ابتعد المسلمون عن دينهم الحق واتَّبعوا السنن أخذوا يقلدون كل ما هو مستورد بصرف النظر عن إخلاله بعقيدتهم الإسلامية أو بكونه ساقطًا لا خير فيه، وقد قيل: لكل ساقطة لاقطة!
عيد الحب! يوم الحب! يوم القدِّيس فالنتين!
يوم يعظمه النصارى ويحتفون به كل عام في اليوم الرابع عشر من الشهر الثاني من العام الميلادي؛ فيقوم الأخلَّاء والأصدقاء رجالًا ونساءً متزوجون وغير متزوجين!- بتبادل الهدايا والأطعمة والألبسة المتنوعة تعبيرًا منهم عن المحبة والعشق والْوَلَهِ زعموا-!
وهذا اليوم في أصله مناسبة (دينية) جُعلت لتخليد ذكرى (شهيدين!) كذا- من قساوسة النصارى قُتلا في القرن الثالث الميلادي، وقد كانا يحملان اسم (فالنتين) ومع تقادم الأيام والسنين «أصبح هذا اليوم مرتبطًا بمفهوم الحب الرومانسي الذي أبدع في التعبير عنه الأديب الإنجليزي (جيفري تشوسر) في أوج العصور الوسطى التي ازدهر فيها الحب الغزلي. ويرتبط هذا اليوم أشد الارتباط بتبادل رسائل الحب الموجزة التي تأخذ شكل «بطاقات عيد الحب». وتتضمن رموز الاحتفال بعيد الحب في العصر الحديث رسومات على شكل قلب وطيور الحمام وكيوبيد ملاك الحب (!) ذي الجناحين»!.
إذن، فأصل المناسبة تكريم لقدِّيسين نصرانيين كان أحدهما يعيش في روما والآخر في مدينة (تورني) فقتلا فجعل النصارى هذا اليوم تكريمًا لهما! وتذكُر الأساطير النصرانية أن أحدهما كان عشق ابنة سجَّانه وكان يرسل لها بطاقات التعبير عن هذا العشق!
«ولا يزال يتم الاحتفال بهذا العيد الديني في قرية (بالتسان) في جزيرة مالطا، وهو المكان الذي يُقال أن رفات القديس قد وُجدت فيه. ويشاركهم في ذلك الكاثوليكيون المحافظون من جميع أنحاء العالم»!
إذن، هذا أصل هذا الاحتفال؛ عيد نصراني يعظم فيه القساوسة العشَّاق!
فيا أيها المسلم ويا أيتها المسلمة لقد نهاكما ربكما -تبارك وتعالى وجلَّ وعزَّ- في كتابه العزيز عن أن تتخذا بعضكما البعض أخدانا تتبادلان العشق والغرام خارج الإطار الشرعي الذي أمر الله به ألا وهو الزواج، ونهاكما نبيكما صلى الله عليه وسلم- عن التشبه بالكفار من أهل الكتاب فقال: « مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ »، فلا تكونا من الذين ظلموا أنفسهم باتِّباعهم سنن أهل الكتاب.
ولمَّا عمَّت هذه البلوى من تقليد المسلمين للنصارى في أعيادهم، وانهمك كثير من أبناء المسلمين وبناتهم في هذه التقليدات المحرمة سواء العشق الحرام أو الصداقات المنهي عنها شرعًا قام أهل العلم بإصدار الفتاوى في تحريم مثل هذه الأفعال المخالفة للشريعة الغرَّاء فهذا الشيخ العثيمين رحمه الله تعالى- يُسأل عن هذا العمل فيُفتي بقوله:
«الاحتفال بعيد الحب لا يجوز لوجوه:
الأول: أنه عيد بدعي لا أساس له في الشريعة.
الثاني: أنه يدعو إلى العشق والغرام.
الثالث: أنه يدعو إلى اشتغال القلب بمثل هذه الأمور التافهة المخالفة لهدي السلف الصالح رضي الله عنهم.
فلا يحل أن يحدث في هذا اليوم شيء من شعائر العيد سواء كان في المآكل، أو المشارب، أو الملابس، أو التهادي، أو غير ذلك.
وعلى المسلم أن يكون عزيزاً بدينه وأن لا يكون إمَّعة يتبع كل ناعق. أسأل الله تعالى أن يعيذ المسلمين من كل الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يتولانا بتوليه وتوفيقه.
كتبه محمد الصالح العثيمين في 5/11/1420 هـ».
انظر: مجموع فتاوى ورسائل العثيمين (16/ 199).
وأفتت «اللجنة الدائمة» حول هذه القضية فقالت في الفتوى رقم ( 21203 ) من فتاوى اللجنة الدائمة - المجموعة الثانية (2/ 262):
«دلت الأدلة الصريحة من الكتاب والسنة، وعلى ذلك أجمع سلف الأمة أن الأعياد في الإسلام اثنان فقط، هما: عيد الفطر وعيد الأضحى، وما عداهما من الأعياد، سواء كانت متعلقة بشخص أو جماعة أو حدث أو أي معنى من المعاني فهي أعياد مبتدعة لا يجوز لأهل الإسلام فعلها ولا إقرارها ولا إظهار الفرح بها ولا الإعانة عليها بشيء؛ لأن ذلك من تعدي حدود الله، ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه، وإذا انضاف إلى العيد المخترع كونه من أعياد الكفار فهذا إثم إلى إثم؛ لأن في ذلك تشبها بهم ونوع موالاة لهم، وقد نهى الله سبحانه المؤمنين عن التشبه بهم وعن موالاتهم في كتابه العزيز، وثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «من تشبه بقوم فهو منهم». وعيد الحب هو من جنس ما ذكر؛ لأنه من الأعياد الوثنية النصرانية، فلا يحل لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يفعله أو أن يقره أو أن يهنئ به، بل الواجب تركه واجتنابه استجابة لله ولرسوله وبعدا عن أسباب سخط الله وعقوبته، كما يحرم على المسلم الإعانة على هذا العيد أو غيره من الأعياد المحرمة بأي شيء من أكل أو شرب أو بيع أو شراء أو صناعة أو هدية أو مراسلة أو إعلان أو غير ذلك ؛ لأن ذلك كله من التعاون على الإثم والعدوان ومعصية الله ورسوله، والله جل وعلا يقول: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾.
ويجب على المسلم الاعتصام بالكتاب والسنة في جميع أحواله لا سيما في أوقات الفتن وكثرة الفساد، وعليه أن يكون فطنا حذرا من الوقوع في ضلالات المغضوب عليهم والضالين والفاسقين الذين لا يرجون لله وقارا، ولا يرفعون بالإسلام رأسا، وعلى المسلم أن يلجأ إلى الله تعالى بطلب هدايته والثبات عليها، فإنه لا هادي إلا الله ولا مثبت إلا هو سبحانه.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ» اهـ.
فنسأل الله للجميع الهداية والتوفيق والبُعد عن البدع والمعاصي صغيرها وكبيرها وأن يردنا إلى ديننا ردًّا جميلًا إنه ولي ذلك والقادر عليه.

وكتب:
أبو موسى أحمد بن عيَّاش بن موسى الغرايبة
ليلة الثالث عشر من ربيع الآخر سنة 1435هـ
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق