20/06/2016

انفصام حزبي!

#‏انفصام_حزبي‬!
تستنكر المحافل الحزبية (المتأسلمة) اعتقال بعض رموزها ودعاتها من قبل الأجهزة الأمنية -وفقها الله لمزيد رشاد- واصفين هذا الصنيع بالاعتداء على حرية الرأي والتعبير والمواثيق الدولية والعهد الدولي لحقوق الإنسان!
ويصفون صنيع الأجهزة الأمنية بأنه يمثل استهدافًا لجميع القوى الوطنية مما سيتسبب في زيادة الاحتقان في الشارع الأردني وسيشكل ردود أفعال معاكسة ترفض جميع أشكال الظلم!!
نعم.. هكذا يتم تصوير الأمر بصورة فيها من التهديد والوعيد بثورة على ما يسمى الظلم والاستبداد، فينخدع السُّذج والغوغاء بهذا ويصرفون عن سبب الاعتقال الأصلي.. أسلوب حزبي خبيث مكشوف تتميز به الجماعة الحزبية الضالة التي تأكل باسم الدين والقيم والأخلاق.. والمجتمع الدولي!!
طيب.. إن كنتم أيها الكَذبة تنادون بحرية التعبير والرأي فلم ترفعون عقيرتكم إذا فعلت الدولة أو من ينتمي إليها ما يراه -من وجهة نظره على الأقل- فيه مصلحة للبلد؟!
لماذا لا تكون هذه حرية تعبير ورأي يكفلها الدستور والمواثيق الدولية؟!
الانفصام الحزبي!
أيهما في نظر الجماعة الحزبية الضالة أشد فتكًا في المجتمع والعقول.. المعاصي والفساد الدنيوي الذي لا ينكر وجوده إلا أحمق، أم الخطر التكفيري والذي يدافع عنه هؤلاء الحزبيون؟
أيهما أخطر، الذي يدافع عن تنظيم القاعدة (جبهة النصرة)، ويهون من خطر داعش ويعتبره أمرًا بعيدًا عنا في الأردن أم جاهل سرق سيارة أو فاسد روج لفساده؟

الفساد المتعلق بالسرقة والخمور وغيرها كلها أمور منكرة في العقل والدين جميعًا، وحتى الذين يزنون ويسكرون ويسرقون يعلمون قبح فعالهم وإن استمرؤوها ردحًا من الزمن، ولا أظن أحدًا من أهل المعاصي لو نوصح إلا ورأيت عليه حسرة وندمًا على ما اقترف، وهذا أمر معروف لا يخفى على أحد صغيرًا أو كبيرًا..
أما الفساد المتعلق بالعقيدة والدين فهذا الذي لا يمكن توقع عواقبه إلى أي حد ومدًى ستصل.. ولنضرب مثالًا على ذلك:
شاب صاحب معاصي كثيرة.. أراد أن يتوب فسمع أحد (الدعاة!) يقول: اتركوكم من (إخواننا!) -كذا- في (جبهة النصرة، و...)، فإنهم يبذلون جهدهم ويجاهدون، وداعش لا تشكل علينا خطرًا بل الخطر من أولئك الذين يسرقون السيارات ويبتزون الناس ويسرقون أموال الدولة ويفعلون ويفعلون.. إلخ.. فماذا سيكون تأثير مثل هذا الكلام على ذلك الشاب؟
لنرى..
سيرى أن خطر السرقة وغيرها أخطر وأعظم من أي خطر آخر..
سيرى -أيضًا- أن هذه المنكرات التي يفعلها البعض مناقضة للدين الذي يعلمه إياه الدعاة فينظر بعين المغاير لأبناء شعبه، فهو يصلي وكثير غيره لا يصلي، وهو متدين وغالب الناس أهل معاصي، وهو يحب الله ورسوله وغيره يسب الله ورسوله، هو ملتحي وغيره حليق، يتهكم الناس على أهل الدين والصلاح ويعظمون ويبجلون أهل المعاصي والفساد!!
كل هذا في جانب علاقة ذاك الشاب بمجتمعة..
ننتقل إلى الفضاء الخارجي..
ما هذه الجماعات التي تقاتل في سوريا .. نعم إنها جماعات (إسلامية) طيب جميل وهل عند هؤلاء ما عند بني قومي من هذه المنكرات؟ لا لا يوجد ألبتة.. هااا جيد جيد!
يفكر الشاب مليًّا ويبدأ بالبحث عن أعمال هذه الجماعات والتي قال له داعيته الوسيم ذا اللسان المعسول إن خطر هؤلاء ليس بأعظم من خطر أهل بلدك.. ويبحث ويبحث مع غياب المرشد الشرعي الصحيح فيعتنق أفكارهم شيئًا فشيئًا حتى تستحكم في عقله ووجدانه جميع أفكارهم بلاد لا تحكم بالشريعة.. معاصي منتشرة.. ربا، خمر، زنا، تبرج، سفور.... الشريعة، الحكم بما أنزل الله، إقامة الحدود، الجهاد في سبيل الله، سبي ومال، وجنات النعيم!!
يختلط الحق والباطل على الشاب الساذج فلا يدري ما يفعل...
وأترك لكم نتيجة هذه الأفكار والتوجيهات من أناس لا يقيمون لدماء الناس وزنًا ولا يعملون القواعد الشرعية القائمة على درء المفاسد وجلب المصالح، وعلى التفريق بين ما يكون معصية لا توجب كفرًا وبين ما هو كفر بواح!!
والله الهادي سواء السبيل.
وكتب: أبو موسى أحمد الغرايبة
10/ رمضان/ 1437هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

(وجهة نظر) استغلال الإخوان والأحزاب اليسارية مظاهرات الجامعات الأمريكية في نشر الفوضى في البلاد!

  (وجهة نظر) استغلال الإخوان والأحزاب اليسارية مظاهرات الجامعات الأمريكية في نشر الفوضى في البلاد ! الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على الن...