14/11/2023

السبئية الجدد!

 (السبئية الجدد)

عبدالله بن سبأ اليهودي الذي أحدث في الإسلام سبيل الاغتيالات وأصل طريق الخروج على أهل الولايات، يسير على منواله اليوم(متعمد) و(تابع) و(مُغرر به) وكثيرون لا يدرون حقيقة وأسس طريقته التي كان من نتائجها قتل الخليفة الراشد الثالث ذي النورين زوج ابنتي رسول الله ﷺ عثمان بن عفان.

 

فما هي أعمدة هذا المذهب الهدام وما هي أهم لبناته وكيف يمكن أن يستجر الأعداء ذات التجربة في أزماننا هذه، ودعونا ننقل كلام مؤسس المذهب السبئي بنصه كما أثبته لنا الطبري رحمه الله في كتابه تاريخ الملوك والأمم الشهير بتارخ الطبري...

 

قَالَ ابن سبأ لأتباعه بعد أن مهَّد بمراحلَ من الغلو في عليّ -رضي الله عنه-: "إن عُثْمَان أخذها بغير حق، وهذا وصي رسول الله ﷺ فانهضوا فِي هَذَا الأمر فحركوه، وابدءوا بالطعن على أمرائكم، وأظهروا الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، تستميلوا الناس، وادعوهم إِلَى هَذَا الأمر"...

 

يُكمل الطبري فيقول: "فبث دعاته، وكاتب من كَانَ استفسد فِي الأمصار وكاتبوه، ودعوا فِي السر إِلَى مَا عَلَيْهِ رأيهم، وأظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وجعلوا يكتبون إِلَى الأمصار بكتب يضعونها فِي عيوب ولاتهم، ويكاتبهم إخوانهم بمثل ذَلِكَ، ...

 

... ويكتب أهل كل مصر مِنْهُمْ إِلَى مصرٍ آخر بما يصنعون، فيقرؤه أُولَئِكَ فِي أمصارهم وهؤلاء فِي أمصارهم، حَتَّى تناولوا بِذَلِكَ الْمَدِينَة، وأوسعوا الأرض إذاعة، وهم يريدون غير مَا يظهرون، ويسرون غير مَا يبدون»اهـ.

تاريخ الطبري (4 /340-341)"...

 

الأساس الأول: الطعن في شرعية الحاكم وأنه أخذ الإمرة بغير حق، ويماثل هذا الأساس ما يروجه #الإخونج والطوائف المنحرفة، من أن الحكام اليوم (دكتاتوريون) ولم ينتخبهم الشعب وأتوا إلى الحكم بمساعدة الاستعمار، ويستلبون لذلك نصوصًا وأحداثًا حصلت بعد طرد #العصملي من البلاد..

 

إذن: "إن عُثْمَان أخذها بغير حق، وهذا وصي رسول الله ﷺ فانهضوا فِي هَذَا الأمر فحركوه ".. هكذا يأمر أتباعه كما يأمر #الإخونج_الخمينيين اليوم الناس بتحريك هذا الأمر وهو أن غير الحكام الموجودين أولى بالإمارة والحكم منهم لأنهم كذا وكذا،

 

الأساس الثاني: الإعلام السبأي حيث هي الآلة الأشد فتكًا بالعوام للتغرير بهم، واليوم تتولى قنوات ووسائل للتواصل هذه المهمة الخبيثة والتي كانت قديمًا تستخدم المكاتبات السرية وحول هذا الأساس يقول الطبري: "فبث دعاته، وكاتب من كَانَ استفسد فِي الأمصار وكاتبوه، ودعوا فِي السر إِلَى مَا عَلَيْهِ رأيهم"..

 

الأساس الثالث: يقول ابن سبأ اليهودي لأتباعه موصيًا إياهم: "وابدءوا بالطعن على أمرائكم".. وهذا الأساس من أشد الأسس فتكًا بعامة الناس لأن العامة دهماء أتباع كل ناعق، ولأن أمر السلطان جلل فأي خبر يسمعونه فإنه يأخذ بألبابهم وإن لم يكونوا شهدوا على ذلك، ولكن تجدهم يتناقلون الخبر عن السلطان بالهمس والتصريح والتلميح..

 

واليوم يقوم بهذا الأساس السبأي الخبيث مجموعات كثيرة ممن قُدموا للأمة على أنهم دُعاة ومقدمو برامج وأصحاب فكر وعقول وهم بقضايا الأمة من أمثال رجيع #الإخونج القابع في بريطانيا وأمريكا وتركيا تحديدًا فمنها يبثون خبثهم عبر الأثير ليغسلوا أدمغة الناس عبر قنواتهم، وحيثما تكن قناة لا تشاطرهم الأسلوب يقومون بإسقاطها ولمزها بالعمالة والصهينة!

 

الأساس الرابع: قال ابن سبأ: "وأظهروا الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، تستميلوا الناس، وادعوهم إِلَى هَذَا الأمر"... نعم أمرهم بأن يُخرجوا الطعن في الولاة بقالب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو أساس من أسس الإسلام العظيمة وهو حق أريد به باطل، لكنهم أتوا بباطل وأرادوا به أبطل منه، فراحوا يتهمون صاحب رسول الله ﷺ بالفظائع ويؤلبوا عليه العامة!

 

واليوم يتفنن #الإخونج وأبواقهم بتصوير طعنهم في الملوك والأمراء بصورة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأنهم يغضبون لله من المخالفات التي تحصل هنا وهناك في البلدان العربية -السنية تحديدًا- وأن هذه المعاصي مستلزمة للناس أن تثور وتخلع البيعة من أعناقها لولاتها، ولقد رأينا تحريضهم الدنيء على بلادنا وبلاد المسلمين حتى بلغوا منها مبلغًا عظيمًا فأحلوها دار البوار!

 

واليوم استغلوا الأحداث الجارية في #غزة المنكوبة ليخرجوا قطعانًا متتالية يطبقون الأسس الأربعة للمذهب السبأي الضال وللأسف أخذ أبناء المسلمين يتبعونهم بلا نظر ولا حكمة ولا سؤال ناقد يطرحونه في قضية كان الناس في عافية منها فقامت فئة طائشة تعالت وساوس الشيطان في صدورها دعاها عقلها أو دفعها طمعها أن تتحرش بخنزير مستأسد فقام ينهش ويضرب ويدنس كل ما له صلة بهذه الفئة المغامرة الجهولة، فإنا لله وإنا إليه راجعون!

 

جهاد الأعداء من الصهاينة واجب شرعي وهو منوط بالقدرة ولو تكلف متكلف وخرج عن خموله وقرأ في كتب التاريخ كيف يكون الإعداد لخوض الحروب وما هي الحكمة من إبرام كثير من الخلفاء والأمراء والملوك للصلح مع أعدائهم وتركهم لغزوهم مرات ومرات لكان سيجد أن الدافع السائد هو (حقن دماء المسلمين) وحماية أموالهم وأعراضهم ودينهم، ولا يدرك هذه الحقيقة إلا من تجرد من الهوى ونظر بعين الشرع واستنبط من كتاب الله وسنة نبيه ما يحصل به خيري الدنيا والآخرة..

 

ومن ظن أن مجرد العواطف والشجاعة والمغامرة تأتي بالنصر في واقع أكبر بكثير مما يتوهمه البعض فهو إنسان يحتاج ليُؤخذ على يده ويمنع من الخوض في أمر سُفكت فيه دماء الآلاف وجرح عشرات الألوف وهُجر مئات الألوف بسبب ناهيك عن ما دُمر من البيوت والمشافي والمدارس والمرافق، والشرع أمر بحفظها..

 

أول العلاج الاعتراف بالخطأ ومن لوازم هذا الاعتراف التوقف الفوري عن التسبب في سفك دماء الناس مهما كانت الحجج فالانسحاب لحماية ما تبقى هو النصر المؤزر اليوم فإن رأس المال أثمن من مكاسب مظنونة وحتى رجال المقاومة ومن يخوضون هذه المعركة هم مسلمون والأمة بحاجة إليهم، ومجرد خطئهم لا يعني أن نُسلمهم للصهاينة الأرجاس فإصلاحهم أولى من إتلافهم، وليتقوا الله ربهم في أمتهم وليصححوا ما فرط منهم من وضع يدهم بيد الرافضة ضد أمتهم ودولهم، والله نسأل أن يهدينا سُبل الرشاد وأن يبصرنا بالحق ويجعلنا من أهله ودعاته، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

وكتب لتسع وثلاثين ليلة من العدوان الصهيوني الغاشم على أهلنا في غزة

أحمد بن طريف أبو موسى الغرايبة

غفر الله له ولوالديه ولعامة المسلمين

1 / جمادى الأولى / 1445هـ

14 / تشرين ثاني / 2023م

09/11/2023

معركة حطين ومغامرات المُغامرين!

معركة حطين ومغامرات المُغامرين!

بعد أحداث مفصلية في مصر والشام والأردن وكان أهمها نقض حاكم الكرك (أرناط) للهدنة بين صلاح الدين والصليبيين تهيأت أسباب المعركة بعد أن قام صلاح الدين بالزحف باتجاه قلعة الكرك وحاصرها ودمر زروعها ليقطع عنها الإمدادات ومن ثم اتجه إلى الشوبك وفعل ذات الأمر اتجه إلى بانياس بالقرب من طبرية وأخذ يُعد العدة لحرب الصليبيين، وظل صلاح الدين يُعد العُدة لهذه الحرب (عشر سنوات) مع توافر السلاح والعدة المُكافئة فيه، فلما اقتربت الأمور تشير إلى وقوع هذه المعركة "بدأت القوات الصليبية الزحف في ظروف بالغة الصعوبة في (21 من ربيع الآخر 583هـ = 1 من يوليو 1187م) تلفح وجوهها حرارة الشمس، وتعاني قلة الماء ووعورة الطريق الذي يبلغ طوله نحو 27 كيلومترا، في الوقت الذي كان ينعم فيه صلاح الدين وجنوده بالماء الوفير والظل المديد، مدخرين قواهم لساعة الفصل" نعم هذه الظروف التي أحاطت بصلاح وجيشه وقد كان في طبريا ينعم بالراحة كما تقدم!

إلا أن صلاحًا وهو قائد يعرف محيطه ويعيش قضيته مراعيًا للمصالح والمفاسد التي قد تصيب قومه وأمته قام عندما سمع بمسير الصليبيين وزحفهم نحوه، تقدم بجنده نحو تسعة كيلومترات عن البلدة، ورابط غربي طبرية عند قرية حطين بجانب قرني حطين وهي هضبة عالية مُشرفة، ونقل المعارك من أماكن السكان أمر يفعله القادة بحيث ينأون بالناس عن الالتحام المباشر الذي يذهب ضحيته النساء والشيوخ والأطفال وأولو الأعذار.

في الصورة المرفقة موقع طبريا البلد وموقع المعركة في فضاء حطين حيث كان الجيشان يلتحمان وجهًا لوجه وكان القتال يومئذ بذات السلاح فهل يمكن تنزيل هذا الواقع في معركة حطين على ما يفعله اليوم بعض المجموعات التي تزعم بأن حربها عبارة عن مغامرة مدروسة؟!

وصل الجيش الصليبي على مشارف جبل طبريا وهو الجبل الذي يشرف على جبل حطين. وقد كان صلاح الدين حريصًا على أن يحول بين أعدائه وبين الوصول إلى مصادر المياه خصوصًا وهم متعبون وساروا مسيرًا طويلًا وقد أنهكهم الجوع والعطش، وفي تلك الظروف قام المسلمون بإشعال "النار في الأعشاب والأشواك التي تغطي الهضبة، وكانت الريح على الصليبيين فحملت حر النار والدخان إليهم، فقضى الصليبيون ليلة سيئة يعانون العطش والإنهاك، وهم يسمعون تكبيرات المسلمين وتهليلهم الذي يقطع سكون الليل، ويهز أرجاء المكان، ويثير الفزع في قلوبهم".

هذه هي الظروف التي سبقت وقوع القتال وهي أمور مهمة جدًا في حسم مسار المعارك في ذلك الزمان وهو ما يحاول المتحزبون إسقاطه على واقع مدينة غزة اليوم –أعان الله أهلها ورفع عنهم ما أصابهم- وهذا الإسقاط غير ممكن مع الحالة الغزية وفي ظل التفاوت الهائل بين إمكانيات الطرفين، والنتائج الميدانية خير دليل على حجم الدمار والمخاسر التي تكبدها الغزيون العُزل إذ جُعلوا وقودًا لهذه المغامرة الفاشلة والله المستعان!

بدأ صلاح الدين هجومًا كاسحًا على الجيوش الصليبية بعد أن استغل جُنح الظلام فضرب طوقًا محكمًا حول جيش العدو فأصبحوا في قبضة الجيش المسلم فجاسوا خلالهم قتلًا وأسرًا واضطروهم إلى جبل حطين وحاصروهم "وكلما تراجعوا إلى قمة الجبل، شدد المسلمون عليهم، حتى بقي منهم ملك بيت المقدس ومعه مائة وخمسون من الفرسان، فسيق إلى خيمة صلاح الدين، ومعه (أرناط) صاحب حصن الكرك وغيره من أكابر الصليبيين، فاستقبلهم صلاح الدين أحسن استقبال، وأمر لهم بالماء المثلّج، ولم يعط (أرناط)، فلما شرب ملك بيت المقدس أعطى ما تبقّى منه إلى (أرناط)، فغضب صلاح الدين وقال: "إن هذا الملعون لم يشرب الماء بإذني فينال أماني!"، ثم كلمه وذكّره بجرائمه وقرّعه بذنوبه، ثم قام إليه فضرب عنقه، وقال: "كنت نذرت مرتين أن أقتله إن ظفرت به: إحداهما لما أراد المسير إلى مكة والمدينة، والأخرى لما نهب القافلة واستولى عليها غدرًا".


نعم هكذا تكون خطة القتال وهكذا يكون الإعداد، ولاحظ أخي القارئ الكريم ما هو الحامل لصلاح الدين أن يضرب عنق (أرناط)، لقد كان الدافع الأول كونه أراد المسير إلى مكة والمدينة ليغزوها، وهذا إنما له تعلق بعقيدة صلاح تُجاه هاتين المدينتين العظيمتين فإذا نظرنا إلى فعل المغامرين اليوم لمَّا ضُربت مكة والمدينة بالصواريخ من قبل أوليائهم من الرافضة المجوس طاروا فرحًا وأيدوا الحوثي وشدوا على يده النجسة، ولم يخرج من هؤلاء الأوباش ذَكَرٌ واحد يستنكر الهجوم على المدينتين وفيهما أقدس مسجدين على الأرض!

إذن، عدة صحيحة وعتاد مكافئ وعقيدة قتالية ذات طابع أصيل معلومة البوصلة والراية والقائد والهدف.

وكان من نتائج هذه المعركة العظيمة والمفصلية في تاريخ الأمة أن الصليبيين هُزموا هزيمة نكراء لا زالوا يعانون منها إلى يومنا هذا، فقدوا زهرة فرسانهم، وقُتلت منهم أعداد هائلة، ووقع في الأسر مثلها، حتى قيل: إن من شاهد القتلى قال: ما هناك أسير، ومن عاين الأسرى قال: ما هناك قتيل.

"وغدت فلسطين عقب حطين في متناول قبضة صلاح الدين، فشرع يفتح البلاد والمدن والثغور الصليبية واحدة بعد الأخرى، حتى توج جهوده بتحرير بيت المقدس في (رجب 583هـ = أكتوبر 1187م).

الخلاصة: إن إسقاط المعارك الإسلامية الفاصلة على الأحداث الغزية أو قياسها عليه هو قياس مع الفارق وهو من الأقيسة الفاسدة التي لا يُعتد بها، لأن الله لما أمر بإعداد العدة لم يترك المسلمين يركنون إلى تأييد الله لعباده فحسب بل أمرهم بالأخذ بأسباب هذه النصرة من الاعتصام به وبدينه وبترك الآراء الشاذة والطائشة لأن حفظ النفس من أعظم مقاصد الشرع الحنيف وعصمة الدماء في الإسلام عظيمة وأعظم من الكعبة الشريفة؛ فالمغامرة بدماء الناس بدعوى أن الأمة انتصرت سابقًا (مع فارق الحالتين كما تقدم) يعد ضربًا من الجنون أو التآمر؛ فأي شيء أحسن عند أعداء الإسلام -وهم في قمة قوتهم وجبروتهم وتطورهم على كافة الصعد- من إعطائهم الذريعة لسفك دماء المسلمين العُزل وأعداء الأمة اليوم من أمة الغضب يقف في صفها كل أمم الأرض بجيوشها وأموالها وكل ما تملك من سلاح وعتاد، والأمة الإسلامية –على فرض أنها ستدخل في حرب مع هؤلاء- اليوم في حالة من الضعف الذي لا تملك معه قوت أبنائها لأكثر من ستة أشهر على أحسن تقدير، فعلى المسلمين اليوم أن يعوا أن الأمر ليس بالخطابات الرنانة ولا بالبطولات الوهمية، وإنما باتباع ما أمر الله به من إعداد العدة الإيمانية أولًا ومن ثم العسكرية ومن ثم تنظر الأمة طريقها ويجب على الأمة اليوم أن تعي أن الغرب لن يتركها تتوحد على أمر فيه نفعها وقوتها ولذلك يزرع بين أبنائها من يُنادي بوحدتها وهو أشد الناس بثًا للفرقة والفتنة ويفتح الباب للعدو الرافضي على مصراعيه ليعيث في الأمة الفساد والمستفيد الأول والأخير إنما هو العدو الغاشم الذي يضرب ويستنكر ويستلب من الأمة خيراتها، والله غالب على أمره!

وكتب أبو موسى أحمد الغرايبة

غفر الله له ولوالديه

25/4/1445هـ

9/11/2023م

 

 


28/09/2023

"التشريب" ، "البواحير" استعمال أكوام الملح في معرفة حالة الموسم المطري!

 { قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} [سورة النمل: 65].

"التشريب" ، "البواحير" استعمال أكوام الملح في معرفة حالة الموسم المطري!

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فمع هذا التطور العظيم الذي حصل في مجالات الطقس والمناخ وقراءة التاريخ المطري للبلاد لعشرات السنين بما يقوم به المتخصصون في علوم المناخ والطقس لتوقع ما يمكن أن يكون عليه الموسم المطري بناءً على المعلومات الموثقة يخرج علينا بعض المولعين بالغرائب التي لا أساسًا علميًا لها ولا تقوم على بيانات أو أحداث مسجلة وإنما تقوم على التخمينات والموروثات البائدة والتي لا تخلو من خرافة فضلًا عن ادعاء للغيب ولعلها إلى الكهانة والعرافة أقرب!

يعرف القرطبي -رحمه الله- الكهانة أو العرافة بقوله: «العراف هو الحازر والمنجم الذي يدعي علم الغيب، والتنجيم من العرافة، وصاحبها عراف، وهو الذي يستدل على الأمور بأسباب ومقدمات يدعي معرفتها».

ويقول ابن حجر العسقلاني -رحمه الله-: «والكهانة بفتح الكاف ويجوز كسرها، ادعاء علم الغيب، كالإخبار بما سيقع في الأرض، مع الاستناد إلى سبب». انتهى.

وللوقوف على حقيقة ما يسمى بالتشريب أو البواحير أنقل لك أخي القارئ الكريم تعريف الأستاذ "فريد طعم الله" [مقال على الشبكة العنكبوتية] لها إذ يقول: 

اقتباس: "هي طريقة قديمة في الموروث الزراعي الكنعاني، استخدمها فلاحو فلسطين للتنبؤ بأحوال المناخ في الموسم المطري المقبل باستخدام الملح -ويسمونها في شمال فلسطين ولبنان (البواحير)". 

إذن، موروث وثني من زمن الكنعانيين وتذكر بعض المصادر التاريخية أن "ديانة الكنعانيين تقوم على تقديس مظاهر الطبيعة والكون مثل باقي الديانات القديمة"، وأكثر هذه الديانات قائم على الكهانة والعرافة كما لا يخفى.

ويكمل "فريد طعم الله" مبينًا معنى هذه الطقوس الوثنية: 

"أما طقس التشريب فيتمثل في أن يجمع أطفال القرية الملح من بيوت القرية عصر يوم التشريب، ويوضع الملح في ستة أو سبعة أكوام في العراء ليلة الصليب!! 26-27 أيلول، وكل كوم يمثل شهر من الأشهر 10 حتى شهر 4، وهي الأشهر المطيرة في بلادنا". 

يوم الصليب عند مسيحيي الشرق هو يوم 27 أيلول، وترى هنا أخي القارئ أن أصل العملية متعلق بموضوع مخالف لعقيدتنا كمسلمين ويصادم نصوص القرآن العظيم صراحة، فاعتبار هذا اليوم يوم صلب المسيح -عليه السلام- فيه ما فيه من مخالفة لعقائد أهل الإسلام فتنبه يا رعاك الله!

ويكمل "فريد" قائلًا:

"ويقوم بهذه المهمة شخص (تقي)! والأهم يحمل اسماً لا يحمله غيره في القرية!، حيث يُسمي الله ويقول: "يا سموم اقلب ندا، ما في البلد على إسمي حدا"! أثناء وضع اكوام الملح". 

كما ترى هذه الطقوس المذكورة ليس لها أي اتصال لا بالعلم المناخي ولا حتى بالطقس لا من قريب ولا من بعيد، فما فائدة كون الذي يقوم بالمهمة مسلمًا تقيًا أم كافرًا شقيًا في وضع الملح، وما علاقة ذلك بعملية التوقع؟!

ثم ما هذا السجع الكهنوتي: "يا سموم اقلب ندا، ما في البلد على إسمي حدا"؟! إن فيها طلبًا من الملح (السموم) أن ينقلب ندًا بدليل أن التقي المزعوم ليس في البلد على اسمه أحد، وفي هذا دعاء غير الله وهو من وسائل الإشراك التي نهينا أهل الإسلام عنها!

يكمل "فريد" معرفًا بالطقوس:

"تتم مراقبة أكوام الملح قبل بزوغ شمس اليوم التالي في الصباح الباكر، ويبدأ العد من كومة الشهر الأول أي تشرين الأول، ثم الثاني وهكذا، لمعرفة أي الأشهر فيها شتاء وفير، وأيها شتاؤها ضعيف، فإن كانت إحدى هذه الاكوام تغير لونها وسال ماؤها فهو شهر شتاء وفير. أي أن ذوبان الأكوام أو بعضها يدل على مقدار المطر في الشهر الذي تمثله بمعنى أن الكوم أو الأكوام التي تذوب أكثر (بفعل الندى) تعني توقع أن تشهد أمطارًا وفيرة والعكس صحيح. 

وإذا كانت الكومات كلها رطبة قليلاً فالسنة تكون محلاً (إذا كان الملح جامدًا يكون البرد قارسًا، وإذا ذاب الملح فالشهر يخبئ أمطارًا وافرة وإذا لم يتغيّر حال الملح فالطقس سيكون صافيًا وجافًا). 

هناك من يعتقد أن الملح المستخدم في التشريب يجب أن يكون من الملح الصخري الطبيعي، كما ويجب أن توضع الأكوام على سطح حجر البازلت أو الصوان الذي لا يتأثر بالرطوبة وتكون في اتجاه من الشمال للجنوب".

انتهى الاقتباس.

وكما ترى أخي القارئ الكريم من تعريف طريقة التشريب السابقة الذكر والتعليق عليها أن هذه الطريقة تنضوي على مخالفات شرعية يجب على المسلم تجنبها لأنها تمس صميم عقيدة التوحيد القائمة على أن الله وحده العالم بالغيب المتصرف في الأمور كلها بل وإن تصرفه -تبارك وتعالى- بالمطر من علوم الغيب الخمسة التي اختص ذاته العلية بها فقال في محكم التنزيل كما في سورة لقمان (الآية: 34): {إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}. وقد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أنها لا يعلمها إلا الله، وهذا الذي يفعله هؤلاء الجهلة ليس من علوم الطقس ولا الأرصاد الحديث في شيء لأن علم الأرصاد الحديث قائم على الإحصاءات والتوقعات المبنية على الأرشيف المطري في بلد ما وعلى توالي الأمطار ونزولها وانقطاعها عبر عقود متتابعة وباستخدام وسائل قائمة على المشاهدات ورصد حركة الرياح والسحاب والبرودة والحرارة في مياه البحار والمحيطات وتأثيرات البراكين والزلازل على تغير المناخ، فشتان بين العلوم التطبيقية وبين الكهانة الغابرة ليأتينا رجل أمي لا يعلم كوعه من كرسوعه ليضع كومات من الملح يصيبها الندى في يوم ما ليقول على إثرها موسم مطري وافر أو موسم ممحل، ولو وضعها في أيام غير أيام الصليب المزعومة لربما كان الندى أشد والسيلان للملح أعظم!

وهنا لا بد من التنبيه إلى أن الإسلام لم يمنع من الاستدلال على الأشياء بصفاتها والظروف المحيطة بها كمن يستدل بالأثر على المسير والبعرة على البعير، وهو ما يمكن تسميته بالاستشراف للمستقبل، فهذا لا بأس به، وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعجبه الفأل الحسن ونحن نتفاءل بعظيم كرم الله -عز وجل- بأن يجعل هذا الموسم موسم خير وبركة وغلة عظيمة مباركة على جميع إخواننا المزارعين الذين عانوا من تقلب المواسم السابقة وتأخر المطر وانقطاعه مددًا طويلة، فاللهم نسألك الخير والبركة والرزق الحلال، وأن تجعلنا ممن يجرد التوحيد لك وحدك لا إله غيرك ولا شريك لك، ونسألك اللهم أن تعاملنا بجميل لطفك وعظيم امتنانك بالصلاة على نبيك.. آمين.

وكتب مصليًا مسلمًا على النبي وآله وصحبه

ظهيرة يوم الخميس 13 من ربيع الأول 1445هـ

أخوكم الصغير

أبو موسى أحمد بن عياش الغرايبة

غفر الله له ولوالديه وللمسلمين

والحمد لله رب العالمين

27/07/2023

الطاعة من الزوجة والأبناء ثمرة المحبة!

 

الطاعة من الزوجة والأبناء ثمرة المحبة!

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه واقتفى أثره..

أما بعد:

فالمحبة الصادقة النابعة من القلب لشيء أو إنسان فإنها تورث الطاعة والانقياد لهذا المحبوب فهي -أي الطاعة- ثمرة لهذه المحبة المُدَّعاة، وتاليًا في هذه الكليمات القليلة أسلط الضوء على هذا الموضوع لعل الله أن ينفعني به وينفع به من قرأه.

- الطاعة لغة: [اقتباس]: هي الاسم من قولهم: أطاعه يطيعه طاعة، والمصدر الإطاعة، وهي مأخوذة من مادّة (ط و ع) الّتي تدلّ على الإصحاب والانقياد*.

فالطاعة الانقياد لمن يحب والمُضي في أمره على ما أراده منه الآمر له.  كما يقال لمن وافق غيره قد طاوعه. قال تعالى: ﴿وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً (آل عمران/ 83).

والطّاعة أكثر ما تقال في الائتمار لما أُمر به والارتسام فيما رُسم، يقال: طاعه يطوعه (طوعا) ، وطاوعه، يطاوعه مطاوعة.

قال ابن منظور: والطّواعية اسم لما يكون مصدرا لطاوعه أي للمطاوعة يقال: طاوعت المرأة زوجها طواعية.

- ‌‌الطاعة اصطلاحا:

[اقتباس]: قال الجرجانيّ: الطّاعة هي موافقة الأمر عندنا (معشر أهل السّنة).

وقال الكفويّ: الطّاعة فعل المأمورات ولو ندبا، وترك المنهيّات ولو كراهة. [انتهى].

إذن، الطاعة معناها ظاهر من لفظها، وقد قيدها الشارع بالمعروف، فكثيرون من الناس يدعون المحبة وتفضحهم مواقف الطاعة، فلو وافقت الطاعة قبل المحب لزادت وأثمرت من الخير ما الله به عليم فالولد لا يتمكن حبه من قلب والده إلا بمقدار طاعته لهذا الوالد، لذلك تجد الفارق في محبة الأبناء إنما مناطه شدة طاعتهم وانقبادهم لأمر الوالد وموافقته على مُراداته، وكذلك الزوجات فمحبة إحداهن مقياسها الطاعة والانقياد لما يحبه الزوج ويرضاه ولو كان مكروهًا للزوجات -شريطة أن لا تكون الطاعة في أمر معصية-، لذلك قال ابن القيم - رحمه الله- في كتابه «الفوائد»: «إذا علقت شروش المعرفة في أرض القلب نبتت فيه شجرة المحبّة، فإذا تمكّنت وقويت أثمرت الطّاعة، فلا تزال الشّجرة تؤتي أكلها كلّ حين بإذن ربّها».

فإذا كان عكس ما ذُكر كانت الشجرة كالهشيم يابسة عقيمًا لا تُثمر ولا يرغب بها صاحبها ولا ينتفع بها كشجرة تساقطت أوراقها فلا هي يُجنى من ثمرها ولا هي بِالْيُسْتظلُّ بظلها؛ وقد يؤدي به الأمر إلى قطعها!

فالطاعة وقود المحبة والمودة وبها تزهو الحياة وتطيب، فكلما كانت الطاعة أشد كلما كانت الحياة بعيدة عن الضغائن والإحن والشكايات، وكلما كانت النفوس أهدأ وأطيب فالمعاكسة والمُضادة وعدم الانقياد للأوامر يورث الغل والحقد واللامبالاة ويؤدي إلى الكراهية والبغض فالنفوس مجبولة على محبة من يطيعها وينقاد لها، ألا ترى أن النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر خير متاع الدنيا ذكر المرأة الصالحة، وذكر في صفاتها أنها مطيعة لبعلها ومنقادة لأمره، فقال: إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت.

وقال: أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة. والرضى إنما يتأتى من الطاعة لذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لغير الله، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، والذي نفس محمد بيده، لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها كله، حتى لو سألها نفسها وهي على قتب لم تمنعه.

والمعنى هنا ظاهر وهو الطاعة، فإذا كانت الطاعة واجبة في أعلى مقاصد الزواج وهو قضاء الوطر، فمن باب أولى فيما دون ذلك، وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه سئل: أي النساء خير؟ قال: التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها وماله بما يكره.

وقد سمى النبي المرأة المطيعة كنزًا أي مُدخرًا للحياة وقسوتها يهجع المرء إليه ويطمئن به فقال صلى الله عليه وسلم: ألا أخبرك بخير ما يكتنز المرء؟ المرأة الصالحة؛ إذا نظر إليها سرته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته.

[اقتباس]: وهذه الطاعة عامة في كل ما وافق الشرع والعرف، قال في عون المعبود شرح سنن أبي داود في شرح هذا الحديث: قوله: بخير ما يكنز المرء أي بأفضل ما يقتنيه ويتخذه لعاقبته المرأة الصالحة أي الجميلة ظاهرا وباطنا... قيل: فيه إشارة إلى أن هذه المرأة أنفع من الكنز المعروف، فإنها خير ما يدخرها الرجل لأن النفع فيها أكثر لأنه إذا نظر -أي الرجل- إليها سرته أي جعلته مسرورا لجمال صورتها، وحسن سيرتها، وحصول حفظ الدين بها، وإذا أمرها بأمر شرعي أو عرفي أطاعته وخدمته، وإذا غاب عنها حفظته.

وطاعة الزوج مقدمة على طاعة كل أحد حتى الوالدين، لأن حقه عليها بعد زواجها به أعظم من حق والديها، قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: المرأة إذا تزوجت، كان زوجها أملك بها من أبويها، وطاعة زوجها عليها أوجب. [انتهى].

وطاعة الأبناء تبع لهذه الطاعة بل هي أوجب فهي من البر المأمور به، وفي الحديث: رضا الرب في رضا الوالد وسخط الرب في سخط الوالد.

قال المناوي في فيض القدير: ‌رضا ‌الرب في رضا الوالد وسخط الرب في سخط الوالد) لأنه تعالى أمر أن يطاع الأب ويكرم فمن امتثل أمر الله فقد بر الله وأكرمه وعظمه فرضى عنه ومن خالف أمره غضب عليه.. وهذا وعيد شديد يفيد أن العقوق كبيرة وقد تظاهرت على ذلك النصوص.

قال الزين العراقي: فإن قيل: ما وجه تعلق رضى الله عنه برضى الوالد قلنا: الجزاء من جنس العمل فلما أرضى من أمر الله بإرضائه رضي الله عنه فهو من قبيل لا يشكر الله من لا يشكر الناس قال الغزالي: وآداب الولد مع والده أن يسمع كلامه ويقوم بقيامه ويمتثل أمره ولا يمشي أمامه ولا يرفع صوته ويلبي دعوته ويحرص على طلب مرضاته ويخفض له جناحه بالصبر ولا يمن بالبر له ولا بالقيام بأمره ولا ينظر إليه شزرا ولا يقطب وجهه في وجهه. انتهى.

فالطاعة إذن ثمرة المحبة والانقياد وعدمها ثمرة العصيان والفساد، لذلك أنشد الشافعي -رحمه الله-:

تَعْصِي الإِله وَأنْتَ تُظْهِرُ حُبَّهُ :: هذا محالٌ في القياس بديعُ

لَوْ كانَ حُبُّكَ صَادِقاً لأَطَعْتَهُ :: إنَّ الْمُحِبَّ لِمَنْ يُحِبُّ مُطِيعُ

في كلِّ يومٍ يبتديكَ بنعمةٍ :: منهُ وأنتَ لشكرِ ذاكَ مضيعُ

وقياسًا عليه فطاعة الزوج والوالد مع ما يبذله من تعب وتحمل لمشاق الحياة وتربية وإنفاق للغالي والنفيس في سبيل توفير ما تحتاجه أسرته من الحياة الكريمة ولو على حساب نفسه وصحته وقوة بدنه موجب لكل ذي عقل أن يطيع ولا يعصي وأن يوافق ولا يخالف وأن يصون ولا يخون وأن يقدم في سبيل إرضاء هذا الولي كل جميل ويبتعد عن كل ما يكدر صفوه ويزعج قلبه، وإلا كانت المحبة مُدَّعاة غير صادقة ومنحولة غير أصيلة في النفوس، وكل نفس بما كسبت رهينة وكل إنسان ألزمه الله طائره في عنقه ويُخرج له يوم القيامة كتابًا يلقاه منشورًا ويقول له: اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبًا، أعاذنا الله من الوقوف بين يديه وصحائفنا مليئة بالحقوق لمن ولاه الله أمرنا وأعاننا على شرور أنفسنا ووقانا ميتة السوء وموقف السوء، وشرح صدورنا للإيمان وزينه في قلوبنا، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

وكتب لتسع مضين من شهر الله المحرم سنة خمس وأربعين وأربعمئة وألف من الهجرة:

أبو موسى أحمد بن عياش الغرايبة

غفر الله له ولوالديه وللمسلمين

 

 

طورُ التَّحول والتحوُّر الإخواني الجديد بعد قرب انهيار الجماعة والانتقال إلى أرضية جديدة وخصبة لزرع الأفكار الخارجية المتأصلة في فكر الجماعة! (التمهيد)

  (1) طورُ التَّحول والتحوُّر الإخواني الجديد بعد قرب انهيار الجماعة والانتقال إلى أرضية جديدة وخصبة لزرع الأفكار الخارجية المتأصلة في فكر...