08/08/2020

ألاعيب حزبية وقصة مكذوبة! (أعلى أبي جهل تكذبون ولا تستحون؟!)

 

#ألاعيب_حزبية_وقصة_مكذوبة

أعلى أبي جهل تكذبون ولا تستحون؟!

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.. أما بعد:

مع قيادة الإخوان المسلمين لاعتصامات ومظاهرات عديدة في أرجاء الوطن، في وقت كانت الحكومة قد فرضت قانون الدفاع والذي منعت من خلاله كافة أشكال التجمهر والتجمعات والتقارب البدني إلا ما دعت الضرورة إليه كالأسواق ونحوها مع التوصية بأخذ وسائل السلامة كافة!

فقد انتشرت في هذه الآونة قصة مكذوبة لا أصل لها في كتب السيرة لا من قريب ولا من بعيد، يوردها أصحابها في مَعرِض استنكارهم توقيف بعض الخارجات إلى الاعتصامات والهاتفات بإسقاط الحكومة الحالية برئيسها ووزير داخليتها! على يد الشرطة النسائية –طبعًا- حيث دام التوقيف بسبب إطالتهن لألسنتهن بضع ساعات وسرعان ما تم تسريحهن مع ذويهن تفويتًا للفرصة على مرضى النفوس ممن سيتخذ هذا الأمر ذريعة يسوق من خلالها النخوة والحمية الكاذبة على أعراض النساء الأردنيات الحرائر! وليت شعري أين كانت هذه النخوة والحمية يوم سَمح لهُن ذووهنَّ بالخروج إلى هذه التظاهرات التي تطفح بالذكور ليهتفن ويرفعن الأيدي وينادين بأعلى صوتهن بإسقاط الحكومة!!

فقامت فئة كاذبة غاشَّة لأتباعها بإيراد قصة منسوبة لأبي جهل -عمرو بن هشام- يجيب فيها لما سُئل من كفار قريش: كيف تركت محمدًا يخرج من بيته ليلة الهجرة ويلحق بصاحبه، لِمَ لم تكسر الباب عليه وتأخذه من سريره؟!

فأجاب أبو جهل: وتقول العرب روّع عمرو بن هشام بنات محمد وهتك حرمة بيته؟!

قلت: أمضيت قرابة الساعتين باحثًا في مكتبتي الحاسوبية في ما يزيد عن العشرين ألفًا من المصادر المتنوعة من كتب السيرة والتاريخ والفقه والحديث والرسائل الجامعية وغيرها عن أصلٍ لهذه القصة وهذه الإجابة التي بدرت من أبي جهل؛ فلم أجد لها عينًا ولا أثرًا ولا إشارة ولا شبه إشارة!!

والقارئ للسيرة وفي أبواب هجرة النبي من مكة تلك الليلة ليجد عكس ما يقول القوم من بهتان وكذب على التاريخ وحتى على أبي جهل وكفار قريش!!

فقد أوردت كتب السيرة أن كفار قريش اجتمعوا في دار الندوة وأخذوا برأي أبي جهل في اختيار شاب قوي باطش من كل قبيلة وإعطاء كل واحد منهم سيفًا باترًا يتربصون بالنبي عند داره فإذا خلد إلى نومه وثبوا عليه وثبة رجل واحد فضربوه فتفرق دمه الشريف بين القبائل فلم تقوَ بنو هاشم على قتال قريش جميعها فيقبلون بالدية!

وزادت بعض الكتب أنه خرج من بينهم وحثى على رؤوسهم التراب وهو يتلو آيات من سورة (يس) فخرج ولم يلحظه منهم أحد!

والصحيح من هذا كله أن جبريل أمره بأن لا يبيت في موضعه الذي يبيت فيه تلك الليلة، وقد فعل ذلك طاعة للوحي، وأخلف عليًا –رضي الله عنه- لثلاثة أيام ليرد الأمانات إلى أصحابها، فأين القصة المزعومة أيها الغَشَشَة؟!

عوضًا عن أن من يريد قتل النبي فإنه لن يتورع عن هتك حُرمة بيته، فأي شيء أسفل وأنذل وأوضع وأخسُّ من قتل النبي والتواطؤ على ذلك؟!

وهنا لا بد من التنويه إلى أن إيرادهم لهذه القصة إنما يراد به تثوير الناس وكأن رجال الأمن من الخِسَّة بمكان لم يصلوا فيه إلى أخلاق كفار قريش وتحديدًا أبا جهل!

فكيف يقبلون بتوقيف النساء الخارجات بالسب والشتم للحكومة والمخالفات لأوامر الدفاع بالتجمهر والاعتصامات والمخالفات كذلك لقانون الخدمة المدنية الذي يحظر على الموظف الحكومي أن ينخرط في أي نوع من الاعتصامات والمظاهرات والأعمال الحزبية، كيف يقبلون بهذا ولا يقبل أبو جهل الكافر بدخول بيت النبي خشية على نسائه وخوفًا من أن تتحدث العرب أن عمرًا بن هشام روَّع بنات محمد !

فتكون النتيجة أن كفار قريش أشد مراعاة لحرمة البيوت والنساء من حكومتنا، مع أن القياس هنا مع الفارق وهو من الأقيسة الباطلة، فبنات محمد -على فرض صحة القصة المكذوبة- لم يكُنَّ خارج بيوتهن وإنما كُنَّ في حُجَرِهِنَّ، ولم يكُنَّ يهتفن ويصحنَ بسب أبي جهل وقريش بل كُن قانتات حافظات لحشمتهن، فأي تضليل وأي خُبث تنطوي عليه نوايا القوم في إيرادهم لهذه القصة المكذوبة المُختلقة؟!

والأدهى من ذلك أن تجد من يروج لها وينشرها ويجني الإعجابات الكثيرة فئة تنتسب إلى العلم والبحث العلمي، وفئة تنتسب إلى السياسة وهم أهل خباثة!

علمًا بأن من قام بتوقيف النسوة الخارجات لم يكونوا رجالا بل شرطة نسائية يعني أنه لم يحصل أي احتكاك بين الجنسين ألبتة، وقبل أن يخرج علينا فهيم متحذلق ليقول ما حُكم عمل الشرطيات في أجهزة الأمن نقول له إن القاعدة الشرعية: (الضرورات تبيح المحظورات والضرورة تقدر بقدرها) معمول بها هنا في هذا الجواب، فوجود أخواتنا من الشرطة النسائية ضرورة لا مناص عنها في بلادنا الإسلامية وفي عدم وجودهن يكون الخلل، فمثلًا من الذي سيقبل أن يقوم شرطي بكشف وجه زوجته للتحقق من هويتها -أتكلم هُنا على من يرى عدم جواز كشف المرأة وجهها-؛ فبوجود الشرطة النسائية ينتهي الإشكال، ومن الذي سيرضى بأن يمرر شرطي يديه على جسد زوجته أو ابنته ليفتشها في المطارات والأماكن الحساسة؟! فوجود الشرطة النسائية يرفع الإشكال، وهذان مثالان فقط لأهمية وجود الشرطة النسائية في مجتمعاتنا الإسلامية، فيقال للمصطادين في الماء العكر: ليس هذا بعُشّك فادرجي!

وأنا حقيقة لا أستغرب من فعل هؤلاء المتحزبة لكل عمل أو قول مما يظنون أنه ينصر حزبهم ويستثير عواطف الناس معهم من المغفلين والمغيَّبة عقولهم عن حقيقة هذا الحزب الإخواني الهدام الذي إن لم يتحصل على ما يصبو إليه أقدم على نشر القلاقل والأكاذيب ولو بتحريف التاريخ والكذب على الناس؛ لا يجدون غضاضة في ذلك حتى لو نتج عنه خراب البلاد وتشريد العباد وفسح المجال لكل مندس أن يبث سمومه ويُخرج ضغينة قلبه من القابعين بين ظهراني الكفار في بريطانيا وفرنسا وأمريكا يطبقون قوانينهم ويسمعون ويطيعون قوانينهم ويُنشئون القنوات ليكفروا بلدانهم ويسبون أنظمتهم!

فعلى المسلمين كافة وعلى أهل الأردن خاصة أن يتنبهوا لهذا الخطر وأن يكونوا منه على حذر، فإن من لم يتعظ بغيره فأنَّى له النصر والظَّفر!

وكتب تواصيًا بالحق وعلى البر والتقوى:

أحمد بن طريف أبو موسى الغرايبة –غفر الله له ولوالديه ولمشايخه-، آمين.

18 / 12 / 1441 هـ

8 / 8 / 2020م

هناك تعليق واحد:

(وجهة نظر) استغلال الإخوان والأحزاب اليسارية مظاهرات الجامعات الأمريكية في نشر الفوضى في البلاد!

  (وجهة نظر) استغلال الإخوان والأحزاب اليسارية مظاهرات الجامعات الأمريكية في نشر الفوضى في البلاد ! الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على الن...