31/01/2015

(3) أقانيمُ التَّكفير!!

(3)

أقانيمُ التَّكفير!!                                                                           
يؤصل أقانيم التكفير  لموضوع الردَّة تأصيلًا عميقًا مؤثِّرًا حتى استحكم بعقول كثير ممن ينتسب إلى ما يُسمى الجماعات الجهادية في عصرنا هذا، فإنَّك تسمع هذا المصطلح في كل بيان يتلوه أحد القيادات، أو يردده أحد عناصر هذه التنظيمات، ففلان مرتدٌّ، وفلان ارتدَّ، والمُرتدُّ الفلاني... بطريقة ممجوجة تزعج السامع أيما إزعاج، وتقع منه في عقله الباطن -كما يقول علماء النفس- فيجترَّها يومًا من الأيام إذا ما عارضه مُعارض أو آذاه أحد!
ولهذا المُصطلح عند أقانيم التكفير عدَّة معانٍ؛ فهذا (محمد كاظم حبيب الحلبي) (1351-1434هـ) يؤلِّف كتابه (الرِّدَّة بين الأمس واليوم)! ويقسِّم الردَّة إلى: سريَّة وجهرية، أو خفية وجليَّة، أو فردية وجماعية، أو خاصة وعامَّة، أو صغرى وكبرى، وكذلك هناك ردَّة سياسية!
وحتى يكون التأصيل تأصيلًا حركيًّا فلا بُدَّ من بيان لأحوال المرتدين وأحكامهم وما هو واجب الرعية تُجاه ردَّة الحاكم، وما هو واجب الحاكم تجاه ردَّة الرعية في فصول عديدة في كتابه المذكور آنفًا.
ثُمَّ يعقد الحلبي فصلًا مُستقلًّا حول سلوك «القلَّة المؤمنة»! إذا ارتدَّ الراعي والرعية!!
يبيِّنُ فيه حال المُستضعفين في الأرض وواجبهم تجاه أنفسهم وأهليهم ومَن حولهم. مع استعراض تاريخي موجز لبعض سير الأولين في تعاملهم مع مَن حولهم إذا ارتدُّوا، مع استخلاص للحِكم والمواقف الواجب اتخاذها في مُختلف الظروف والأحوال في مُجتمع الردَّة!!
ولعلك أخي القارئ الكريم لا تعجب إن قلت لك أن الكاتب المذكور قد قدَّم لكتابه أحد أعلام التكفير العصري وهو أبو الأعلى المودودي، وقد أثنى على الكتاب أيما ثناء، وبارك استشهاد الحلبي بتفسير (سيد قطب)! للآيات والنصوص الدالَّة على موضوع الكتاب!
هكذا تعاونًا على الإثم والعدوان وتضليلًا لشباب الأمَّة باسم محاربة أعداء الدين والملَّة!!
فماذا ينتج عن هذا الخليط (المودودي/كاظم/قطب) غير التكفير والتفجير الذي تجرَّعت الأمَّة الويلات بسببه؟!!
(11/4/1436هـ).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

(وجهة نظر) استغلال الإخوان والأحزاب اليسارية مظاهرات الجامعات الأمريكية في نشر الفوضى في البلاد!

  (وجهة نظر) استغلال الإخوان والأحزاب اليسارية مظاهرات الجامعات الأمريكية في نشر الفوضى في البلاد ! الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على الن...