24/06/2011

اعتذار الإمام ابن حزم عن شدَّته

قال أبو محمد ابن حزم الظاهري - رحمه الله تعالى- :


" ولقد أصابتني علة شديدة ولدت عليَّ ربواً في الطحال شديداً، فولَّد عليَّ ذلك من الضجر وضيق الخلق وقلة الصبر والنزق أمراً حاسبت نفسي فيه ، إذ أنكرت تبدل خلقي فاشتد عجبي من مفارقتي لطبعي وصح عندي أن الطحال موضع الفرح فإذا فسد تولد ضده ".

(رسائل ابن حزم: 1/391).


قال أبو موسى: وهل كان ابن حزم يعظم الأئمة الذين أجرى لسانه فيهم أم لا؟


يجيبك هو رحمه الله :


فقد قال في كتابه " الإحكام " :


" أن أبا حنيفة ومالكا - رحمهما الله - اجتهدا وكانا ممن أمرا بالاجتهاد، إذ كل مسلم ففرض عليه أن يجتهد في دينه، وجريا على طريق من سلف في ترك التقليد، فأُجرا فيما أصابا فيه أجرين، وأُجرا فيما أخطآ فيه أجرا واحدا، وسلما من الوزر في ذلك على كل حال ".


وقال رحمه الله :


" بل كان عندنا مالك رضي الله عنه أحد الائمة الناصحين لهذه الملة، ولكنه أصاب وأخطأ، واجتهد فوفق وحرم، كسائر العلماء ولا فرق " .


وقال رحمه الله :


" وأنهم -أبا حنيفة ومالكًا وأحمد - قد نهوا أصحابهم عن تقليدهم، وكان أشدهم في ذلك الشافعي، فإنه رحمه الله بلغ من التأكيد في اتباع صحاح الآثار، والأخذ بما أوجبته الحجة، حيث لم يبلغ غيره، وتبرأ من أن يقلد جملة، وأعلن بذلك نفعه الله به وأعظم أجره، فلقد كان سببا إلى خير كثير ".


(نقلا عن مقدمة المحلى ص:53)


رحم الله الأئمة الأعلام وأجزل مثوبتهم
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق