25/06/2016

#‏تأمل_يا_رعاك_الله‬!

#‏تأمل_يا_رعاك_الله‬!
لا فرق بين (داعش) و(جبهة النصرة=تنظيم القاعدة) إلا في أمور منها: داعش أعلنت دولة الخلافة، والنصرة تراها متعجلة في ذلك ويجب الانتظار حتى التمكين!
- داعش يرون الحكومات الإسلامية مرتدة عن دين الله ولا يجوز العمل معها أو التعاون معها بحال والحرب معهم مفتوحة، والنصرة ترى أنه لا بأس بالاستعانة بالكافر!
- داعش تعدم المرتدين بالذبح والتفجير وغيره من الوسائل، بينما النصرة ترى الإعدام للمرتدين بالسلاح!
- داعش هددت بلاد الحرمين الشريفين وتوعدت بغزوات فيها وبإعادة فتحها الفتح الإسلامي، والنصرة قالت الدور عليكم يا آل سعود لكن صبرًا ريثما نتخلص من بشار وزمرته!
- داعش تفردت بالأوامر وكفرت النصرة وطالبتهم بالمبايعة وإلا فهم مرتدون، والنصرة مبايعة للظواهري ظاهرًا وباطنًا فكيف تنقض بيعتها لأميرها، وتبايع أمير داعش؛ فلهذا شنت القاعدة حربها الكلامية على التنظيم الشرس!
- الحزبيون والقطبيون منهم على وجه الخصوص يمدحون جبهة النصرة الآن لأمرين: الأول أنها في مواجهة مع جيش الأسد -أهلكه الله-، والثاني أنها في مواجهة مع تنظيم داعش -قطع الله قرنه-، فيمررون على السذج أن هذا التنظيم -أعني النصرة- هو إسلامي معتدل ويحارب هؤلاء القرامطة، وهو في حرب مفتوحة مع النظام الأسدي، فأي نقد له غير مقبول وصاحبه مرجئ من غلاة الطاعة للطواغيت!!
- يعني بعبارة أخرى: استخدم دعاة الثورات القطبيون أسلوب: {فأثابهم غمًّا بغمٍّ} مع الناس، فلما لم تجف جروح الناس من تفجيرات القاعدة في الرياض وفي كثير من البلدان الإسلامية ولم ينسى أهالي المقتولين غِيلة قتلة أبنائهم باسم الدين؛ استغلوا وحشية تنظيم داعش وإبارته للأرواح وتفننه في القتل والتمثيل، في تهوين أفعال القاعدة وأوليائها، فأنسى الناس غم القاعدة غمَّ داعش!!
- داعش توزع كتب سيد قطب وتُدرسها في المدارس الخاصة بهم إن بقي هناك مدارس، والنصرة توزع منشورات فيها اقتباسات من كلام سيد قطب المصري، فأي فرق بينهما؟!
على قولة المخلوع لا رده الله: (اختلاف آليات يعني ميكانيزمات!!)!

- تكاد لا تفرق بين أفراد داعش وأفراد النصرة، بل يصف هؤلاء هؤلاء بإخواننا -وإن بغوا عليهم!- اللهم إلا ما صار إليه التنظيم الإرهابي (داعش) من الجنوح إلى زيٍّ موحد في الآونة الأخيرة، يقلدون الدول التي يكفرونها وهي إسلامية!!
- لا تخدعنك يا عبدالله حُمرة أنوف دعاة الصحوة في بكائهم على جنودنا الذين قضوا في الأعمال الإرهابية الجبانة الخسيسة، فهم إنما ينكرون طريقة القتل، فقط أما أصول الفكر فواحدة، بل أزيدك من الشعر بيتًا أن هذه التنظيمات المقاتلة ترى هؤلاء الدعاة (مُرجئةً!!)، -إي والله! صدقني..
يرفل في القصور والذهب والفضة، ويستنكر جهاد المجاهدين!! -زعموا-..
وإن كنت تقول: هذا تحامل على الدعاة فسأقول لك: قد حباك الله بعقل وتعرف تقرأ وتفهم ما تسمع؟
إذن انظر مواقف هؤلاء الدعاة مع الحكام قبل الثورات وبعدها، فإن فهمك الله ستعي ما أقول.

- يهون الكثيرون من تحذير السلفيين من سيد قطب وكتاباته، ويصفون السلفيين بالسطحيين وعديمي الفهم وأنهم دعاة فُرقة وتشتيت، وأنه يمكن أخذ ما عند ابن قطب من البيان الساحر وترك ما وقع فيه من مخالفات -على تأويلات باردة سمجة لطوام الرجل!-، ولكن أثبت الواقع -والذي يدعون فهمه- أن السلفيين هم دعاة الحق وهم أكثر الناس بصرًا بنتيجة كتابات سيد قطب المدمرة، حتى قتل الابن أباه وأمه وأخاه!
- خرج علينا ابن لادن في العقدين الماضيين.. ثري .. ذو لحية.. مجاهد.. وخطيب مفوَّه.. قاتل السوفييت بسلاح أمريكا الكافرة!
ثم لما قضى الله أمرًا كان مفعولًا، قُدم على أنه مثال للمتجرد من الدنيا والمال والثروة والجاه والملتحق بساحات الوغى، فأخذ يتدخل في سياسات الدول ويصفها بالعميلة للغرب، وفي بعض خطاباته قد وصفها بالطواغيت الذين يجب التخلص منهم قبل غيرهم، ففكر وقدر فقتل كيف قدر!
تفجيرات للمستأمنين وللنساء والأطفال ورجال الأمن القابعين تحت لهيب الشمس يتلون كتاب الله ويصلون.. لم؟!
يزعم أنه يجاهد في سبيل الله وهو مجاهد في سبيل الشيطان!
استحوذ عليه فأنساه ما سمعه في بلده السعودية من قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حرمة دماء المسلمين والمستأمنين والمعاهدين!

- بدأ الدعاة الذين قاتلوا في افغانستان ومنهم (عايض القرني) وكثيرون ممن ضرب بكلام العلماء الحائط من أمثال: سعيد بن مسفر، وسفر الحوالي، والدويش، ومحمد القرني، وعوض القرني، والقائمة طويلة..
بدأ كل هؤلاء ينكرون على الحكام علانية ويكتبون الخطابات ويعملون الندوات حتى ملؤوا عقول الشباب بالحقد والحنق والغيظ على حكامهم فتقرر عند هؤلاء أن هذه الطبقة من الحكام لا يريدون الإسلام ولا يريدون أهله فهم -في ضمائر هؤلاء- مرتدون بولايتهم لأمريكا والغرب الكافر، ولا يمكن قتالهم لأنهم أهل تمكين وقوة وجيش يحميهم فمن أمكنه الهجرة فليهاجر إلى ساحات الجهاد: أفغانستان.. الشيشان.. وغيرها
فتم ما حُرِّض من أجله.. وذهب الشباب إلى حتوفهم وُحدانًا وزرافات..!

- جوانتنامو..
أخذ الشباب المتحمس وذاقوا لهيب التعذيب بأبشع ما يمكن أن يُفعل في التاريخ، وهؤلاء المساكين ظنوا أنهم تحت راية تحميهم، وأنهم لا بُد منصورون، فبعضهم راجع نفسه وعرف أنه إنما يتبع سرابًا لا حقيقة له وأن هذه التنظيمات مخترقة وموجهة حيث يريد الرُّبَّان!
وكما قيل: لا الإسلام نصروا ولا الكفر كسروا!
وإنا لله وإنا إليه راجعون!

- هدأت الأمور قليلًا.. جاءت حرب الخليج فكأنما أخذ الدعاة حقنة منشطة فهاجوا وماجوا، بلاد الحرمين تُدنس بالأجنبي، لا يجوز الاستعانة بالكافر.. هبوا لجهاد أمريكا في العراق.. استنفروا الشباب.. حذر العلماء من هذا المسار، لا تُهلكوا أنفسكم.. دعوا الأمر لأهله من السياسيين.. العلماء لا يفقهون الواقع، العلماء يخذلون عن الجهاد.. كل هذا والشباب كأنه في {بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ۚ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا ۗ }!
بلاد الإسلام تهجم عليها أمريكا.. الجهاد ذروة سنام الإسلام.. فورة الشباب.. تحريض الدعاة..
وقعت الواقعة!
ذهب الشباب وطحنتهم رحى الحرب وسقطت بغداد الرشيد في أيدي الرافضة.. ولا حول ولا قوة إلا بالله!

- هدأت الأصوات.. وبدأ بعض الدعاة يسترجع المواقف ويحسب النتائج .. لم يحصل شيء!
تزداد الأمور سوءًا والأمة ضعيفة.. يجب تهدءة الشباب.. اصبروا يا شباب لا تستعجلوا عليكم بالدعاء...
قامت الثورات في البلدان العربية!
عادت جرثومة الحزبية إلى العمل، وعدنا من جديد تثوير وتأليب وإسقاط حكومات ثم اندلاع الحرب بين أبناء الوطن الواح، ثم استنفار إلى الجهاد في أرض الشام وليبيا والعراق.. والضحية الشباب المتحمس المسكين.. لا معه علم يعصمه من شبه الدعاة ولعبهم بمشاعره، ولا هو بالرجل الرشيد الذي يقيس الأمور بمقياس العقل والشرع الصحيح..فترملت نساء وثُكلت أمهات وكُلِم آباء ويُتِّم أبناء وبنات وأطبق الحزن على بيوتات المسلمين، فإنا لله وإنا إليه راجعون!

- من أسوأ نتائج هذه الأحداث على أهل الإيمان والصلاح، تسلط العلمانيين وأضرابهم على دين الله جملة، حتى طعنوا في القرآن والحديث والسلف والخلف، ووصموا كل ما هو ديني بالإرهاب والوهابية والانغلاق والتخلف والرجعية!
وهؤلاء الحمقى دعاة وأتباعًا عندهم سجية (دون كي شوتية!) تعرفون الدون كي شوت؟
من كان من مواليد السبعينيات يعرفه، من كثرة قراءته للروايات اختل عقله وظن أنه مخلص العالم من الطغيان فأخذ رمحه النابي وحصانه الهزيل وخادمه السمين وافتعل حربًا مع طواحين الهواء ذات الجدران الإسمنتية والمراوح الخشبية، فما رجع من معركة إلا بالخيبة والثبور!
وهؤلاء الدعاة ظنوا أن حماستهم ومعسول كلامهم في خطبهم سيعيد للإسلام مجده الغابر، فحاربوا بسيف نابٍ ودرع مخرق فما أحسنوا ولا أتوا بخير.. ولله الأمر من قبل ومن بعد!

- لا يجني من يركُل عش الدبابير إلى الوخز والألم!
كان أهل البدع على شتى مذاهبهم يستحييون من الهجوم على الدعوة السلفية ويحاولون أن يخفوا حنق قلوبهم وغيظ نفوسهم عنها بمعسول الكلام وبالمداراة أحيانًا أخرى، وباستجلاب الفتاوى على أسئلة ماكرة لأهل العلم.. حتى وقعت الواقعة وسقطت دول وحكومات وظهرت أفراخ تنظيم القاعدة وما شاكله، فقام أهل البدع يضربون الدعوة السلفية -القائمة على الكتاب والسنة الصحيحة بفهم السلف والتي تدعوا إلى الأمن والإيمان وتحرم الخروج على السلطان وتشنع على من يسفك الدم الحرام- عن قوس واحدة ضربة رجل واحد ليفنوها وينفروا عنها ولكن هيهات! إنها دعوة الله الخالصة والتي لأجلها خلق الخلق؛ إنها دعوة التوحيد...
فبدأ أعداء الدعوة بوصفها ووصف دعاتها وعلمائها بأبشع الأوصاف:
غلاة الطاعة..
مرجئة العصر..
علماء البلاط..
الوهابية..
الأصولية..
واشترك مع هذا السيل العرم من البدع وأهلها الإعلام الحزبي، والإعلام الفسقي (إن جاز التعبير!)..
فأولئك ينفرون الناس عنهم لأنهم يحذرون الناس من ضلالاتهم وتكفيرهم للناس، وأولئك يشوهون سيرتهم لكي تروج بضاعتهم القائمة على الفسق ومعصية الرحمن على ضعاف النفوس!
ويستخدمون في ذلك شتى الوسائل، بتر النصوص ونزع السياقات، وحمل الكلام على خلاف المراد... حتى ظن الناس أن هذه الدعوة غولٌ يريد أن يفتك بالناس ويرجعهم إلى العصور الأولى!
نعم نريد أن نرجع الناس إلى العصور الأولى.. ولا شك.. لكن ليس إرجاعنا إلا إرجاعًا متعلقًا بالعقيدة والفقه في دين الله، لا إرجاعًا ماديًا دنيويًّا .. كلا!
ولكن أهل البدع وأهل الفسق لا يتقون الله ولا يرقبون في مؤمن إلًّا ولا ذمة.. فالله حسبنا وهو نعم المولى ونعم النصير.. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون!

- أكتب هذه الخواطر وأنا مهموم البال ضائق النفس!
غلامان سفيهان أحمقان قاما اليوم بجريمة شنعاء، وبلية دهماء فقتلا أمهما وطعنا أباهما وأخاهما!!
يا لله كم هي شناعة هذا العمل!
ووالله إن البهيمة لتشمئز من هذا الفعل، أي فكر وأي شرع وأي فطرة تقر هؤلاء على فعلهما، وقبلهما ذاك الداعشي الذي قتل أخاه!
إن الأفكار المنحرفة والكتابات التحريضية من أخطر ما يتعرض له أبناؤنا في بلاد الإسلام اليوم، فهي بدأت تحرف لا أقول عقول الشباب بل فطرهم الإنسانية، ومن هنا على كل جاهل أن يعلم أن كتابات سيد قطب من أخطر الكتابات على الشباب الجاهل، فهي تدعوا إلى المفاصلة الشعورية واعتزال الأمة برُمَّتها واستحضار المشهد القتالي الأول بين أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- وبين مشركي قريش، وهذا الربط الوجداني خطير أيما خطورة، وطبعًا لا تجده إلا في كتب سيد قطب! لأنه إنما يغذي في عقول هؤلاء السفهاء أنهم هم نواة الدعوة الإسلامية وهم من على كاهله نشرها في البلدان التي حكم عليها سيد قطب بالردة العامة، ولا أقول بلداننا العربية وإنما البشرية جمعاء!!
فمطلوب من هذه العُصبة المؤمنة أن تعتزل معابد الجاهلية وتبدأ العمل على نشر الدين من جديد وتتسلح بكافة الأسلحة المتاحة وأن تزيل وتذلل كل عقبة أمام المد الإسلامي القطبي! ولو كلف هذا الرجل منهم قتل أمه وأبيه وصاحبته وبنيه!
فاللهم سلم سلم!

- أسأل الله أن يحفظ بلادنا من الفتن وأن يهدي ضال المسلمين، وأن يبصر الولاة بأمر دينهم الحق، وأن يعينهم على حفظ أمن وإيمان شعوبهم، وأن يهدينا وإياهم سواء السبيل، وأن يرزقهم البطانة الصالحة التي تدلهم على الخير وتعينهم عليه، وأسأله تعالى أن يرفع لواء السنة الغراء والملة الحنيفية السمحة، وأن يقمع البدع وأهلها وأن يجيرنا من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يقينا وإياكم من شر الأشرار وكيد الفجار وشر طوارق الليل والنهار.. إنه ولي ذلك والقادر عليه..
وأعتذر عن الإطالة وكثرة المنشورات، فالعذر عند كرام الناس مقبول..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وكتب: أبو موسى أحمد بن عياش بن موسى ليلة العشرين من رمضان المبارك سنة سبع وثلاثين.. والحمد لله رب العالمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

طورُ التَّحول والتحوُّر الإخواني الجديد بعد قرب انهيار الجماعة والانتقال إلى أرضية جديدة وخصبة لزرع الأفكار الخارجية المتأصلة في فكر الجماعة! (التمهيد)

  (1) طورُ التَّحول والتحوُّر الإخواني الجديد بعد قرب انهيار الجماعة والانتقال إلى أرضية جديدة وخصبة لزرع الأفكار الخارجية المتأصلة في فكر...