18/08/2024

(دعوة السلفيين لقراءة مسوَّدات=(بروتوكولات) حكماء صهيون ليست طريقة سلفية)! [المقالة الثانية]

 

اعترف الشيخ مشهور بأن الأحداث الحاصلة لا تبشر بخير يلوح في الأفق القريب، فقال:

"الذي يلوح في الأفق -لا قدر الله- سيطرة الرافضة، وزاد الطين بلَّة (ولاء) خمااش للرافضة وهذه مصيبة كبيرة من مصائب الدنيا أيضًا".

وهذا البيان منه لحالة هذا الفصيل المغامر يتماهى مع ما كان يقرره في قديم قوله، ولعله بدأ -إن شاء الله- يكتشف الضرر الذي تسبب به لما أخذ يصف كل من انتقد خمااش ونقل كلام الألباني وغيره من أهل العلم فيهم وفي أمثالهم بأوصاف قال فيها إن ناقل هذا عن الألباني: [واهمٌ، ومخطئ، ودجَّال، وكذاب]!!

وقد  أردف بعدها بقوله:

"أن تتنازل على أن (لا تكون ضدًا لليهود) جريمة لا تُغتفر. لن يغفرها لكم أحد. وكذلك أن يميل القلب لإيران".

والسؤال هنا: من هو الذي تنازل بحيث لا يكون ضدًّا لليهود؟

أطلبة العلم؟ أم الحُكام؟ أم غيرهم؟

لم يحدد مشهور هذا الصنف وترك بيانه مع الحاجة الماسة لبيانه لنحذر نحن، وهو، ومن معه، والناس كذلك من هذا الصنف الذي فعل هذه الجريمة التي لا ولن تُغتفر من أحد.

وإذا ما تم ربط الكلام السابق مع قوله في بداية المقطع والذي يقول فيه:

"أطعموا أهاليهم، احفظوا أهاليهم، ليس حُبًّا فيهم وإنما حُبًّا في بلادكم. تفادوا الخطر الذي سيأتيكم بعد خمسين عامًا أجلوه لمئتي عام قوموا مع إخوانكم" .

علمتَ أنَّ المعني بهذا الكلام وبالذي قبله هم (الحُكام) لأنه يُعلم بداهة أن الشعوب غير قادرة على إيصال شيء إلى أهلنا في غزة، ومشهور يقول هذا الكلام مع كون الدول العربية لم تُقصِّر في إرسال ما (تستطيعه) من الطعام والشراب والمأوى بل وأُرسلت المستشفيات ونحوها مما يمكن أن يُخفف عن أهلنا بعضَ الذي تسببت به هذه الفصائل جرَّاء مغامرتها الإجرامية، فهل معنى قوله: "قوموا مع إخوانكم" أنه يريد من الدول والحكومات أن تخوض الحرب وتدخل عُنوة في مواجهة -خاسرة- مع العالم أجمع؟!

واضح أن العاطفة قد أخذت منه كل مأخذ ولذلك يقول مثل هذا الكلام المتناقض والذي لا يدل على فهم للواقع ولا حتى للسياسة العصرية فضلًا عن الشرعية، وليس هذا عيبًا فالعالم فمن دونه قد يقع في مثل هذا فهو بشر، ولا يَستغربُ أحدٌ من قولي هذا فقد قرر مشهور في ذات المقطع هذا الجهل الحاصل له فقال:

"وأنا لست سياسيًا ولا أُحب السياسة ولا أصرف شيئًا من وقتي في متابعة الأخبار"!

فيا لله العجب! يستمر بعد هذا الإقرار في تناقضه فيقول:

"لكن الأخبار التي (أقولها) هي أحكام شرعية موجودة في كتاب ربنا وسنة نبينا ﷺ".

ومعلوم لأصغر طالب علم أن قوله هذا مخالف للأحكام الشرعية القائمة على جلب المصالح وتكثيرها ودرء المفاسد وتقليلها وأن مطالبة الدول بالوقوف إلى جانب هؤلاء المغامرين هو الانتحار بعينه، وأنه ليس بين هذه الدول السُّنية وبين الانزلاق في الفوضى والدمار والقتل إلا خطوة واحدة (عاطفية) تخطوها؛ فنحمد الله أنّ حكوماتنا لم تتخذها فتُهلكنا كما أهلكت هذه الفصائل أهلها ودمرت بلادها!

وبالعودة إلى دعوة مشهور إلى قراءة مسوَّدات=(بروتوكولات) حكماء صهيون يمكن أن يقول قائل إنها دعوة لترسيخ هذه المعاني التي طرحها (هرتزل) في مؤتمره الذي تمخض عن هذه المسوَّدات والتي أساسها وغالبية محتوياتها أن اليهود يسيطرون على (حكومات العالم أجمع) في جميع المناحي، وأن الحُكَّام مجرد أدوات بيدهم يُنفِّذون أوامرهم ويعملون على رعاية مصالحهم. وهذا كثير في البروتوكولات الأربعة والعشرين والتي تبلغ صفحاتها المئة صفحة وهي محشوة بهذا الكلام الساقط والخبيث. مع كونه قد يصدُق بعضه في بعض الحكومات التي جاءت على متن (الطائرات الفرنسية) أو تلك التي جاءت على (الدبابات الأمريكية) أو بعض (الحكومات الثورية) التي أنهكت بلدانها بالانقلابات والاستبداد والظلم باسم (الحرية والمساواة والإخاء)!، ولكنه لا ينطبق على الجميع بكل تأكيد.

فبيان التفصيل في هذا الأمر مطلوب ضرورة وإلا لحصل التحاق بعض طلبة العلم الضعفاء وغيرهم من العامة الدهماء ممن سمع هذه النصيحة ممن لا يتمكن من دفع الشبهات عن نفسه =مع احتمال وقوعه في الاقتناع التام بسبب نصيحة متبوع يُشار له بالبنان كمشهور =بركب المتحزبة من الإخوان ومن لف لفهم ممن يبث ومنذ مئة عام = وهي مدة قريبة من صدور هذه البروتوكولات= أن هذه الحكومات -والملكية منها على وجه الخصوص- هي حكومات عميلة وخائنة وموالية أشد الولاء لأعداء الإسلام!

 فإذا عرفت أخي القارئ الكريم أن مسوَّدات=(بروتوكولات) حكماء صهيون قائمة على أن الحكومات العالمية -كلها- مُتصرَّف في رؤوسها من قبل هذه المنظمة السرية وأنهم يُنفذون مخططاتها بإخلاص وتفانٍ فهل يمكن أن يَقبل سلفي ينتهج منهج الصحابة مستنيرًا بهديهم وهدي علمائهم ومن تبعهم في هذا الزمان من الكبار بهذه النصيحة التي أطلقها الشيخ مشهور بهذه الصورة؟

وأنا قرأت هذه البروتوكولات قديمًا أو بعضًا من بنودها واضررت بعد سماعي لقوله أن أعيد النظر فيها مرتين الأولى على عُحالة والثانية بقراءة متمحصة وهي تبلغ أربعًا وعشرين بندًا تقع في مئة صفحة لأرى ما هي الفائدة لطالب علم سلفي أن يقرأها وعنده كتاب ربه وسنة نبيه ﷺ وكلام أهل العلم الراسخين الذين يُحذرون ليل نهار من اتباع سنن اليهود والنصارى؟!

وسأسرد لك أخي القارئ الكريم بعض أهم محاورها وأقوم بربطها بما يجري وبهذه الفصائل التي تختلق الحروب الخاسرة وبحواضنها الرئيسة وعلى قمتها جماعة الإخوان المسلمين والذين ومنذ تأسيسهم ارتبط بعض مرشديهم بالماسون تلك المنظمة السرية التي يمتطي جوادها حُكماء صهيون لتنفيذ مخططاتهم وتحكمهم في العالم سرًّا وجهرًا.

وسأشير -وبالنَّصِّ- من هذه المسوَّدات إلى تنفيذ الإخوان المسلمين لهذه البروتوكولات والسير على خُطى واضعيها من حيث يعلمون أو لا يعلمون، وأن السلفيين الذين اتهمهم مشهور بأنهم ينفذون هذه البروتوكولات الصهيونية هم أبعد ما يكونون عن ذلك. وهم بُرآء من هذه الفرية العظيمة، بل هُم أشد الطوائف محاربة لهذه البروتوكولات الصهيونية بدعوتهم للتحذير من كل ما من شأنه زعزعة الأمن أو نشر الفوضى أو إضلال الناس بالأقوال أو الأفعال الصادرة عن كل من تصدَّر للعامة ولبس لبوس العلم والوعظ والإرشاد باسم الدين فضلًا عن اسم السلفية الصافية النقية دعوة الأمن والإيمان ودعوة التوحيد الخالص لله رب العالمين، وأنا أنصح إخواني الكرام بأن لا يقرؤوها ولا ينظروا فيها عملًا بما عليه السلف الصالح؛ فإن الشُّبه خطافة وإن القلوب ضعيفة، والسلامة لا يعدلها شيء، وأنا أكتب لكم هذا وقد قرأتها من قديم ولكن الله عصمني من تصديق ما فيها أو العمل على نشره بين الناس، والقصد من نشر هذه المقالات بيان أن الأحزاب التي فرقت الأمة هي أولى بالنقد وبيان انحرافها عن جادة السلف بدعوتها إلى أفكار الشرق والغرب باسم (الحرية والمساواة والإخاء وحرية الاعتقاد ومناهضة الحُكام، و.. و..) وأن هذه العناوين الرئيسة هي ذاتها التي تنادي بها هذه البروتوكولات بل وتنص عليها بنصها وينادي بها من وضعها منذ ما يزيد عن مئة عام!

فالله أسأل أن يعصمنا وإياكم من الفتن ما ظهر منها وما بطن.

يتبع...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق