31/01/2015

(2) أقانيمُ التَّكفير!!



(2) أقانيمُ التَّكفير!!
كان لا بُدَّ لكل صاحب فكرٍ يريدُ له الانتشارَ في النَّاس ويبتغي منهم اتِّباعه عليه أن يؤصل لهم أصلًا ينطلقون منه، وفكرةً ينهلون منها ويستَلْهِمون منها ويتذرَّعون بها عند المُحاججة والمُناظرة، فلم يكن -والحالة هذه- أنسبَ من استغلال بُعد الناس عن دينهم وتلبُّسهم بشتَّى أنواع المعاصي والفسق من شرب للخمر وتبرج وسفور وزنًا إلى غير ذلك من الآفات التي أصيبت بها الأمَّة في فترة من الزمن، إبَّان خروج المستعمر من بلادهم!
وبالطبع لم تكن الحكومات بمنأًى عن هذه الأمور؛ فكانت هدفًا رئيسًا لهذه الفكرة المراد اتباعُها وحمْلِ رايتها لكونها -أي الحكومات- أظهرت ألوانًا من هذه الصنوف وكثير منها لم يحكُم بالشريعة فكانت هدفًا سهلًا يمكن اتِّخاذه، فوجدت هذه الجماعات ومُنظِّروها في أحد المصطلحات الشرعية سبيلًا لنشر ما ترنو إليه؛ فكان مصطلح: (الرِّدَّة)!
الرِّدَّة، مصطلح شرعي له مفهومة وله ضوابطه وشروطه التي يثبُت بثبوتها وينتفي بانتفائها، ولا يُحكم على مَن ثبت إسلامه بيقين بالرِّدَّة عن الدِّين من غير بيِّنة يُتيقَّنُ معها وقوع الرِّدَّة من الموصوف بها، فلا ينفع الظنُّ، ولا ينفع أخذ الناس بالشُّبه، وبمجرد الخطرات والنزوات !
فخلُصَ أقانيم التكفير إلى إرساء هذا المعنى -بقصد أو بغير قصد- من غير بيان لضوابطه، ومن غير إدراك لتبعات تداول الناس -خاصَّة المتحمسون للدعوة الإسلامية- لهذا المصطلح، حتى فشا بين أفراد الجماعات التكفيرية وما يُسمَّى اليوم بالجماعات الجهادية، فوقع المحظور، وطارت به الركبان زرافات ووحدانًا فلهجت بردَّة الحكومات بَلْهَ والمجتمعات!!
فإنَّا لله وإنا إليه راجعون.
فكيف كان هذا وكيف وقع الشباب في شَرَك هذه الفكرة الخطيرة على المجتمعات الإسلامية بخاصَّة وعلى العالم بعامَّة؟!
هذا ما سأتطرَّق إلى مُناقشته في مجموعة مقالات أسأل الله الإعانة على إتمامها.
والحمد لله ربِّ العالمين.


وكتب: أبو موسى أحمد بن عيَّاش الغرايبة
11 ربيع الآخر 1436هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

(وجهة نظر) استغلال الإخوان والأحزاب اليسارية مظاهرات الجامعات الأمريكية في نشر الفوضى في البلاد!

  (وجهة نظر) استغلال الإخوان والأحزاب اليسارية مظاهرات الجامعات الأمريكية في نشر الفوضى في البلاد ! الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على الن...