31/01/2015

(1) أقانيمُ التَّكفير!!



(1) أقانيمُ التَّكفير!!
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على مَن لا نبي بعده..
أمَّا بعد:
لطالما عانت الأمَّة الإسلامية من دُعاة الضلالة على مرِّ تاريخها الطويل، ولَطالما استطاعت الأمَّة بهمَّة علمائها الصالحين الصادقين محاربة هؤلاء الدعاة على أبواب جهنَّم، فزيَّفوا أقوالهم وتصدَّوا لآرائهم الهدامة بالعلم الصحيح والدعوة الصادقة، وبذلوا في سبيل الدفاع عن الأمَّة ودينها كل غالٍ ونفيس؛ فتحمَّلوا في سبيل ذلك العناء والتعب والسجن والضرب والتشريد، ونال بعضهم القتل!
ولكن لو نظر ناظر في تاريخ هؤلاء الأئمة لوجد أن غالب مَن تصدوا لبيان ضلاله كانوا ممن يحمل أفكارًا يريد بها تضليل المسلمين وتشكيكهم في دينهم ومصادره الأصيلة، فقاموا بالتأليف وكتابة الرسائل ونشر العلوم التي تُدحضُ معها شبه أعداء الإسلام. ولكن لمَّا انتهج طائفة من أهل البدع منهج التَّكفير وجعلوه نبراسًا لهم منه ينطلقون وإليه يلجؤون وقعت الفتن العاصفة بالأمة وسُفكت الدماء وسالت أنهارًا نال بسببها المسلمون ممن ينتسبون إليهم أكثر مما نالهم من أعدائها على شتَّى انتماءاتهم الدينية!
نعم! التكفير سيل جارف ونار تضَّطرم فتأتي على الأخضر واليابس فتجعله هشيمًا تذروه الرياح! وقد كان لهذا الفكر -أعني التكفير- أقانيمُ (الأقانيم جمع أُقنوم، وهو الأصل) للتَّكفير قاموا بهذا الفكر وأصَّلوا له تأصيلًا حماسيًّا مشفوعًا بتحليق العبارة ومستخدمًا كل آلة مِن شأنها أن تفتك بفكر شباب الأمة، فتودي بهم إلى غيابات هذا الجبِّ العميق، فعرضوا بغير اهتداء بسيرة السلف مشاكل الأمَّة عرضًا حركيًّا مُستشهدين ببعض الوقائع التاريخية ومنزليها على غير وجهها ليضل بها مَن ضل عن الحق باسم محاربة أعداء الدين والملَّة، فنتج عن ذلك جماعات مُتعطِّشة للقتل وللدمار، ولو كان المقتول هم أهلوهم وإخوانهم، ولو كان المدمَّر هو أوطانهم وديارهم!!
وسأستعين بالله العليِّ العظيم لعرض بعض صور هذه الدعوات والتي كانت أمُّها ورائدتها جماعة الإخوان المسلمين، فمن تحت عباءَتها خرجت ومُنظِّروها كتبوا فيها وأثَّروا وكانوا أقانيم التكفير بعد سلفهم ذي الخويصرة، ومن خرج من ضِئضئه!!
فاللهم توفيقك وإعانتك، وأصلي على نبيِّك.
وكتب: أبو موسى أحمد بن عيَّاش الغرايبة
11 ربيع الآخر 1436هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

(وجهة نظر) استغلال الإخوان والأحزاب اليسارية مظاهرات الجامعات الأمريكية في نشر الفوضى في البلاد!

  (وجهة نظر) استغلال الإخوان والأحزاب اليسارية مظاهرات الجامعات الأمريكية في نشر الفوضى في البلاد ! الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على الن...