30/04/2024

(وجهة نظر) استغلال الإخوان والأحزاب اليسارية مظاهرات الجامعات الأمريكية في نشر الفوضى في البلاد!

 (وجهة نظر) استغلال الإخوان والأحزاب اليسارية مظاهرات الجامعات الأمريكية في نشر الفوضى في البلاد!

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى، أما بعد:

فمما لا يعرفه الكثيرون من إخواننا ممن لا معرفة له بمذاهب الغرب بشِقَّيه الأوروبي والأمريكي، ويستغله بعض الماكرين في التدليس على الأمة وخصوصًا فيما يتسببون به من مآسيَ لأبناء الأمة الذين لا ناقة لهم ولا جمل في الصراعات السياسية المنشود منها الوصول إلى سُدَّة الحُكم، أن الغرب بعد الحرب العالمية الثانية لملمَ شتات أمره ونبذ الأديان كُلها فطغى عليه الفلسفة العلمانية في الحكم وجعل الأديان وخاصة النصرانية متقوقعة في الكنائس وعلى بعض وسائل الإعلام -مع تمويله لحملات التبشير في إفريقيا خاصة وغيرها من الدول عامة-.

فأخذ فلاسفتهم بتقرير ونشر قِيَمٍ عُليا كانت نبراسًا لهم فيما يبتغون تحقيقه من مكاسب دنيوية، فانتشرت مدارس ومذاهب فلسفية وسياسية شتى، ولكنها جميعًا تُقرر هذه القِيَم العليا، كـ (العدالة الاجتماعية، والحرية المطلقة بجميع أشكالها، و"حقوق الإنسان، والديمقراطية، والحكم الرشيد، ومحاربة الفساد المالي والاستبداد السياسي")، وأصبحت هذه القيم العليا تُدرس للأجيال في المدارس والجامعات حتى غدت العناوين الرئيسة لسياسات الدول والأحزاب المتداولة للسلطة السياسية في البلاد، ولما رأى الغرب أن خروجه من المنطقة العربية وجنوب إفريقيا والدول الآسيوية رأى أنه خسر كثيرًا من الموارد التي كانت وقود تطوره وصناعاته بأنواعها المختلفة، فكان السياسيون وأصحاب القرار يبحثون عن طريقة يتمكنون بها من الاستيلاء على مقدرات الأمم النامية -بحسب وصفهم- من دون أن تثور ثائرة الشعوب الغربية =(دافعو الضرائب) على حكوماتهم التي تجعل في برامجها الانتخابية القيم المذكورة آنفًا؟

فكيف يمكن أن تُقنع شابًا يَدْرُسُ في الجامعة أن الاستبداد السياسي والتدخل في شؤون الآخرين جريمة كبرى، وأن الإنفاق الضخم على التسلح إنما هو لحماية الأمن القومي للبلاد من الأخطار المُحدقة بها وليس لاستخدامه في تدمير الأمم والشعوب وقتل الإنسان وخاصة النساء والأطفال؟!

فكان من مكر الساسة أن أشاعوا أنهم سيقومون بنشر هذه القيم في دول العالم النامي والعالم المتخلف عن ركبهم الحضاري، وأنهم سيسعون بكل وسيلة لنشرها وإلزام الشعوب بها، ومع وجود حكومات عسكرية في بلدان العالم الثالث كانت الخُطة أن يخلقوا تيارات مُناهضة لهذه الحكومات باسم المعارضة السياسية والديموقراطية، فإذا ما حصل الصدام بين التيارات المتنازعة على الحُكم وبين الحكومات الموجودة حصلت القلاقل ولربما تطور الأمر إلى حمل السلاح والتقاتل فيما بينها، فتتم لهم الحُجة أمام شعوبهم بأن من واجبهم كدول عُظمى أن يحولوا دون سفك دماء المدنيين من النساء والأطفال والشيوخ، فتتحرك الجيوش والأساطيل العسكرية للفصل بين المتنازعين والمكوث على صدور أهل البلاد، ومن ثم تغذية الصراع واللعب على الطرفين فتدعم هؤلاء بالسلاح وتدافع عن هؤلاء بالسلاح فتنهار البلاد ويبدأ مخطط الدعم المالي وتتضخم المديونية فيكون لزامًا على المَدين أن يُنفذ بعض ما يريده دائنه ويقرر كثيرًا من قيمه العُليا الغربية في مجتمعات تختلف تمام الاختلاف عرقيًا ودينيًا وأخلاقيًا، ويتزامن مع هذا المخطط الماكر دعاية في الدول الغربية مفادها أن الأمة الأوروبية أو الأمة الأمريكية قد أنقذت النساء بنشر حقوقهن وأنقذت الأطفال بتقرير حريتهم واختياراتهم، وأنقذت الدول بدعمها ورعايتها لمصالح الغرب! فتعيش الشعوب الغربية نشوة الحضارة وعظمة العلمانية، وتكريس القيم العُليا!

فهل ما يحصل من مظاهرات واعتصامات في الجامعات الأمريكية هو نتيجة للإجرام الصهيوني بحق أهل غزّة المظلومين لأنهم ظُلموا وشُرِّدوا وقُتلوا؟

أم أنه بسبب إنهيار القيم العليا الغربية على يد ساسة دعموا بأموال دافعي الضرائب آلة حربية تبيد شعبًا أعزلًا أكثر ضحاياه من النساء والأطفال؟

وللإجابة على ذلك لنضرب مثالًا واقعيًا حاضرًا وهو الحرب الروسية الأوكرانية، لماذا لم تقم ثائرة هؤلاء الطلبة ويخرجوا في مواجهات كما هو حاصل الآن؟

إن الحرب الروسية الأوكرانية حرب بين جيشين نظاميين يُحارب أحدهما الآخر دفاعًا عن مصالح قومية وأهداف أمنية، فدخول ودعم الساسة الغربيين لأحد الطرفين مُبررٌ عند هذه الشعوب، وله وجهته المنطقية التي يمكن أن تُقبل إلى حدٍّ ما، بينما الحالة الغزيَّة فمختلفة تمامًا فهي حرب من طرف واحد يمتلك كل أسباب القوة وبأعتى الأسلحة التدميرية التي تنزل كالعاصفة على رؤوس الأطفال والنساء والمدنيين المكشوفين تمامًا وما الدعم الغربي لهذه الآلة إلا على حساب أموالهم ورخائهم وامتيازات هذه الشعوب في بلدانها، فإذا تقرر عند الشعوب انهيار هذه القيم وتنكب سبيلها فإن الخروج لإنكارها واجب تحتمه الفلسفة الغربية التي تتمتع بها الشعوب وخصوصًا فئة الطلبة الجامعيين الذين يناقشون بشكل يومي آفاق وسبل نشرها وتطبيقها!

إذن، الأمر ليس كما يُصوره #محور_الشر من أنها انتفاضة لأجل دماء الغزيين فلا تنخدع يا رعاك الله!

وبما أن جماعات الإسلام السياسي وحُلفاؤهم من اليساريين مَكرَةٌ لا يتوانَوْن عن استغلال أي فرصة وأي حَدَثٍ يحصل هُنا وهناك لصالح مخططاتهم لنشر القلاقل في البلاد ومضايقة السلطات وإحراجها وتصويرها بصورة التآمر والموالاة التامة وقمع الحريات، للتوسل إلى إسقاطها شعبيًا فقد قاموا باستغلال هذه الأحداث وبدأت قنواتهم بنشر أحداث المظاهرات أكثر من نشر الأشلاء والقتل والدمار في المحرقة الغزيَّة ولسان حالهم يقول: هذه الجامعات الأمريكية قد ثارت وتحركت فأين جامعاتنا وأين طلابنا؟

وما ذلك إلا ليفتحوا جبهة جديدة تزيد من التوتر وتدفع السلطة دفعًا إلى مواجهة أبناء الشعب –وخاصة الطلاب-، فتمنعهم وتقمعهم لتصبح الدولة في لسان الإعلام الحزبي الموجَّه –مرة أخرى- مدافِعة عن الاحتلال وشريكة له في القتل والتدمير والحصار والتجويع!!

 إن الفجوة الثقافية الكبيرة بين شعوبنا وشعوب الغرب لتجعل غير العارف بالمبادئ الغربية أو طريقة فهم الأحداث لدى شعوبها تُشكِّل أرضية خصبة لتمرير إعلام #محور_الشر ما يريده في عقول الشعوب التي تثور لأدنى عاطفة، فكُن على وعي تام أخي القارئ الكريم فإن الحُكم على الشيء فرعٌ عن تصوره، ونسأل الله أن يعصم دماء أهلنا في غزَّة وأن يُفشل سعي المفسدين ويرد عدوان المُعتدين، وأن يُبرم لأمتنا أمر رشد يُعزُّ به أولياؤه ويُذل به أعداؤه، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

 وكتب لتسعٍ بَقين من شهر شوال سنة خمسٍ وأربعين

أبو موسى أحمد الغرايبة

غفر الله له ولوالديه وللمسلمين

آمين.. آمين

بالصلاة على سيد الأولين والآخرين

والحمد لله رب العالمين.

 

#نظرات #مُذلون_مُهانون #فكر! #تنوير

 


21/04/2024

طورُ التَّحول والتحوُّر الإخواني الجديد بعد قرب انهيار الجماعة والانتقال إلى أرضية جديدة وخصبة لزرع الأفكار الخارجية المتأصلة في فكر الجماعة! (التمهيد)

 

(1)

طورُ التَّحول والتحوُّر الإخواني الجديد بعد قرب انهيار الجماعة والانتقال إلى أرضية جديدة وخصبة لزرع الأفكار الخارجية المتأصلة في فكر الجماعة!

(تمهيد)

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

فلا شك أن طلب العلم الشرعي من مصادره الأصيلة -الكتاب والسنة- هو من أعظم أسباب العصمة لشباب الأمة، وهو المانع -بعد توفيق الله- من السقوط في دركات الفتن الاعتقادية والسلوكية، وقد دأبت الأمة وعلماؤها منذ بزوغ فجر الإسلام على الاهتمام بهذا الأصل الأصيل والحث عليه وتيسير سُبله، وقد حرص الصحابة وهو أول علماء الأمة وتلاميذ خير البشر على بيان معالم الدين -فقهًا واعتقادًا وسلوكًا- فلم يتركوا شيئًا بلغهم عن الصادق الأمين إلا وبينوه ورووْهُ عنه وعن كبار أصحابه، فكان الجيل الأول جيلًا معصومًا من الاجتماع على ضلالة -أيِّ ضلالة كانت- لأنهم أقرب الأمة إلى الوحي المُنزَّل على نبينا ﷺ وهم مُبلِّغوه عنه.

وكان مما نقلوه عن الصادق المصدوق ﷺ أن خير القرون قرن النبي ﷺ ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يفشو الكذب! فلما بلغت الأمة هذا المبلغ الأخير بعد القرون الثلاثة المفضلة واختلطت الأمم بأمة الإسلام وبدأت تتسلل إلى الأمة أفكار كان قد حذَّر منها النبي ﷺ من قبل نهض علماء الأمة من الصحابة والتابعين وتابعيهم من الأئمة بواجب البيان والذود عن حياض الدين والرد على المخالفين ومتنكبي سبيل المؤمنين، فكانت كل فئة من المردود عليها تجعل لها رأسًا أو رؤوسًا يقومون بتغذية فكرتهم بالشبه والتأويلات التي يبتغون بالسلوك عليها صرف الناس عن الحق المبين وعن منهج الأنبياء والمرسلين، فخرجت القدرية وقد رد عليها ابن عمر وتبرأ منها، وخرجت الخوارج فقام لها عليٌّ ومن معه من الصحابة والتابعين فجادلوهم بما معهم من الحق فرجع بهذا أمم منهم لما سمعوا دليل الحق وأنار الله قلوبهم بنوره، ومن أخذت الضلالة شغاف قلبه واستحكمت من خلايا عقله قاموا بقتاله واستئصاله حتى باتت فرقة الخوارج مشردة طريدة في كل ديار الإسلام، يحكم عليها أهل العلم بالمروق من الدين ويصفونهم بما وصفهم به رسول رب العالمين ﷺ من كونهم شرُّ قتلى تحت أديم السماء، وأنهم كلاب أهل النار، وهذه الطائفة تحديدًا هي محل كلامي في مقالتي هذه مبينًا بما أستطيعه من اختصار تحوراتها وأوجه خروجها على الأمة وانتقالها انتقال الآفات المُهلكة من قميص إلى آخر تلبيسًا على المسلمين ومراوغة لطلبة العلم ممن يرد عليهم ويبين ضلالهم وعوارهم، فأسأل الله الإعانة والسداد والتوفيق والرشاد!

وهنا لا بُد من القول أن الأمة بعد القرون المفضلة تفرقت فرقًا وجماعات وأحزابًا متعددة كل فرقة منها تزعم أنها صاحبة الحق والوصية على الخلق، فلكل فرقة أدبياتها وأصولها التي ترجع إليها ولها مُعظَّمون ترجع إليهم وتنهل من معين مقالاتهم، وقد أخبر نبينا ﷺ عن هذا التفرق الحاصل في الأمة وأخبر أنه سيكون افتراق أمة الإسلام -كما كان افتراق اليهود والنصارى- على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة هي الجماعة وهي ما كان عليه النبي ﷺ وأصحابه رضي الله عنهم وأرضاهم.

وقد خرجت فرق انحرافها فكر عقدي لا يتعدى مذهبها الخلاف الفكري كالقدرية والمعتزلة والمرجئة والأشاعرة وغيرها من الفرق الكلامية التي ردَّ أهل العلم عليهم بالبيان الشافي والحجة البالغة من الكتاب والسنة وأقوال السلف فكان أهل العلم سيفًا مصلتًا على رقاب مقالاتهم يسفكون دماء ضلالاتهم على مذابح السنة الغراء ليطهروا جسد الدعوة من كل دخيل عليها فلم تقتصر ردودهم وتحذيراتهم على الأقوال وحدها بل تعدت إلى تحذيرهم الأمَّة مِن كل مَن يحمل هذه الأفكار والعقائد الفاسدة بل وحذروا من مجالستهم أو مخالطتهم أو مناكحتهم لأن في ذلك رميًا للنفس في تهلكة الهوى والضلال؛ فصنف العلماء المصنفات في الرد على هؤلاء ورووا آلاف الروايات عن العلماء وتحذيراتهم وتناقلوها وفي كتبهم سطروها نُصحًا للأمة وصيانة للدين.

بَيْدَ أنَّ الفئة الأخطرَ على جماعةِ المسلمين والتي تُهدد أرواحهم هي فرقة الخوارج المارقين ممن حملوا السيف وسفكوا الدماء المعصومة باسم حكم الله وباسم الكفر والردة لأدنى شبهة وعند وقوع أدنى معصية، وكان أشد خطرهم هو السعي في تكفير الولاة والسلاطين والاستدلال على ذلك بنصوص الشرع العامة لإقناع العامة والدهماء بأنهم من ربقة الإسلام خرجوا وبأن أوجب الواجبات على الأمة إزالة ملكهم وإقامة غيرهم ولو تسبب ذلك بإزهاق أرواح الآلاف من الموحدين وبخراب ديارهم وتسليط الأعداء المتربصين بهم عليهم!

فكان أول من ذاق ثمرة التحريض للخروج ذي النورين وثالث الخلفاء الراشدين زوج بنتي رسول رب العالمين عُثمانُ بن عفان أمير المؤمنين، فقتلوه صائمًا وهو يقرأ كتاب الله فسقطت قطرة من دمه على قول ربه: فسيكفيكهم الله!

ثم ذاقه ابن عم الرسول ﷺ عليُّ بن أبي طالب زوج سيِّدة من سيدات نساء أهل الجنة وأول آل بيت النبوة لحوقًا بأبيها ﷺ فاطمة -رضي الله عنها- فضربه ابن مُلجم ضربة فلق بها جبهته حتى اخضلَّت لحيته بدمائه؛ فقام عمران بن حطان وهو من شعراء الخوارج القعدية يمدح ابن ملجم فيقول:

يا ضربة من تقي ما أراد بها :: إلا ليبغ من ذي العرش رضوانا!

إني لأذكره حينا فأحسبه :: أوفى البرية عند الله ميزانا!

نعم أخي القارئ هذا هو حال خليفتي رسول الله ﷺ مع هؤلاء الخوارج المارقين فما بالك بمن جاء بعدهما ممن هو لا شك أدنى منهما مرتبة ولعله أقل منهما تقوى وورعًا وحفظًا لبيضة الدين ؟!

نعم! هذا ما آلت إليه وتسببت به فكرة الخروج على السلطة الحاكمة سواءً كانت خلافة راشدة أم مُلكًا أم بأي صورة مما حصل في بلاد المسلمين إلى يومنا هذا، وأنت ترى أنه وبسبب هذه الفرقة راح أفاضل أصحاب النبي وأبناء عمومته وأصهاره، وقُتل بسببها أخيار الأمة منذ ذلك العهد وإلى يومنا هذا، فما حصل بخروج الخوارج خير للأمة قط، بل كانت على الدوام سببًا في استباحة دماء الأمة وتسليط الأعداء عليها، والله المستعان!

وفكرة الخروج مع قِدَمِ جذورها وتكرار حصولها في سائر دول الإسلام إلا أنها تتخذ أشكالًا ومناهج وتتخفى في كل مرة خلف فكرة جديدة أو دعوة يقوم بها شخوص وجماعات ليمرروا على العامة والدهماء هذه الأفكار، وليس شرطًا في هذا الفكر أن يكون حاملوه يسعون إلى إسقاط الدول واستبدالها بغيرها، فقد يكون مجرد فكرٍ يحمله صاحبه ويبلغه غيره من غير دعوة لحمل السلاح ولا حتى لجمع الناس، وقد يتطور الداعي للخروج فيجد فرصة في تطبيق فكرته فيسعى لإزالة الولاة وقتل المخالفين، وقد يُظهر موافقة الدول ويسعى في رضى الحكومات بل ويدخل في إمرتها ويعمل ببعض أمرها تدليسًا وتعمية عليهم أن يكتشفوا أمره ورغبة منه في تضليل غيره، وتنويعًا بأساليب الوصول إلى السلطة والدخول فيها، وقد عرف الشهرستاني في كتابه «الملل والنحل» (1/ 114) الخوارج بقوله:

«كل من خرج على الإمام الحق الذي اتفقت الجماعة عليه يسمى خارجيًا، سواء كان الخروج في أيام الصحابة على الأئمة الراشدين؛ أو كان بعدهم على التابعين بإحسان، والأئمة في كل زمان».

وقد مرت الخوارج كما ذكرنا آنفًا بأطوار كثيرة وكان لهم فرق متعددة ليس هذا مجال ذكرها وتفصيل آراء أصحابها وإنما محله كتب الملل والنحل والفرق فالقوم ولَّادون ولهم في كل فترة من الزمان بناتٌ وبنون، ولكن نقفز هنا على هذه الأزمان لنذكر خروجهم في زماننا وبعض فرقهم التي يُخفون فكرتهم وقَرْنَهُم خلفها.

وعليه فالفكرة الأساس التي يحملها أصحاب فكر الخوارج قائمة على أصلين اثنين كما ذكر ذلك علماء أهل السنة وهما الخروج بالسيف على أئمة الجور، وتكفير أصحاب الكبائر من المسلمين، وتتردد بين هذين الأصلين أفكار ونزعات تقترب حينًا من حمل السيف وآخر من التكفير الصريح للمسلمين، وقد يذهب بعضهم إلى التحريض وشحن العامة على ولاة أمرها بدعاوى دُنيوية بحتة كالاستئثار بالمال ونحوه، وقد تكون لأسباب شرعية إلا أنها لا تُخرج الحكومات من دائرة الإسلام ولا تستدعي التكفير والإخراج من الملة وإنما تستدعي النصيحة بالطرق الشرعية والصبر عليها وبالدعاء بالصلاح والسداد، فالخوارج بفكرهم الجديد إما أن يكونوا حَمَلة للسلاح يسفكون الدماء ويستبيحون الأعراض بدعوى التكفير الخطير، وإما أن يكونوا أبواقًا وظيفتها التحريض والشحن إلى أبعد مدًى وتضخيم الأخطاء والمعاصي الصادرة عن الحكومات وعن الشعوب حتى تقنَع فئة بكُفرية البلاد والعباد فيخرجون مع الخارجين بالسلاح. وإما أن يكونوا (قَعْدِيَّة) يزينون الخروج ويرضون به لكنهم لا يخرجون ولا يحملون السلاح فيحصل بسببهم النتيجة الحتمية لهذا الفكر على مر العصور وهو سفك الدماء المعصومة واستبدال الخوف بالأمن والخراب بالعمران!

والإخوان المسلمون -وهم موضع هذا البحث- لهم سهم في كل صنف من هذه الأصناف المذكورة ولهم منها النصيب الأكبر فمنذ خروجهم وتأسيس فرقتهم الإخوانية إبَّان سقوط الدولة العثمانية لا تنفك انقساماتهم وانشقاقاتهم فمنهم حمل السلاح ومنهم اتخذ من الثورات والمماحكات مع الحكومات والدول منهاجًا يسير عليه ويستقطب الموافقين له فتوجهوا إلى عامة الأمة ودُعاتها بأفكارهم وزينوها بالقول والأعمال الخيرية وإظهار الحرص على بيضة الإسلام حتى حصل من الفتن والبلايا على أبناء الأقطار الإسلامية التي كانوا فيها من البلايا ما شاهدناه وعرفنا آثاره والتي بين خطرها العلماء والدعاء الصادقون بما لا يترك مجالًا لمتشكك في أن هذه الجماعة الإخوانية بالتحديد كانت أكبر عقبة في وجه الدعوة المحمدية الحقة التي تُرجع الأمة إلى فهم سلفها الصالح وفق نصوص الكتاب والسنة!

فكيف استطاع شاب في مقتبل العمر من تأسيس جماعته وكيف تمكن من نشر فكرته حتى عمَّ ضررها وانتشر بين الناس فكرها؟!

12 / 10 / 1445هـ / 21 / 4 / 2024م

(يتبع)

 

الإخوان المسلمون والخمور ومواضع الفجور

 

#الإخوان_والخمور_ومواضع_الفجور

هل يمنع #الإخوان_المسلمون الخمور والملاهي الليلية والكباريهات إذا وصلوا إلى سُدَّة الحُكمة؟

نشرت صحيفة السبيل الإخوانية يوم السبت 18/مايو/2013 مقالًا بعنوان (التضييق على الخمور في مصر شعبي اكثر منه حكوميا)، وقد جاء فيه أن الحكومة (الإخوانية) قررت زيادة الضرائب على مشروب البيرة لتصل الى 200% وعلى الخمور الأخرى لتصل الى 150% ضمن برنامج لتعديل الضرائب كان يفترض أن يطبق في كانون الأول الماضي إلا أنه تم تجميده.

ورغم ذلك فان الزيادة طبقت واقعيا في الاسواق. فقد ارتفع سعر عبوة البيرة، اكثر الخمور رواجا، من 7,5 جنيه (نحو 1,1 دولار اميركي) الى نحو 12 جنيه (1,72 دولار اميركي). وحسب موازنة العام المالي 2013/2014 فان الحكومة المصرية تتوقع ان تصل حصيلة الضرائب على البيرة الى نحو مليار ونصف مليار جنيه (نحو 219 مليون دولار امريكي) بزيادة ستة اضعاف عن العام المالي السابق.

وعلق الباحث الاقتصادي محمود نجم "بطبيعة الحال فان رفع الضرائب يعتبر تضييقا لكن زيادتها تؤدي الى زيادة الحصيلة الضريبية للحكومة"، وتابع "تلك الارقام تقول ان الحكومة المصرية تحتاج ان يشرب المصريون بيرة اكثر لا ان تضيق عليهم".

كما أكد المتحدث الاعلامي باسم محافظة القاهرة خالد مصطفى لفرانس برس انه "لم تصدر اي قرارات رسمية بوقف منح تراخيص جديدة لمحلات الخمور او منع تجديدها" في القاهرة. (انتهى مختصرًا).

هذا وقد ثارت ضجة كبيرة عند توارد أخبار من مصادر حكومية تفيد بتجديد ترخيص البارات والكباريهات في مصر لثلاث سنوات جديدة بدل سنتين كما هو معمول به في عهد الحكومات السابقة، وقد نفى الإخوان هذا التجديد كعادتهم في دفن رؤوسهم بالتراب إذا ما وقع من قياداتهم ما ينافي إنكارهم على الحكومات غير الإخوانية!

فقد تابعت الصحيفة نقلها عن محمد زيدان، المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين، ان "الحلال بين والحرام بين" معللا عدم منع الخمور رسميا حتى الان بان "الحكومة الحالية لا تمثل الحزب، والقوانين الحالية لا تعبر عن مواقف الحرية والعدالة، والقوانين التي نرضي عنها سيصوغها الشعب عبر ممثليه في البرلمان" المقبل الذي يفترض انتخابه الخريف القادم.

وبصرف النظر عن صحة التجديد المذكور إلا أن الإخوان لم يمنعوا البارات ومحلات بيع الخمور والنوادي الليلية وبيوت الخنا الموجودة في دولتهم التي حكموها، وهم كانوا وما زالوا يستخدمون انتشار هذه المعاصي في دولنا الإسلامية لتثوير الشعوب على حكوماتها بذريعة إنكار المنكر وأن وجودها محاربة لدين الإسلام، مع أن القرضاوي قد قال في برنامج (الشريعة والحياة) أن الإسلام من سماحته أنه لم يمنع غير المسلمين من تعاطي الخمر وتداولها فيما بينهم وإنما حرمها على أهل الإسلام وجعلها أم الخبائث ومن أكبر الكبائر!! وله فتاوى في بلدان شتى يجيز فيها أخذ الربا في دول الكفر وبيع الخمر والخنزير في زوايا خاصة وهذا ما يفتي به كثيرون من أصحاب الفكر الإخواني العقلاني وبعضه يثبت عنهم بالصوت والصورة وبعضه مختلق عليه فالقرضاوي في فتاواه المكتوبة في موقعه الرسمي يمنع الخمر وتداولها وبيعها ويذكر في ذلك الأدلة من الكتاب والسنة ولكن أخذ عليه بعض العبارات التي يُفهم منها أن الأمر متعلق بالمسلمين وأما في حال كان غير المسلمين هم من يتعاطونها بيعًا وشربًا وفيما بينهم فهو مما لا نكارة فيه على حد زعمه!

فهل إنكار بيع الخمور في الأردن نجم عن نية حقيقية في إنكار المنكر أم أن الموجة تتطلب أن يركب الحزب مركب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في هذا الوقت بالتحديد؟!

الأمر متروك لوعي القارئ الكريم طبعًا مع تذكير قطعان الإخوان والمدافعين عنهم والمُبررين لهم أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن في الخمر عشرًا، ولا شك أن الرضى بها خطر على دين المسلم، ولكن تاريخ الإخوان المليء بالكذب والتدليس على الشعوب باسم الإسلام هو ما يدفعنا أحيانًا لبيان أن هذه الجماعة لا تتبنى أمرًا شرعيًا إلا إذا وجدت فيه وسيلة لكسب تأييد الناس ليصلوا على ظهورهم إلى البرلمانات والحكومات وليتوسدوا السلطة ويُمارسوا السياسة الإخوانية مع المخالفين!

فتأمل أخي القارئ الكريم ولا تتعجل، فوالله إن الإخوان شر فرقة عرفها أهل الإسلام منذ قول ذي الخويصرة للنبي صلى الله عليه وسلم: اعدل يا مُحمد فإنك لم تعدل!!

وكتب متواصيًا بالحق ومتواصيًا بالصبر

أحمد بن طريف أبو موسى الغرايبة

11 / 10 / 1445هـ

مكرُ الإخوان المسلمون بالعوام واستغلالهم بعض المعاصي المنتشرة

 

#مكر_الإخوان_بالعوام

لمّا لم يتمكن المشروع الإخواني من زعزعة الأمن في بلدنا #الأردن -حرسها الله- ولم يتمكنوا رغم خروجهم الأيام المتتالية كتفًا بكتف مع الشيوعيين وأصناف اليساريين في شوارع وأزقة عمَّان البلقاء عصمها الله، ولم تُفلح هُتافاتهم ضد الدولة الأردنية ممثلة بولي أمرها الملك المُفدّى ولم تؤثر مبايعاتهم لعصابات الإخوان المُسلحة وقياداتها من المُلثمين والسافرين لوجوههم أمثال مجنون غزة وغائبها في السراديب كان ضيفًا أم عبدًا لإيران، وقاموا بإخراج النساء والأطفال بلا حياء أو مروءة أو خجل في محاولة لتكثير سوادهم في الشوارع وفي أنصاف الليالي، ورأوا أن كل ذلك لم يُفلح في هدم هذه الدولة ولا زعزعة أمنها بل كان الشعب واعيًا ملتفًا حول قيادته الهاشمية التي لم تألُ جهدًا في نجدة وعون أهلنا المنكوبين في غزة على جميع الصعد السياسية والإغاثية وفي كل المحافل الدولية والعربية في مجهود قلَّ نظيره بمساعدة إخوانهم العرب.

فأخذ الإخوان بتجربة جديدة وركوب لموجة ثانية يريدون أن يمكروا بالعوام تحت مُسمى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقاموا بإطلاق وسم الخمر المنتشر حاليًا وإذا تواطأ #الإخوان على أمر وتناقلوه بصورة مكثفة فاعلم أن وراء الأكمة ما وراءها فالخمور متاحة في بلدنا الأردن منذ الثلاثينات وهي موجودة ومقننة نسأل الله أن يُعين الدولة على منعها وتجريمها لما فيها من إثم ولما تجلبه من ضرر على المجتمع، وأمر الخمر وتحريمها لا يخفى على الناس بل تحريمها معلوم من الدين بالضرورة حتى لدى من يتعاطاها بيدَ أن هذه الأحزاب المتأسلمة تركب أقل موجة لتحقيق مآربها وعلى رأسها جعل الدولة والحكومات العربية خاصة كشيطان يحارب الدين ويسعى لطمس معالمه!

فالسؤال: قبل قرار بيع الخمور بعد منتصف الليل هل كان بيع الخمر منكرًا يتطلب عمل الحملات وجمع التواقيع والوسوم وتهديد الناس بأن مَن لَم يشارك في هذه الحملات فهو راضٍ بهذا المنكر أم لم يكن الأمر كذلك؟!

وأيهما أشد بيع الخمور أم الربا الذي أكل الأخضر واليابس، وأيهما أشد نكارة هذه المعاصي التي لا يتعدى ضررها إلا صاحبها في الغالب أم تلك الخرافات والخزعبلات والبدع المُهلكات التي تنتشر بين عوام المسلمين بما يُناقض التوحيد أم تلك الثناءات على الرافضة ليل نهار وتمجيد قياداتهم ورفع أسهمهم عند من لا يعرف حقيقة دينهم؟!

إنَّ الإخوان المسلمين لم يكونوا يومًا ليتخذوا من الدين إلا مطية يستجلبون بها تأييد العوام مستغلين بذلك حبهم الفطري للدين، ولو أن الإخوان كانوا صادقين لقاموا بإنكار المشاهد والقبور والمقامات التي تُعبد من دون الله في عُقر دار الإخوان مصر الكنانة حرسها الله وفي المغرب والجزائر وتونس والسودان والشام والعراق والشيشان وأفغانستان وتركيا وغيرها من بلاد المسلمين، ولكن حسن البنا وأتباعه على دينه ودعوته لم يكونوا ليفعلوا ذلك وقد قال قائلهم: إن الدعوة إلى التوحيد تفرق المسلمين، في حين أن دعوتهم قائمة على التجميع والتكتيل!

وأكبر إشكال يحصل في هذه الفتن هو انضمام أقوام ممن يتلبس بلبوس السلفية وكتابته للعرائض وجمع التواقيع عليها ونشرها على مواقع التواصل حيث يقرؤها من يفهم ومن لا يفهم بدل إرسالها إلى المسؤولين ونُصحهم بالطريقة الشرعية!

نسأل الله أن يبصر المسلمين بخطر هذه الأحزاب والجماعات الهدامة وأن يُعين ولاة أمر المسلمين على إزالة كل مُنكر مهما صغُر أو كبُر فإن انتشار المعاصي -والله- وعلى رأسها مظاهر الشرك والابتداع في الدين لهو أكبر أسباب تسلط أراذل الأمم على خيارها وإذلال الدول بعد عِزِّها.

وختامًا فالمنكر لا يُقره مسلم موحد ولا يرضى به مؤمن متبع للحق وإنما الإنكار يكون بالطرق الشرعية لا بالطرق الحزبية التي هي منكرة في ذاتها، والله الموفق.

وكتب تواصيًا بالحق وتواصيًا بالصبر

أحمد بن طريف أبو موسى الغرايبة

غفر الله له ولوالديه وللمسلمين

11 / 10 / 1445هـ

20 / 4 / 2024م

(وجهة نظر) استغلال الإخوان والأحزاب اليسارية مظاهرات الجامعات الأمريكية في نشر الفوضى في البلاد!

  (وجهة نظر) استغلال الإخوان والأحزاب اليسارية مظاهرات الجامعات الأمريكية في نشر الفوضى في البلاد ! الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على الن...